العثور على سلالة جديدة من الإنسان القديم قرب الرملة

أعلن باحثون من جامعة تل أبيب والجامعة العبرية، الخميس، عن اكتشاف سلالة جديدة من الإنسان القديم، عاش في البلاد قبل نحو 130 ألف سنة، وتم العثور على عظامه في تنقيب بالقرب من مدينة الرملة.

العثور على سلالة جديدة من الإنسان القديم قرب الرملة

أعلن باحثون من جامعة تل أبيب والجامعة العبرية، الخميس، عن اكتشاف سلالة جديدة من الإنسان القديم، عاش في البلاد قبل نحو 130 ألف سنة، وتم العثور على قطعتين من عظام أحد أفراد هذه السلالة في عملية تنقيب بالقرب من مدينة الرملة، في اكتشاف وصف بأنه "أحد أعظم الاكتشافات في هذا المجال خلال العقود الأخيرة".

ويعتقد الباحثون أن السلالة الجديدة المكتشفة عاشت في منطقتنا لمئات الآلاف من السنين وانتشرت في أجزاء أخرى من العالم، من أسبانيا وصولا إلى مناطق شرق آسيا. وبحسب العلماء فإن "اكتشاف هذه السلالة يجيب على العديد من الأسئلة والمشكلات التي واجهها الباحثون في أصول البشرية".

(جامعة تل أبيب)

ونشرت نتائج الأبحاث التي أفضت إلى هذا الاكتشاف والتي اعتبر العلماء أنها يمكن أن تساهم في إعادة رسم الشجرة البشرية، في مجلة Science العلمية المرموقة. ووفقًا للباحثين، فإن النوع الجديد الذي اقتروحا تسميته بـ"Homo Nesher Ramla" يمثل سلالة نافذة، انفصلت عنها العديد من سلالات الجنس الأناسي والمعروف بهومو، بما يشمل إنسان نياندرتال، التي لم يتم فهمها بالكامل حتى الآن.

ووفقا للدراسة فإن "هومو رملة" عاش في منطقتنا في الفترة التي تتراوح بين 400 ألف حتى 130 ألف سنة مضت.

ويقول الباحثون إن الاكتشاف يجيب عن أسئلة حول أصل إنسان نياندرتال - المجموعة البشرية المهيمنة في أوروبا لمئات الآلاف من السنين - ويلقي الضوء على انتقال الجينات بين مجموعات مختلفة من الأنواع البشرية. وتقترح الدراسة إعادة تعريف أنواع البشر التي لم يتم تصنيفها حتى الآن لمجموعة معينة على أنها تنتمي إلى سلالة "هومو رملة".

من موقع الحفريات (تصوير: جامعة تل أبيب)

وتم اكتشاف العظام التي استندت إليها الدراسة قبل حوالي عشر سنوات في حفريات إنقاذ أجريت في مجمع مصنع نيشر في الرملة في أعقاب إنشاء محجر جديد.

وكشفت طبقة التنقيب، التي يبلغ عمقها ثمانية أمتار، عن العديد من أدوات الصوان التي يستخدمها البشر، والعديد من عظام الحيوانات مثل الخيول والحمير والثيران البرية، بالإضافة إلى عظمتين بشريتين - جزء علوي من جمجمة وفك سفلي شبه كامل مع أسنان.

ويرجع تاريخ العظام المكتشفة إلى حوالي 130 ألف عام. واستمر البحث على هذه العظام لسنوات، تم خلالها مقارنة النتائج مع عظام بشرية وجدت في مواقع أخرى في البلاد وحول العالم.

واقترح الباحثون تعريف هذه العظام على أنها تنتمي إلى سلالة فرعية بشرية جديدة تسمى "هومو نيشر رملة"، وقدروا أنها نفس "السلالة المفقودة" التي بحث عنها علماء الأنثروبولوجيا لسنوات عديدة، معتقدين أنها نشأت في بلاد الشام.

ووفقًا للباحثين، العلماء لم ينجحوا في التوصل إلى هذه السلالة من قبل، وعرّفوا السلالة الجديدة على أنها تنتمي إلى أنواع قديمة من الإنسان الحديث، أو أنواع محددة تعرف بسلالات ما قبل إنسان نياندرتال.

ويقدم الاكتشاف تفسيرا حول التساؤلات عن كيفية عودة إنسان نياندرتال إلى قارة أوروبا، بعد انقراضه فيها عدة مرات بسبب الفترات الجليدية. والتفسير الذي اقترحه الباحثون هو أن سلالة "هومو نيشر رملة" هي السلالة الأم لنياندرتال، حيث هاجرت أنواع من هذه السلالة إلى أوروبا كلما سمح المناخ بذلك، الأمر الذي سمح لإنسان نياندرتال تجديد سكنه في أوروبا.

التعليقات