تحليل: قضية نتنياهو – موزيس جنائية وربما رشوة

منح منافع شخصية لا ينبغي أن تكون بالضرورة على شكل أموال، وتغطية صحفية إيجابية في صحيفة قوية وواسعة الانتشار مثل "يديعوت" هي منفعة شخصية، خاصة وأنه في المقابل يتم إضعاف صحيفة أخرى

تحليل: قضية نتنياهو – موزيس جنائية وربما رشوة

(أ.ف.ب.)

اعتبر تحليل صحفي أن الصفقة التي حاول إبرامها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع مالك صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، نوني موزيس، تنطوي على مخالفة جنائية، خلافا لما يحاول مسؤولون في وزارة القضاء ادعاءه بأن هذه القضية لا تحتوي على مخالفة جنائية. وتبيّن أن المفاوضات بين الاثنين شملت عدة لقاءات.

وبحسب تحليل للصحافي عيدو باوم، في صحيفة 'هآرتس' اليوم الاثنين، فإنه إذا كانت المعلومات التي نُشرت في وسائل الإعلام، أمس، دقيقة فإن هذه الاتصالات بين نتنياهو وموزيس تنطوي على مخالفة جنائية، إذ أن منح منافع شخصية لا ينبغي بالضرورة أن تكون على شكل أموال، وأن تغطية صحفية إيجابية في صحيفة قوية وواسعة الانتشار هي منفعة شخصية.

ويذكر أنه بموجب المعلومات التي تسربت إلى وسائل الإعلام، أمس، فإنه خلال الاتصالات بين موزيس ونتنياهو، تعهد الأخير بإضعاف صحيفة 'يسرائيل هيوم' مقابل تعهد من جانب موزيس بتغطية صحفية داعمة لنتنياهو. وجرت هذه الاتصالات في العام 2014، قبيل مناقشة 'قانون يسرائيل هيوم' الذي كان يهدف إلى منع توزيع الصحيفة مجانا. ويشار إلى أن توزيع 'يسرائيل هيوم' مجانا جعلها الصحيفة الأكثر انتشارا في إسرائيل، وتجاوزت 'يديعوت' في ذلك.

وعقد اللقاء بطلب من نتنياهو بعد إعلانه تقديم موعد الانتخابات العامة للكنيست نهاية 2014 بعد إقرار 'قانون يسرائيل هيوم' بالقراءة التمهيدية والذي نص على منع توزيع صحيفة يومية مجانا. وذكرت 'هآرتس' أن نتنياهو كان على استعداد لقاء موزيس أيضا عشية الانتخابات العامة في العام 2009 وأبدى استعداده إغلاق 'يسرائيل هيوم' حينها، في حال تحسنت العلاقات مع موزيس. وأشارت 'هآرتس' إلى أنها نشرت قبل شهور تحقيقا عن انتخابات 2009، ونقلت فيه عن مقربين لموزيس قولهم إن نتنياهو التقى معه عدة مرات في 2009 وأنهما اتفقا ألا تصدر 'يسرائيل هيوم' ملحقا نهاية الأسبوع ينافس ملحق 'يديعوت' نهاية الأسبوع والذي يعتبر مصدر الدخل الأساسي للصحيفة، لكن نتنياهو لم يلتزم بالاتفاق.

وتأسست 'يسرائيل هيوم' بتمويل الثري اليهودي الأميركي اليميني شيلدون أدلسون، وهو أحد أكبر ممولي حملات نتنياهو الانتخابية، خصيصا من أجل دعم سياسة نتنياهو.

ووفقا لبويم، فإن السؤال الأهم هو ماذا كان بإمكان نتنياهو أن يفعل مقابل تغطية إيجابية في 'يديعوت'، وأنه إذا كان نتنياهو قد وافق على الحصول على منفعة شخصية من خلال تغطية إيجابية وسعى من أجل دفع سن قانون يقيد قوة 'يسرائيل هيوم' فإن هذا الأمر قد يصل إلى حد تلقي نتنياهو رشوة.   

وأوضح باوم أن هذا الأمر لم يتم، بل أن نتنياهو سعى إلى لجم قانون من شأنه المس ب'يسرائيل هيوم'. واعتبر المحلل أنه على الرغم من ذلك، فإن مجرد استعداد نتنياهو لدفع خطوات سلطوية تهدف إلى تقليص قوة 'يسرائيل هيوم' يمكن أن يصل إلى حد ارتكاب مخالفة تلقي رشوة أو خيانة الأمانة على الأقل. إذ أنه في هذه الحالة، نتنياهو هو موظف عام يسعى للعمل لمصلحة أعمال جهة تريد منحه منفعة شخصية.  

وكتب باوم أن موزيس يمكن أن يشتبه بمخالفة قانون تقييد الاحتكارات لأنه استخدم، بحسب الشبهات، وسائل غير قانونية من أجل ضرب قوة منافس له في السوق الإعلامية.

واعتبر باوم أنه في القضية الثانية، التي يشتبه فيها نتنياهو بالحصول على 'هدايا'، على شكل سيجار وزجاجات شمبانيا ثمينة بمئات آلاف الشواقل، الشبهات ليس هامشية. إذ أن طبيعة حياة البذخ لنتنياهو وأفراد عائلته يمولها رجال أعمال أثرياء. ورأى باوم أنه بعد أن تتضح كافة التفاصيل في هذه القضية سيكون بالإمكان تقدير ما إذا كان ذلك ينطوي على مخالفات جنائية أم لا، لكن منذ الآن بالإمكان القول إن 'قضية السيجار والشمبانيا' تبرر مطالبة نتنياهو بالتنحي عن منصبه.  

التعليقات