بايدن وماكرون يتعهدان إعادة إرساء "الثقة" بعد أزمة الغواصات الأسترالية

توافق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الأميركي، جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية أجريت اليوم، الأربعاء، على أن إجراء "مشاورات مفتوحة بين الحلفاء كان من شأنه تفادي" أزمة الغواصات الأسترالية، وفق بيان مشترك صدر عن الإليزيه والبيت الأبيض.

بايدن وماكرون يتعهدان إعادة إرساء

(أرشيفية - أ ب)

توافق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الأميركي، جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية أجريت اليوم، الأربعاء، على أن إجراء "مشاورات مفتوحة بين الحلفاء كان من شأنه تفادي" أزمة الغواصات الأسترالية، وفق بيان مشترك صدر عن الإليزيه والبيت الأبيض.

وفي هذه المكالمة الهاتفية التي طال انتظارها، حاول الرئيسان إيجاد حل لأخطر أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الرفض الفرنسي لحرب العراق عام 2003؛ وذلك بعد ستة أيام من اندلاع أزمة الغواصات.

وجاء في بيان مشترك للبيت الأبيض وقصر الإليزيه أن إجراء "مشاورات مفتوحة بين الحلفاء بشأن القضايا ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا والشركاء الأوروبيين كان من شأنه تفادي هذا الوضع" مضيفا "وقد أعرب الرئيس بايدن عن التزامه الدائم بهذا الصدد".

وأورد البيان أن "الرئيس بايدن أبلغ (ماكرون) التزامه الدائم في هذا الصدد"، مضيفا أن الرئيسين الأميركي والفرنسي اللذين سيلتقيان "في أوروبا نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر" المقبل، "قررا إطلاق عملية تشاور معمق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة واقتراح تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة".".

جاء ذلك فيما قرر ماكرون عودة السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، فيليب إتيان، إلى واشنطن "الأسبوع المقبل"، بعد تواصله مع بايدن بشأن أزمة الغواصات الأسترالية، بحسب البيان.

واعتبر بايدن أن "من الضروري أن يكون الدفاع الأوروبي أقوى وأكثر كفاءة" للمساهمة في الأمن عبر المحيط الأطلسي وإكمال "دور الحلف الأطلسي"، وفق ما جاء في البيان.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة "تؤكد مجددًا أن التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادىء له أهمية إستراتيجية".

وكانت باريس قد أعلنت يوم الجمعة الماضي، استدعاء سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا، في قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين، عقب إلغاء كانبيرا عقدا ضخما مع باريس لشراء غواصات وإبرامها آخَر جديدًا مع واشنطن للغرض نفسه.

وفي وقت سابق، الأربعاء، تصافح وزيرا الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والفرنسي، جان-إيف لودريان، في بداية اجتماع وزاري مخصص لليبيا في الأمم المتحدة، في أول اتصال بين المسؤولين منذ الأزمة الناشبة بين بلديهما على خلفية صفقة الغواصات الأسترالية.

وقال مصدر فرنسي إنهما "تبادلا التحية" وتصافحا "وكان ذلك طبيعيا" مشيرًا إلى أن الاتصال تم خلال استقبال المشاركين في هذا الاجتماع من قبل وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا، المنظمين للاجتماع.

وأضاف المصدر نفسه "لم يكن هناك انفراد" بينهما، مشيرا إلى أنه من الممكن تنظيم لقاء ثنائي بين الرجلين قريبا، ولكن ليس الأربعاء، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ومن المقرر أن يشارك الوزيران، بالإضافة إلى هذا الاجتماع حول ليبيا، نهاية اليوم، في جلسة وزارية غير رسمية تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة).

وفشل بلينكن منذ بداية الأسبوع في لقاء نظيره الفرنسي، على غرار وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة، ليز تروس، بحسب مصادر دبلوماسية.

ونشبت الأزمة بين باريس وواشنطن في 15 أيلول/ سبتمبر إثر إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، ولادة تحالف دفاعي جديد بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، وكانت من أولى ثمار هذا التحالف الإطاحة بصفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع واستبدالها بأخرى أميركية تعمل بالدفع النووي.

التعليقات