"الحبل الأميركي الطويل لإسرائيل بدأ يقصر دون الوصول لقيادة حماس"

تحليل إسرائيلي: "القيادة الإسرائيلية أشبه بـ’المقامر’، بتركيزها على السنوار، فيما تتضاءل مواردها الأساسية، وإذا فشل هذا الرهان، فإن إسرائيل قد تجد نفسها أنها لم تصل إلى قيادة حماس ولم تكسر كل قواتها المقاتلة"

مظاهرة قبالة البيت الأبيض أثناء لقاء هاريس وغانتس، أول من أمس (Getty Images)

شبّه المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية بـ"المقامر"، لأنها تركز على رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، فيما تتضاءل مواردها الأساسية، وهي الذخيرة وتراجع معنويات القوات وبالأخص شرعية إسرائيل الدولية، بعد أن شارف الشهر الخامس للحرب على غزة على الانتهاء وفيما "إسرائيل تبدو أنها عالقة، في الجنوب وكذلك في الشمال"، أي مقابل حماس وحزب الله.

وأشار بن دافيد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" اليوم، الأربعاء، إلى أن "الجيش الإسرائيلي يستثمر كافة موارد في المطاردة العاقرة للسنوار". وبحسبه، فإن الجيش الإسرائيلي "هزم لوائي حماس القويين في شمال القطاع واحتل مدينة غزة، التي تعادل مساحتها أربعة أضعاف مساحة خانيونس، خلال أقل من شهرين على بدء الحرب".

وأضاف أنه "منذئذ، تعمل الفرقة العسكرية 98 في خانيونس، منذ ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وفيما تم إخضاع القوة الأساسية للجيش الإسرائيل لهذه الفرقة. وتم هزم لواء خانيونس التابع لحماس، لكن الفرقة العسكرية كلها تركز على محاولة إحضار السنوار".

وتابع أن الفرقة العسكرية "ربما تنجح وربما لا، لكن في هذه الأثناء أي يوم يمر تتراجع فيه كفاءات قوات الفرقة العسكرية التي لم تسترح تقريبا. والأسوأ من ذلك هو أن الحبل الطويل الذي منحته الولايات المتحدة لإسرائيل من أجل القضاء على حماس، أخذ يقصر. وإذا فشل هذا الرهان، فإن إسرائيل قد تجد نفسها أنها لم تصل إلى قيادة حماس ولم تكسر كل قواتها المقاتلة".

ووفقا لبن دافيد، فإن "قيادتنا الأمنية باتت مغرمة بفكرة تحقيق صورة انتصار على شكل رأس السنوار. لكن هذا الهدف لا يبرر جميع الوسائل. وإذا تمت تصفية السنوار فسيكون هناك خلفا له، لكن إذا أنهينا الحرب فيما لا يزال يتواجد لواء كاملا لحماس في رفح وكتيبتان في وسط القطاع، نكون قد خسرنا".

واعتبر بن دافيد أنه "بالإمكان فهم حماسة القيادة الأمنية للوصول إلى قيادة حماس. فهذا قد يكون بالنسبة للقيادة التي وُصمت بإخفاق 7 أكتوبر ’صورة النهاية’ التي تسمح لها بالتنحي بكرامة. لكن هذه المطاردة بدأت تضر القدرة على تحقيق الهدف الأسمى للحرب، وهو القضاء على قوة حماس العسكرية والسلطوية".

وتطرق بن دافيد إلى التحقيقات التي سيجريها الجيش الإسرائيلي مع نفسه، ورأى أنها جاءت متأخرة، "فهدف التحقيقات الأساسي هو استخلاص الدروس، ولكنها ستشير أيضا إلى المسؤولية الشخصية للضالعين في الأمر وتقود إلى تنحيتهم".

وأضاف أنه كان بالإمكان بدء التحقيقات في وقت مبكر أكثر، "عندما كانت ذاكرة الأفراد لا تزال حاضرة وفيما لم تكن السردية (المزيفة) قد ترسخت. ومنذ الآن، بدأ انشغال قادة الجيش بتنظيف وصمة الفشل في 7 أكتوبر أن يكون عبئا على الجيش الإسرائيلي، الذي يتعين عليه الإعداد لمواصلة القتال في الجنوب والاستعداد لحرب في الشمال".

وخلص بن دافيد إلى أنه "إذا كانت عربة الجيش الإسرائيل في صعود حتى الآن، في القتال في الجنوب والشمال، فإننا الآن في حالة مستوية، بالإمكان فيها البدء بدراسة تغيير الخيول".

التعليقات