"التحرك الأميركي نزوات... والأسد مثل الحيوان المصاب والمهان"

اعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أصبح مثل "الحيوان المصاب والمهان" في أعقاب القصف الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية، نهاية الأسبوع، وأن ذلك من شأنه أن يدفعه للرد على أي استهداف إسرائيلي للأراضي السورية.

"التحرك الأميركي نزوات... والأسد مثل الحيوان المصاب والمهان"

وسط دمشق، الجمعة (أ ف ب)

اعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أصبح مثل 'الحيوان المصاب والمهان' في أعقاب القصف الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية، نهاية الأسبوع المنصرم، وأن ذلك من شأنه أن يدفعه للرد على أي استهداف إسرائيلي للأراضي السورية.

وذكر المحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، اليوم الأحد أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفيد بأن الأسد يرى بالعمليات الأميركية والإسرائيلية في الأراضي السورية مؤخرا تهدف إلى الحد من تقدم القوات المؤيدة للنظام، وأن انتزاع 'رائحة النصر' منه قد تدفعه إلى المبادرة لعمل متهور، حسب تعبير الكاتب.

وبحسب فيشمان، فإن أي عملية إسرائيلية في الفترة القريبة على الجبهة الشمالية ستأخذ بالحسبان بأن الأسد سيحاول 'رد كرامته' بعد العمليات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، وهو على ما يبدو الدافع لحظر الطيران في الجزء المحتل من الجولان السوري وغور الأردن خلال عيد الفصح العبري، إذ ترى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الأسد قد ينتهز الفرصة لإطلاق النار صوب طائرات إسرائيلية في المناطق الحدودية 'لرد كرامته'.

وبحسب فيشمان، فإن إبلاغ إسرائيل حول العملية الأميركية في سورية جرى عبر قنوات عسكرية وليس سياسية، وأن روسيا تلقت البلاغ ساعتين قبل الهجوم. وأكد أن العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة تجري بتعاون غير مسبوق مع الجيش الإسرائيلي.

ويرى فيشمان أن روسيا ترفض الهجمة الأميركية لكنها ستزيد من تعلق بقاء الأسد في الحكم بروسيا.

وينقل فيشمان أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تصف التطورات الأخيرة في سورية بأنها 'أزمة مجمدة'، إذ لم ترصد تغيرات في التحرك السوري أو الروسي على الأرض، وأن بالنسبة لإسرائيل طالما لن تكون التطورات لصالح إيران وحزب الله فإنها لن تقوم باستعدادت عسكرية.

ويخلص الكاتب إلى أن الهجوم الأميركي لا يبدو أنه إستراتيجية جديدة، وإنما تبدو أكثر كردة فعل عشوائية، ويبدو أن 'الأميركيين يبنون سياستهم خلال الحركة'، أي بشكل عفوي ودون رؤية مسبقة، وهو ما يستدعي القلق لدى أعداء وأصدقاء واشنطن في المنطقة على حد سواء، وأن السياسة الأميركية تبدو وكأنها 'نزوات'، على حد تعبير فيشمان.

وكتب أنشيل بيبر في 'هآرتس' أن السرعة التي أعلنت فيها إسرائيل أن تقديراتها الأمنية تفيد بأن النظام هو المسؤول عن استخدام الكيماوي في خان شيخون وربما بمساندة روسية، تعكس الخلاف بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن مستقبل سوري والدور الإيراني فيها، ويعكس أيضًا على ما يبدو الإدراك الإسرائيلي بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيفاجئ بمواقفه تجاه روسيا، لجهة تبني مواقف أكثر حزماً تجاه موسكو.

وأشار الكاتب إلى أن الهجوم الأميركي جاء بعد ساعات قليلة من المحادثة بين نتنياهو وبوتين، الخميس، والتي عبر فيها الرئيس الروسي عن استيائه من الموقف الإسرائيلي الذي سارع إلى تحميل النظام السوري مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي. واعتبر الكاتب أن 'هذه لحظة نادرة جدا ظهر فيها الخلاف علناً' بين إسرائيل وروسيا، إذ يسعى المسؤولون في إسرائيل إلى معالجة الخلافات مع موسكو في الغرف المغلقة.

وأوضح الكاتب أن بيان نتنياهو الذي أعلن فيه دعمه للعملية الأميركية صدر بعد 90 دقيقة من القصف الذي وقع الساعة السادسة صباحا بتوقيت البلاد.

التعليقات