رفضت محكمة ليبية، اليوم الأحد، استئناف مفوضية الانتخابات ضد طعن سيف الإسلام القذافي على استبعاده من قائمة المرشحين، وقضت نهائيا بإعادته إلى سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وذكرت قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة) أن "محكمة (مدينة) سبها (جنوب) رفضت استئناف المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ضد طعن سيف الإسلام، وتحكم نهائيا بعودته للسباق الرئاسي".
وكانت المحكمة الابتدائية في سبها قد قضت بقبول طعن سيف الإسلام، في جلستها الخميس الماضي، ضد قرار المفوضية العليا للانتخابات الذي استبعده من القائمة الأولية للمترشحين للانتخابات الرئاسية.
وحتى هذه اللحظة، لم تصدر إفادة رسمية بشأن مصير ترشح سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي المخلوع، الراحل معمر القذافي.
وأفادت تقارير محلية، بأن جلسة النظر في طلب المفوضية الاستئناف على طعن سيف الإسلام في المحكمة، لم تتجاوز أكثر من ساعة.
ولم يشارك في الجلسة الممثل القانوني للمفوضية، بحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مقربة من المجلس الأعلى للقضاء.
والخميس، قررت هذه المحكمة إعادة سيف الإسلام (49 عاما) إلى انتخابات الرئاسة المقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعد أن طعن على قرار المفوضية باستبعاده.
ويتصاعد رفض رسمي وشعبي في ليبيا لترشح سيف الإسلام، المحكوم محليا في 2015 بالإعدام بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، خلال محاولة قمع احتجاجات مناهضة لنظام حكم والده.
وبهذا الترشح، عاد سيف الإسلام إلى الساحة السياسية في بلاده بعد أكثر من 10 أعوام على مقتل والده القذافي على يد محتجين إبان احتجاجات أسقطت نظام حكمه (1969-2011).
مصر تدعم نجل القذافي
وكانت صحيفة "العربي الجديد" قد كشفت، نقلا عن مصادر ليبية مطلعة على الاتصالات التي تجريها مصر مع الأطراف الليبية المختلفة، قولها إن سيف الإسلام القذافي زار مصر قبل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل.
وأوضحت المصادر أن زيارة سيف القذافي إلى مصر كانت بتنسيق من منسق العلاقات الليبية المصرية السابق أحمد قذاف الدم، وأكدت أن اللقاء حسم اختيار القاهرة لمرشحها في الانتخابات الرئاسية الليبية، وكان له دور كبير في إعادته للسباق الانتخابي بعد قرار استبعاده.
وأضافت المصادر أن وصول العلاقات المصرية مع خليفة حفتر إلى طريق مسدود، يعتبر من الأسباب التي حسمت اختيار القاهرة لنجل القذافي، وقالت إن القاهرة غضبت من حفتر عندما حاول الاتفاق مع الإماراتيين دون علم مصر، ومنذ ذلك الحين والعلاقات بينهما شبه مقطوعة، على حد تعبيرها.
وتابعت المصادر أن القاهرة باتت متمسكة بسيف الإسلام القذافي، كواحد من المعسكر الذي تنتمي إليه مصر، والذي كان متحفظا منذ البداية على إطاحة معمر القذافي من الحكم في ليبيا، مشيرة إلى أن مصر تدخلت إلى جانب جهات ودول أخرى من أجل إعادة سيف الإسلام.
التعليقات