حيفا: مسيرة احتجاجية في الحلّيصة ضد الجريمة وتواطؤ الشرطة

شارك العشرات من أهالي مدينة حيفا، مساء اليوم الإثنين، في مسيرة احتجاجية ضد الجريمة المتواصلة، وضدّ تواطؤ وتقاعس الشرطة إزاء القيام بواجبها للقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي.

حيفا: مسيرة احتجاجية في الحلّيصة ضد الجريمة وتواطؤ الشرطة

مشاركون في المسيرة ("عرب 48")

شارك العشرات من أهالي مدينة حيفا، مساء اليوم الإثنين، في مسيرة احتجاجية ضد الجريمة المتواصلة، وضدّ تواطؤ وتقاعس الشرطة إزاء القيام بواجبها للقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي.

وانطلقت المسيرة من مركز حيّ الحليصة في المدينة، وصولا إلى مركز الشرطة، حيث برزت مشاركة الأطفال في مقدمة المسيرة، ورُفعت اللافتات المندِّدة بتقاعس الشرطة، والتي كُتبت عليها شعارات من قبيل: "وضع حدٍّ للقتل مسؤولية المجتمع والدولة"، و"العنف سلاح الضعف"، و"صمتك تصريح للقتل"، وغيرها.

مشاركون في المسيرة ("عرب 48")

وعَمَد عناصر من الشرطة، تمركزوا في المكان، إلى فرض مخالفات على السائقين الذين شارك بعضهم في المسيرة، بحجة الوقوف بشكل غير قانوني في المواقف المخصصة للسيارات بشكل مجانيّ في هذه الساعات، بحسب ما ذكر أهال من الحيّ.

وأعربت الناشطة كروان بوشكار من الحليصة عن استياء أهالي الحيّ من عدم توفر الأمان وقالت لـ"عرب 48": "أنا سيدة أربعينية أعاني كغيري من أبناء الحليصة من التهميش والبطالة وتقاعس الشرطة في واجبها تجاه حالات العنف المتأتية من خارج المدينة، والتي تستهدف شبابها، لتُشعِر الآخرين بأن أبناء البلدة غير جيدين، فيحجم الآخرون عن التعامل معهم أو تشغيلهم خوفا منهم، حتى أن أصدقاء أطفالنا يخشون الولوج إلى المدينة".

وأضافت بوشكار: "لا تكتفي الشرطة بهذا التعامل السلبيّ، بل تعمد إلى تحرير مخالفات عدة بحجة عدم ارتداء كمامات أو ارتكاب أبناء المدينة لمخالفات مرورية كيدية، وكمثال تشاهدونه الآن، الشرطة حررت مخالفة على مركبات مركونة في مكان مسموح أصلا التوقف فيه، الشرطة لا تحمينا بل وتضيّق الخناق علينا، وتقوم باعتقالات عشوائية في استهداف ممنهَج وغير مبرّر، وهذا ما دعانا للخروج في مسيرة اليوم لرفع الظلم الذي يحيط بنا منذ زمن بعيد ولغاية هذه اللحظة".

بدوره، ذكر مصطفى أبو دبوس، وهو أحد أعضاء لجنة الحيّ، إن المسيرة، جاءت "بعد عدة مظاهرات قامت لذات الأسباب الداعية لها قبل سنة من الآن، ولكن كل مظاهراتنا السابقة لم تؤت أكلها فالشرطة لا تكترث بمشاكل المجتمع العربي، وبخاصة مشاكل أبناء حي الحليصة".

("عرب 48")

وأضاف أبو دبوس: "توقُّفنا في الفترة الماضية لم يكن إذعانا أو رضوخا لواقع الحال، بل إنه جاء بناءً على وعود كاذبة من الشرطة بأن تضطلع بمسؤولياتها تجاه الحي وأبنائه، ولكن للأسف لم تقم بواجباتها، فكانت شريكا في جرائم العنف بدل أن تساهم في الحل، فعلى سبيل المثال لا تقوم الشرطة بجمع السلاح المتكدّس في البلدة، إمعانا منها في تذكية العنف، ونتيجة لهذا التقاعس فقد قضى أكثر من 13 شخصا نحبهمز.. إذا ما استمرت الشرطة في تقاعسها فلن تتوقف المظاهرات حتى ترضخ الشرطة لمطالبنا المحقة العادلة".

وتابع: "الألم الذي نعيشه اليوم هو جزء لا يتجزأ من الألم الذي يعيشه المجتمع العربي ككلّ، ولكنه في الحليصة أكثر إيلاما وأشدّ وتيرة، ففي خلال بضعة أشهر فقط قضى تسعة ضحايا حتفهم نتيجة للعنف من بينهم امرأتان، بعض الضحايا لقوا حتفهم على أبواب منازلهم، وهناك امرأة قتلت في عقر دارها، والشرطة لا تلقِ بالا أو اهتماما للجريمة الممنهجة".

("عرب 48")

وشدّد على أن "هذا التجاهل وعدم الردع لمرتكبي الجرائم، يشدّ من أزر المجرمين ويشجعهم على المضي قدما في نهجهم الإجرامي، كل الضحايا العرب لم يعرف قاتليهم، أو تمّ التعرف عليهم، لكن لم يُلقَ القبض على أي منهم، بينما قتْل يهوديّ واحد لتتمكن الشرطة في اليوم التالي من القبض على الفاعل الذي يرزح إلى اليوم في أقبية السجون، وأطالب من هنا، من هذه المسيرة، كل مسؤول وكل شخص من موقعه في المساهمة في الضغط على الشرطة لتضطلع بدورها المناط بها للقبض على مرتكبي العنف، وإيصال المجرمين ليد العدالة، لتتخذ بحقّهم الإجراءات القانونية اللازمة والتي تضمن حماية أمن وأمان المجتمع العربي".

وقال سليم عباس من الناصرة، من حراك "نقف معا"، ومن مؤسسي حراك "مواطنون ضد الجريمة": "لقد جاءتنا أخبار مؤلمة من الناصرة قبل بضع دقائق من الآن بوفاة أحد الشخصين المصابين بجروح خطيرة، والبارحة كانت هناك جريمة في يركا، وأول أمس في أم الفحم وجديدة المكر، فالعنف والجريمة لا يتوقفان، والشرطة لا تحرك ساكنا رغم توافر كل الإمكانيات لديها للقيام بما يتوجب عليها".

("عرب 48")

وأضاف عباس: "قد قتل في الفترة القليلة الماضية أكثر من 11 عربيا مقابل يهودي واحد، ألقي القبض على قاتله خلال أربع وعشرين ساعة، وما زال مرتكبي الجرائم ضد الضحايا العرب طلقاء، رغم أننا نعلم علم اليقين من هو مرتكب هذه الجرائم، الشرطة تعمد إلى سياسة ممنهجة ضد العرب، وطالما الضحايا عرب، فهي لا تلق بالا للقاتل أو الضحية، هذا الوضع المزري جعل الأهالي يمتنعون عن السماح لأطفالهم بالخروج من المنازل، لأننا نفتقر هنا إلى الأمن والأمان، وبسبب إطلاق النار العشوائي على المنازل وفي الهواء دون رادع قانوني".

التعليقات