أشارت تحليلات إسرائيلية إلى أن "المعسكر الصهيوني"، الذي يضم حزب العمل و"الحركة" التي تتزعمها تسيبي ليفني، يشهد أزمة غير مسبوقة تهدد بتفكك وانهيار المعسكر ومركبه الأساسي المتمثل بحزب العمل.
ويبدو أن مغادرة زعيم الحزب السابق وزعيم المعارضة، يتسحاك هرتسوغ، الذي عين رئيسا للوكالة اليهودية، قد كشفت الغطاء عن المأزق الذي يشهده العمل وتحالفه، خاصة في ظل ما تنبأت به الاستطلاعات الأخيرة بهبوطه إلى عشرة مقاعد فقط، بعد دخول رئيس الأركان الأسبق، بيني غانتس، المعترك السياسي، حيث سيحصل على 13 مقعدا.
ويبدو أن حزب برئاسة غانتس سيؤثر أساسا على أحزاب اليسار- الوسط، حيث سيتراجع حزب يش عتيد أيضا إلى 14 مقعدا، بينما يتراجع الليكود إلى 28 مقعدا فقط، ناهيك عن أن الاستطلاع الذي أظهر تدني شعبية زعيم حزب العمل ومرشحه المنتظر في الانتخابات المقبلة، آفي غباي، حيث جاء في المرتبة الأخيرة هو ونفتالي بينيت بنسبة 3% مقابل 34% لنتنياهو.
ويرجح المحللون أن تجري عملية هروب من سفينة حزب العمل التي اعتبروها في طريقها إلى الغرق باتجاه حزب "ميرتس" وحزب غانتس، في ظل أزمة ثقة كبيرة بزعيم الحزب، غباي.
وكانت زعيمة "الحركة"، تسيبي لفني قد هددت بالانسحاب من "المعسكر الصهيوني" إذا لم يوافق غباي على تعيينها زعيمة للمعارضة خلفا لهرتسوغ، فيما يسعى غباي إلى الدفع باقتراح قانون يسمح له بتبوء منصب زعيم المعارضة، رغم أنه ليس عضوا في الكنيست.
وفي وقت يتم فيه تداول استطلاعات داخلية مقلقة، يزداد الإحباط في صفوف العمل و"المعسكر الصهيوني" من قيادة غباي، حيث بات البعض يرى به حالة ميؤوس منها فهو، كما قال أحد أعضاء الكنيست من حزبه، يستطيع في أحسن الأحوال الحصول على 15 مقعدا مثلما حصلت شيلي يحيموفيتش سابقا، وفي أسوأ الأحوال القضاء على حزب العمل.
غباي التأييد الذي كان يتمتع به من قبل نواب حزبه، باستثناء يحيموفيتش لا يحظى اليوم بدعم أي من أعضاء الكنيست من "المعسكر الصهيوني"، فأيتسيك شمولي وميراف ميخائيلي وستاف شفير، يقفون "على الجدار" بانتظار سقوطه للمنافسة على ما يتبقى من الحزب في اليوم التالي، في حين لا يخفي عضو الكنيست، عمير بيرتس، الذي لم يسلم بخسارته في المنافسة على زعامة الحزب، معارضته، ولا يترك مناسبة لمهاجمته واتهامه بهدم الديمقراطية.
وعلى ضوء حالة التردي تلك، ترتسم العديد من السيناريوهات، منها التوجه "يسارا" من خلال الالتحاق بـ"ميرتس"؛ أو إقامة حزب جديد بمشاركتها، وتذكر في هذا السياق أسماء أعضاء كنيست من "الجناح اليساري" لحزب العمل مثل، يوسي يونا وزهير بهلول وكسنيا سبطلوبا.
وسيناريو آخر هو إقامة حزب جديد مع بيني غانتس، وهو سيناريو يجري بحثه في مستويات رفيعة بالحزب، وتم تداوله بين ليفني وهرتسوغ قبل انتخاب الأخير رئيسا للوكالة اليهودية، وتضمنت الخطة انسحاب أعضاء الحركة الخمسة برئاسة تسيبي ليفني وعضوين من حزب العمل والانضمام إلى قائمة برئاسة غانتس، قادرة على اجتذاب تعزيزات على شاكلة إيهود براك، ورئيس بلدية يروحام، ميخائيل بيتون.
وفي كل الأحوال، فإن أزمة حزب العمل تعكس أزمة البديل غير القادر على كسر التوازن الذي يسود المجتمع الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، ويميل بشكل كبير لصالح اليمين السياسي الديني القومي الذي يقوده نتنياهو، علما بأن التغيرات التي يحدثها دخول غانتس، مثلا، تصيب خارطة أحزاب اليسار- الوسط، ولا تمس بالتوازن بين المعسكرات والذي يميل بشكل حاد لصالح معسكر اليمين، وهو ما يعمق الإحباط في أوساط قيادة حزب العمل.
اقرأ/ي أيضًا | استطلاع: "المعسكر الصهيوني" برئاسة ليفني يتجاوز "يش عتيد"
التعليقات