شرقيان يتنافسان على زعامة حزب "الأحوسليم"

ولكن بغض النظر عمن يفوز بزعامة حزب العمل، يخطئ من يعتقد أن انقلابا سياسيا على الأبواب، لأن انتخابات حزب العمل التي صوت فيها 30 ألف ناخب، كشفت عن حزب مستعد في صراعه من أجل الحياة أن يضع نفسه على طاولة

شرقيان يتنافسان على زعامة حزب

إيهود باراك (من اليمين) وعمير بيرتس، أرشيفية (أ ف ب)

ربما الجديد الذي أفرزته نتائج الانتخابات الداخلية لحزب العمل، هو تنافس اثنين من أصل شرقي على زعامة الحزب، وليس انتخاب زعيم شرقي، إذ أنها المرة الثالثة، بعد ولاية عمير بيرتس الأولى، وفترة زعامة بنيامين بن إليعيزر القصيرة، التي سيقود فيها حزب العمل زعيم من أصول شرقية.

والمفارقة هي أن حزب الليكود الذي صعد إلى سدة الحكم عام 77 باسم الشرقيين، بعد أن جرف أصواتهم خطابه المناهض لطبقة "الأحوسليم" (أشكنازي، علماني، قديم، اشتراكي، قومي- صهيوني) الحاكمة، التي مثلها حزب العمل لسنوات طويلة.

وما زال الشرقيون في الليكود، بعد 36 عاما على خطاب بيغن الشهير (ردا على خطاب الهمج "التشختشخيم")، و58 عاما على أحداث وادي الصليب في حيفا (التي وصفت بانتفاضة الشرقيين والتي شكلت إكسير الحياة لحركة "حيروت")، من دافيد ليفي وحتى ميري ريغف، كما تقول الكاتبة رفيت هخت في مقال نشرته "هآرتس"، مجرد ألوان تزين قائمته الانتخابية، يصلحون لتقبيل الأطفال في الأسواق ووسطاء في احتفالات "الميمونة" ولا يصلحون لكرسي القيادة.

ولكن بغض النظر عمن يفوز بزعامة حزب العمل، يخطئ من يعتقد أن انقلابا سياسيا على الأبواب، لأن انتخابات حزب العمل التي صوت فيها 30 ألف ناخب، كشفت عن حزب مستعد في صراعه من أجل الحياة أن يضع نفسه على طاولة العمليات من أجل بدء عملية البناء والتقوية.

وينقسم الفرقاء في حزب العمل حول سؤال أي من بين المرشحين أفضل لقيادة تلك العملية؟ بيرتس الذي يمتلك مواقف سياسية واضحة نسبيا وتجربة وقاعدة تأييد صلبة داخليا، أم آفي غباي، الذي يغلب المجهول على المكشوف في شخصيته ولكنه صاحب مبادرة وجرأة، كما يبدو، حيث نجح في اكتشاف الثمن الزهيد الذي سيدفعه للاستيلاء بسهولة متناهية على حزب العمل.

وبعكس بيرتس المعروف كـ"رجل سلام"، فإن آراء غباي غير واضحة - بالنظر إلى أن نتنياهو ذاته يؤيد مبدأ الدولتين - ولكنه مرشح أكثر نضارة وجاذبية قد يتمكن من جلب الطبقة الوسطى من الشرقيين الذين يقوم عليهم حزب كولانو وجزء من مصوتي "يش عتيد" ومن المصوتين النافرين من الليكود، بالنسبة لهؤلاء قد يكون غباي "موديل" قيادة ونجاح غير متوفر في عمير بيرتس، كم تقول "هآرتس".

وكان آفي غباي قد ترك حزب كولانو وحكومة نتنياهو في شهر أيار/ مايو من العام الماضي، احتجاجا على انضمام يسرائيل بيتينو للحكومة وتعيين ليبرمان وزيرا للأمن، ليجد طريقه إلى حزب العمل الذي قد يحتل زعامته الأسبوع القادم، علما بأنه لم يعارض قبل عام من ذلك التاريخ إبرام اتفاق فائض أصوات بين كولانو وبين يسرائيل بيتينو، ولا المفاوضات لضم الأخيرة للتشكيل الحكومي في حينه.

ويحار المراقبون في تلك المتناقضات التي تميز شخصية غباي ويتساءلون كيف يمكن لمن لم يواجه أي مشكلة في الجلوس على مقاعد حكومة اليمين والجمود السياسي أن يعلن اليوم أنه مكمل درب رابين، ويعرب عن استعداده لنقل أحياء في القدس، إلا أن من يعرفونه يشيرون إلى أن تلك الشخصية المركبة ميزته عندما عمل في المجال التجاري أيضا، فمن جهة، تجاوز الخطوط من وزارة المالية ليقود احتكار ويقيل عاملين في وقت يربح فيه ملايين الشواقل لجيبه الخاص، ومن جهة ثانية يشير زملاءه الذين عملوا معه في بيزك إلى كونه مدير حاد ومحبوب ساهم في تطوير الشركة وتنجيعها.

وفي غضون ذلك أعلن الزعيم المعزول يتسحاك هرتسوغ، وعضو الكنيست أرئيل مرغليت، عن دعمهما لعمير بيرتس، وسوغ هرتسوغ دعمه بما وصفه الرصيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يتمتع به بيرتس، وأعلن هرتسوغ أن بيرتس وعد بالحفاظ على التحالف القائم مع حركة تسيبي لفني.

كما انضم لهرتسوغ، عضو الكنيست أييلت نحمياس وعضو الكنيست منوال تراختنبرغ، فيما أعلن، في وقت سابق، أعضاء الكنيست إيتسيك شمولي وإيتان بروش وربيطال سويد وميراف ميخائيلي ونحمان شاي ورئيس الهستدروت، آفي نيسنكورن، عن دعمهم لبيرتس.

بالمقابل أعلنت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، وعضو الكنيست زهير بهلول، عن دعمهما لغباي، كما ستعلن عضو الكنيست ستاف شفير عن ذلك في وقت لاحق، علما بأن غباي يحظى بدعم إيهود براك أيضا.

التعليقات