"خطاب مشتبه به رهن التحقيق يعرض خطوط دفاعه"

كلمات نتنياهو كانت مكتوبة ويبدو أنه كمشتبه به رهن التحقيق قد أجرى مشاورات مع محاميه بشأن ما يمكن قوله. ويبدو أيضا أن "علاقة الصداقة" مع ميلتشين هي خط الدفاع الأساسي الذي سيعتمده في "قضية الهدايا" التي تبدو خطيرة من الناحية القضائية

"خطاب مشتبه به رهن التحقيق يعرض خطوط دفاعه"

اعتبر المحلل للشؤون الحزبية في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الكنيست، يوم أمس الأربعاء، على أنه خطاب مشتبه به يعرض خطوط دفاعه، ورسالة مباشرة إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت مفادها أن تقديم لائحة اتهام ضده ستكون خضوعا للإعلام.

وشدد على أن نتنياهو بالتأكيد قد أجرى مشاورات مع محاميه قبل إلقاء خطابه، الذي بدا فيه كـ'مشتبه به رهن التحقيق'، في حين كانت الرسالة المركزية إلى رجل الأعمال، أرنون ميلتشين، الذي تعتبر العلاقة مع المشكلة القضائية المركزية ضد نتنياهو.

وكان أعضاء الكنيست من الائتلاف الحكومي قد سارعوا إلى التحلق حول نتنياهو، فور نزوله عن المنصة، لتشجيعه بـ'المصافحة والتربيت على الكتف وهز الرأس وقبض الشفتين'، ما دفع أحد أعضاء الليكود إلى القول إنه 'شعر بأنه في عزاء'.

وكان نتنياهو قد صعد المنصة للإجابة على أسئلة، ولكنه لم يجب على غالبيتها، حيث أعفاه رئيس الكنيست يولي إدلشطاين من ذلك إلى حد المنع، لدرجة أن نتنياهو نفسه، بحسب فيرتر، 'تفاجأ من اتساع وكثافة السترة الواقعية التي وضعها عليه إدلشطاين، الذي اختار، لسبب ما، أن يتصرف وكأنه هو رئيس الائتلاف، وليس أقل من ذلك'.

وأشار أيضا إلى أنه نتنياهو حصل على 10 دقائق لإلقاء خطاب مكتوب أعده مسبقا، عرض فيه ادعاءاته بشأن الشبهات التي يجري التحقيق معه بشأنها.

وفيما اعتبر على أنه رسالة شفافة وواضحة موجهة إلى الشرطة والمستشار القضائي للحكومة، تساءل نتنياهو 'لماذا يحققون معي وحدي؟'.

كما كانت له رسالة أخرى موجهة إلى المستشار القضائي، حينما قال 'يضغطون على المستشار القضائي لتقديم لائحة اتهام ضدي. يقولون له أحضر لنا رأس نتنياهو'، ما يعني أنه، بحسب نتنياهو، إذا قرر المستشار القضائي تقديم لائحة اتهام ضده في نهاية المطاف، فإن ذلك يعني خضوعا لوسائل الإعلام وليس قرارا مدروسا.

ويضيف فيرتر أن الرسالة الأساسية كانت موجهة إلى رجل الأعمال والملياردير الذي كان يزوده بالكحول والسيجار، أرنون ميلتشين، حيث أن  المعلومات التي أدلى بها الأخير إلى الشرطة تشكل المشكلة القضائية الأصعب بالنسبة لنتنياهو.

وفيما يبدو وكأنه موجه إلى ميلتشين كـ'شاهد محتمل ضد نتنياهو قد يقرر مصيره'، قال الأخير على المنصة 'نحن أصدقاء.. 20 عاما ونحن أصدقاء مقربون.. نساؤنا صديقات.. عائلاتنا في علاقات صداقة'.

وكما ورد أعلاه، فإن كلمات نتنياهو هذه كانت مكتوبة. ويبدو أنه، كمشتبه به رهن التحقيق، قد أجرى مشاورات مع محاميه بشأن ما يمكن قوله. ويبدو أيضا أن 'علاقة الصداقة' مع ميلتشين هي خط الدفاع الأساسي الذي سيعتمده في 'قضية الهدايا' التي تبدو خطيرة من الناحية القضائية.

وكان رئيس المعارضة يتسحاك هرتسوغ، الذي صعد المنصة، قد قال إن 'السيجار والشمبانيا قد أثرا على نتنياهو، على ما يبدو'، واقترح عليه تسليم المفاتيح وتقديم استقالته. ولكن المحلل السياسي يقول العكس، وإن 'نقص السيجار والشمبانيا جعل نتنياهو يبدو ملاحقا وخائفا ومتجهما وقاتما'.

كما لفت الكاتب إلى أن نتنياهو وللمرة الأولى لم يكرر الأسطوانة التي دأب على تكرارها منذ بدء  التحقيقات ضده 'لن يكون هناك شيء لأنه لم يكن هناك شيء'. ربما، بحسب الكاتب، لأنه بات من الواضح أن أحدا لم يعد في وارد هذا السياق.

التعليقات