عجلة إنتاج مصنع عصائر وحيد في غزة تتحدى الحصار

تنهمك يدا الشاب "منذر الخطيب" بسرعة في تلقف زجاجات عصير البرتقال، التي تسير أمامه على خط الإنتاج، داخل مصنع العصائر الطبيعية الوحيد في قطاع غزة، متأكدًا من أن آلة إغلاق العبوة قد أحسنت صنعًا في إحكام إغلاق المنتج.

عجلة إنتاج مصنع عصائر وحيد في غزة تتحدى الحصار

تنهمك يدا الشاب منذر الخطيب بسرعة في تلقف زجاجات عصير البرتقال، التي تسير أمامه على خط الإنتاج، داخل مصنع العصائر الطبيعية الوحيد في قطاع غزة، متأكدًا من أن آلة إغلاق العبوة قد أحسنت صنعًا في إحكام إغلاق المنتج.

وبعد تفحص يديّ الشاب الخطيب وعيناه للعبوات، يضع زجاجة تلو الأخرى داخل صندوق بلاستيكي بجواره، استعدادًا لتسليمها لزميله؛ كي يلصق عليها شعار "الشركة الفلسطينية للصناعات الغذائية".

وبابتسامة رسمت على شفتي الخطيب، المرتدي لقفازين معقمين وقميصا طويلا أبيض اللون، قال متحدثًا للأناضول: "نحمد الله على أن عجلة الإنتاج ما زالت تدور، رغم ما يعانيه قطاع غزة من حصار مطبق كاد يشلّ مناحي الحياة كافة".

وأضاف بعد أن أحكم ربط قبعة النايلون التي يرتديها على رأسه: " أعتبر نفسي أحسن حالا من آلاف الشباب في غزة الذي لا يجد فرصة عمل".

ولا يعمل الخطيب، في وظيفة كاملة، حيث يشتغل لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع، بعد أن قلصت الإدارة، ساعات العمل، وخفضت الأجور كذلك، بسبب ظروف الحصار.

وأنهى الخطيب (23 عاماً) دراسته حديثًا من قسم الخدمة الاجتماعية، باعتماده على راتبه في تسديد رسومها ، كما قال.

ويستوعب المصنع 60 عاملا، بعضهم من حملة الشهادات الجامعية، والذين لجأوا إليه لتوفير فرصة عمل لأنفسهم، وينتج نحو 34 ألف زجاجة عصير في اليوم.

وتخرّج مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية سنويا حوالي 30 ألف طالب وطالبة، وتبلغ نسبة العاملين منهم 25%، والعاطلين عن العمل 75%، وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني.

وشددت إسرائيل الحصار على قطاع غزة، عقب سيطرة "حماس" عليه في يونيو/ حزيران 2007، ويتضمن الحصار "تقنين دخول المحروقات ومواد البناء والكثير من السلع الأساسية، ومنع الصيد في عمق البحر".

وتعطل نحو 170 ألف عامل يعيلون نحو 615 ألف نسمة، عن العمل جراء تشديد الحصار الإسرائيلي، وفق اتحاد العمال بغزة.

ووصلت معدلات البطالة في قطاع غزة، وفق وزارة الاقتصاد المقالة إلى نحو 39%، غير أن مؤسسات حقوقية، وشعبية تؤكد أن عام 2014 سيشهد ارتفاعا لنسب البطالة لتتجاوز الـ"50%.

ومازالت عجلة الإنتاج في مصنع العصائر الطبيعية وحيد في القطاع المحاصر، تدور رغم كل ما تعانيه من مشاكل الحصار، وفقًا لابراهيم السويطي، مدير الإنتاج والصيانة في الشركة الفلسطينية للصناعات لغذائية.

ووصف السويطي في حديثه مع الأناضول أن سير العمل في المصنع بـ "الجيد"، مؤكدًا أنه لو تم رفع الحصار عن غزة فإن مصنعه سيغطي كافة احتياجات القطاع من العصائر الطبيعية.

وتابع: "نغطي الآن 5% فقط من احتياجات السوق في ظل إغراقه بالمنتجات المستوردة، إلا أن إمكانيات المصنع ستغطي كافة احتياجات السوق المحلي في غزة والضفة الغربية، إن تم فك الحصار عن القطاع وسمح لنا بالتصدير".

وينتج المصنع الذي تأسس في عام 1995العصائر الطبيعية بأنواعها، ولجأ مؤخرًا لإضافة خطي إنتاج هما "المياه المعدنية"، و"المربي"، لتعويض النقص في صناعة العصائر.

واستدرك: "أنشأ المصع، بهدف احتضان المحاصيل الزراعية للمزارع الفلسطيني وخاصة الحمضيات، ومع تقلص مساحات الأراضي الزراعية وتجريفها من قبل الجيش الإسرائيلي، اتجهنا لتعبئة المياه وصناعة المربى".

وبحسب تقارير إحصائية لوزارة الزراعة في حكومة غزة؛ فقد جرفت الآليات العسكرية الإسرائيلية، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام (2012) نحو10 آلاف و62 شجرة من الأشجار المثمرة (زيتون- حمضيات – فواكه)، وبلغت مساحة الأراضي المدمرة 300 دونم.

فيما اقتلعت إسرائيل في الحرب التي شنتها على قطاع غزة أواخر 2008 ما يقارب مليون شجرة مثمرة، شكلت أشجار الحمضيات غالبيته.

وأشار السويطي إلى أن غياب الكهرباء، وشح وغلاء الوقود الإسرائيلي من أهم المشاكل التي يواجهها المصنع.

وأكمل: " أحيانا نعاني من توقف للعمل لأيام، إذا تعطلت إحدى الآلات وعدم توفر قطع غيار لها في القطاع، وننتظر لأسابيع حتى يسمح الاحتلال بإدخالها".

ويتم بيع لتر وقود "البنزين"، المورد من إسرائيل، بسبعة شواقل تقريبا (2 دولار أمريكي)، في حين كان لتر الوقود المهرب من مصر يباع بثلاثة شواكل ( 85 سنتا).

ولفت السويطي إلى أن انتاج الشركة كان يغطي السوق المحلي في قطاع غزة الضفة الغربية قبل فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع.
 

التعليقات