25/11/2015 - 11:44

أسمهان: الهروب من الموت غرقًا إلى الموت غرقًا

بحريّة، آمال أو أسمهان الأطرش هي أسماء شتّى لفنانة أسرت قلوب العرب في عشرينيّات وثلاثينيّات القرن الماضي، غنّت للحب، رغم معاناتها المتكرّرة معه؛ غنّت لفيينا، في آخر أفلامها "غرام وانتقام"، فكانت تهمة الانتماء الفكري مع ابن فيينا، هتلر.

أسمهان: الهروب من الموت غرقًا إلى الموت غرقًا

بحريّة، آمال أو أسمهان الأطرش هي أسماء شتّى لفنانة أسرت قلوب العرب في عشرينيّات وثلاثينيّات القرن الماضي، غنّت للحب، رغم معاناتها المتكرّرة معه؛ غنّت لفيينا، في آخر أفلامها 'غرام وانتقام'، فكانت تهمة الانتماء الفكري مع ابن فيينا، هتلر؛ في ظل اكتساحه مدن أوروبا واحتلال عواصمها.

في مثل هذا اليوم ولدت، أثناء فرار والدتها، الأميرة علياء المنذر، من جبل العرب لأن أسرة الأمير فهد الأطرش، زوج علياء ووالد أسمهان، المحافظة اجتماعيًا ودينيًا ولها مكانتها المرموقة لصلاتها المباشرة مع سلطان باشا الأطرش ترفض أن تغني ابنتهم أمام الناس، فذلك في عرفهم عار ما بعده عار.

جاءها المخاض في البحر، فاختارت الأم أن تسمّي مولودتها بحريّة، لكن المركب الذي يقلّهم شارف على الغرق، منذرًا بموت كل من على متنه، حتى تلك المولودة حديثًا، التي كان عليها أن تنتظر 31 عامًا لتموت غرقًا، أيضًا. مع أصوات الابتهالات على متن القارب، والدعوات للنجاة، نذرت الأم أن تسمي ابنتها آمال.

تصل العائلة مصر، تاركة الجبل في حالة حرب، ووضع بائس كوضعهم في القاهرة، حيث استقرت أسرة أسمهان في حي الفجالة الشعبي، ما اضطر الأم أن تبحث عن عمل لتعيل أبناءها، فبدأت العمل في الأديرة، عاملة تنظيف صباحًا وفي المساء، مطربة في الأفراح الخاصّة.

صدفة، وأثناء غنائها في غرفتها، استرق الملحّن داود حسني السمع، فطلب من فريد، المطرب المغمور، أن يعرّفه عليها لتغنّي أمامه، فكان له ذلك، فقال: 'كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان'.

تزوّجت أسمهان من الأمير حسن الأطرش فعادت للسكن في جبل العرب السوريّ، ولقبّت آنذاك بسيّدة الجبل، على صغر سنّها، لكن ذلك لم يدم طويلًا، فبعد خلاف بين أسمهان وزوجها قرّرت الانفصال عنه وترك الجبل نحو مصر حاضرة الفن العربي حينها، من جديد، لتبدأ انطلاقتها الفنيّة بزخم أكبر.

فتح صوتها الجميل وحضورها الراقي وتحرّر فريد من قيود الجبل أمام أسمهان باب السينما، فطرقته بأول أفلامها 'انتصار الشباب، حيث غنّت فيه رائعتها 'يا جمال الورد'.

أما أثناء فيلمها الثاني، غرام وانتقام، فقد طلبت أسمهان على حين غرّة أن تسافر إلى رأس البر للاستجمام، نظرًا لأنها أرهقت أثناء التصوير.

أثناء زيارتها لرأس البر، يضل سائق السيارة طريقه، فيسقط في الترعة لتموت، كما قدّر الله لها النجاة قبل 31 عامًا، غرقًا.

التعليقات