05/06/2023 - 12:15

بروتوكول: ديّان تحفّظ من احتلال الجولان ثم تراجع

تحفظ ديّان كان بسبب هدوء "الجبهة السورية" والعلاقات السورية – السوفييتية، لكن وزراء وأعضاء كنيست أيدوا مهاجمة الجيش السوري* ديّان: "أهداف الحرب اجتثاث القوة المصرية واحتلال الضفة الغربية والقدس"

بروتوكول: ديّان تحفّظ من احتلال الجولان ثم تراجع

أشكول وديان مع ضباط الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل، أثناء حرب 1967 (Getty Images)

ناقشت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست احتلال هضبة الجولان السورية، خلال اجتماع سري عقدته في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، يوم 7 حزيران/يونيو العام 1967، أي بعد 48 ساعة من الهجوم الإسرائيلي على مصر والأردن. وشارك في الاجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية، ليفي أشكول، ووزير الأمن، موشيه ديّان، والوزراء مناحيم بيغن ويسرائيل غاليلي، إضافة لأعضاء اللجنة، وفق بروتوكول الاجتماع الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الإثنين.

وبحسب البروتوكول، فإن ديّان عبّر خلال الاجتماع عن معارضته لاحتلال هضبة الجولان، لأنها "جبهة هادئة" قياسا بالجبهتين المصرية والأردنية، وحذّر من رد فعل الاتحاد السوفييتي الذي كانت تربطه علاقة متينة مع سورية.

وقال ديّان خلال الاجتماع إن "رئيس الحكومة ذكر الاعتبارات بخصوص الحدود السورية. وأنا أعارض أن نتجاوز الحدود الدولية في سورية، ولا مصلحة لدينا بذلك بسبب العلاقات بين سورية والاتحاد السوفييتي. وإذا اتخذ قرار آخر، بإمكان الجيش تنفيذ ذلك".

ديان في الجولان المحتل خلال حرب 1967 (مكتب الصحافة الحكومي)

وأضاف ديّان "أنا ضد تجاوز الحدود الدولية. والمناطق منزوعة السلاح كانت جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار. ولدى الجيش تعليمات بخصوص الجبهة السورية، إلا إذا اتخذت الحكومة قرارا آخر، بالحفاظ على هدوئها حتى الحدود الدولية وعدم إثارة مشاكل".

بدوره، قال عضو الكنيست أرييه بن إليعزر إنه "في الموضوع السوري، لا أوافق على تقييم وزير الأمن حول المناطق منزوعة السلاح. وأعتقد أنه من الضروري الاستيلاء على سلسلة الجبال وليس مهما ما سيحدث بعد ذلك".

واعتبر بن إليعزر أن "أحد الأمور الأكثر خطورة التي أدت إلى هذه الحرب التي دخلنا إليها كان تصرف سورية، التي لم توافق على الضربة المطلوبة في العامين 1948 و1946. وفي تلك المدن التي حررها الجيش الإسرائيلي يوجد آلاف من أتباع الشقيري والمفتي وعناصر فتح والفدائيون. وعلى الجيش أن يعلن أنهم ملزمون بمغادرة المنطقة خلال يوم واحد. إنهم مقاتلون".

وقال عضو الكنيست يعقوب حازان إنه "أدرك الاعتبارات بشأن الهضبة، لكني أقول بكل تواضع إن هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي من دون أن يتلقى الجيش السوري ضربة منا، ويدعي أنه لم يتلق أبدا ضربة منا".

وأضاف حازان أنه "أوافق على نبل وزير الأمن، لكني أعتقد أن علينا الصعود الهضبة، والاستيلاء على شريط ضيّق فيها، وعدم التفكير بأمور كبيرة، وأن يكون هذا شريطا يضمن تحررنا من كافة الفظائع حتى الآن. وسنرتكب خطأ إذا لم نفعل ذلك".

وبعد أقوال أعضاء لجنة الخارجية والأمن، قال ديّان إن الجيش الإسرائيلي سينفذ ما ستقرره الحكومة. "وفي نهاية الأمر ليس واضحا حجم الخسائر التي سيتكبدها أي طرف. لكن إذا قررت الحكومة أخذ الهضبة (أي احتلالها)، فسنأخذها. ولم نتنازل عن أهدافنا في الحرب، باجتثاث القوة المصرية. وبدونه لن تشن دول أخرى حربا".

وتابع ديّان أنه "في هذه الأثناء، كنتيجة نابعة من ذلك، (احتلال) الضفة الغربية كلها مع القدس، وليس أقل من ذلك. وينبغي أن ندرك أننا خرجنا إلى حرب واحدة، وانجررنا إلى حرب ثانية، وقفزنا إلى حرب ثالثة، وهذا كله خلال يوم ونصف اليوم لاحتلال الهضبة أيضا. لكن إذا قررت الحكومة هذا المساء، أو الآن، أن تأخذ الهضبة السورية، فغدا سنكون في وضع يسمح بتنفيذ ذلك".

وبعد يومين من اجتماع لجنة الخارجية والأمن، أي في صباح التاسع من حزيران/يونيو، غيّر ديّان موقفه وأصدر أمرا لقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، دافيد إلعزار، ببدء هجوم ضد المواقع السورية، من شمال هضبة الجولان وحتى جبل الشيخ.

واحتلت إسرائيل منطقة بمساحة 1250 كيلومتر مربع تقريبا في الهضبة، وطرد الجيش الإسرائيلي حوالي 128 ألف مواطن سوري من الجولان إلى الأراضي السورية، ليبقى فيها 6 آلاف مواطن سوري فقط.

التعليقات