لوسي.. مهد الإناث الأثيوبيات

'لوسي' هو الاسم الذي أطلق على مستحاثة هيكل عظمي يعود لأنثى من نوع 'أوسترالوبيثيكوس أفارينيس'، عاشت وماتت قبل حوالي 3.2 مليون سنة، وتحتفل شركة 'جوجل' اليوم، الثلاثاء، بالذكرى الـ41 لاكتشافها.

وعثر العلماء؛ دونالد جونسون وموريس تاييب وتوم جاري، على لوسي في أثيوبيا عام 1974 في إقليم عفر. وبعد اكتشاف 40 في المئة من هيكلها العظمي، قرر العلماء بأنها شبيهة بالإنسان، وصنفت على أنها من نوع 'أوسترالوبيثيكوس أفارينيس'، نسبة إلى منطقة عفر (Afar) الأثيوبية.

وقدّر طول لوسي -التي سميت تيمنا بأغنية 'لوسي في السماء مع الماسات' لفريق 'البيتلز' البريطاني التي ترددت باستمرار في معسكر التنقيب- بـ1.1 مترا، ووزنها 29 كيلوجراما، ويحمل هيكلها الرمز (A.L.288-I).

وتشبه لوسي في تكوينها الشمبانزي إلى حد كبير، وتتطابق عظام الحوض والأطراف وظيفيا مع نظيرتها عند الإنسان، على الرغم من صغر حجم الدماغ لديها مقارنة بحجمه لدى الإنسان العاقل.

وفي عام 1975، اكتشف العلماء 13 هيكلا آخر من نفس الجنس، ما يدل على أن المجموعة أصيبت بكارثة طبيعية كفيضان أو غيره. وأدى هذا الاكتشاف إلى معرفة وتعلم الكثير عن حياة هذا الجنس وعلاقاته الاجتماعية.

ويعتقد العلماء أن لوسي تمثل إحدى الحلقات الانتقالية الهامة بين القردة العليا والإنسان، تتمثل في الصفات التشريحية للإنسان الحديث والهوموسابينس.

وتتمثل في تكوين عظام الحوض والساقين والساعدين، ما يؤهلها للمشي منتصبة القامة كالإنسان، على الرغم من أن قدرتها على المشي ليست بكفاءة الإنسان.

ويعتبر حجم الدماغ عند لوسي كبيرا نسبيا، إذا ما قورن بحجمه عند القرود، وصغيرا مقارنة بحجمه عند الإنسان.

وبحسب التصنيف الشائع، تعتبر لوسي من أسلاف البشر، لأنها تمشي على قدمين وصاحبة وجه مسطح أشبه بوجه الإنسان، لكنها تفتقد لحجم الدماغ البشري، كما لم يثبت استخدامها للنار أو الأدوات، لذلك يعتبرها بعض العلماء مجرد قردة منقرضة.

ويعود الرأي المخالف لاعتبار لوسي من أسلاف البشر إلى الطريقة العلمية المعتمدة لتحديد أسلاف البشر وفق اعتبارات للميزات البشرية؛ المشي على القدمين، استخدام النار، استخدام الأدوات، حجم الدماغ، شكل الوجه، وتفاصيل هيكلية أخرى.