الجزائر: حكم بإعدام 49 شخصا بتهمة إحراق جمال بن إسماعيل والتنكيل بجثّته

حُوكم المتّهمون بقتل بن إسماعيل أمام محكمة الدار البيضاء في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر، بجناية "ارتكاب أفعال إرهابية وتخريبية، تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية" و"المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصّد".

الجزائر: حكم بإعدام 49 شخصا بتهمة إحراق جمال بن إسماعيل والتنكيل بجثّته

الشاب القتيل جمال بن إسماعيل (أرشيفيّة)

قضت محكمة جزائريّة، اليوم الخميس، بإعدام 49 شخصا، بتهمة إحراق المواطن جمال بن إسماعيل حيًّا، والتمثيل بجثّته في منطقة القبائل، في 11 آب/ أغسطس 2021، بعدما اتّهموه خطأ بافتعال حريق ضخم؛ لكن الأحكام ستُخفّض إلى الحبس مدى الحياة، بسبب وقف تنفيذ أحكام الإعدام في البلاد، وفق الوكالة الرسمية.

وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية أن محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء في الجزائر العاصمة، أدانت المتّهمين في قضية اغتيال بن اسماعيل. وكانت وسائل إعلام قد أشارت بادئ الأمر إلى صدور 48 حكما بالإعدام، لكن الوكالة الجزائرية أفادت بصدور 49 حكم إعدام في القضية.

وذكرت الوكالة أن المحكمة أصدرت أيضا أحكاما "تتراوح ما بين 10 سنوات وسنتين سجنا نافذا في حق 28 متهما، بالإضافة إلى غرامات مالية تتراوح ما بين 100 ألف و200 ألف دينار جزائري، فيما قضت ببراءة 17 متهما آخرين".

ويلاحَق الضالعون في هذه القضية بتهم عدة، لاسيما جناية ارتكاب "أعمال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية"، و"المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد" و"التعدي بالعنف على رجال القوة العمومية"، و"نشر خطاب الكراهية" و"التحريض على تحطيم ملك الغير والتجمهر المسلح"، وفق الوكالة.

وفي الجزائر يسري قرار وقف تنفيذ أحكام الإعدام منذ العام 1993.

يأتي ذلك فيما كانت النيابة العامة الجزائرية، قد طلبت في التاسع عشر من الشهر الجاري، إنزال عقوبة الإعدام على أكثر من 70 شخصا متّهمين بالاشتراك في قتل بن إسماعيل.

وبالإضافة إلى هؤلاء يحاكم في هذه القضية 25 متّهما آخر، طلبت النيابة العامة حينها، إنزال عقوبة السجن 10 سنوات بحقّهم بعدما وجّهت إليهم تهما عدّة من بينها "التجمهر المسلّح" و"بثّ الرعب في أوساط السكّان وخلق جوّ من انعدام الأمن" من خلال تصوير الجريمة والتمثيل بجثّة القتيل ونشر صور ومقاطع فيديو لهذه الفظائع.

جانب من حريق الغابات في الجزائر، عام 2021 ("أ ب")

ويذكر أن جمال بن إسماعيل كان يبلغ من العمر 38 عاما حين ذهب طوعا إلى بلدة في تيزي اوزو بشمال غرب البلاد، للمساعدة في إطفاء حرائق غابات، أودت خلال أسبوع بـ90 شخصا على الأقلّ.

وعندما علم بأنّ البعض من سكان البلدة اشتبه بضلوعه في إشعال الحرائق كونه غريبا عن المنطقة، سارع إلى تسليم نفسه للشرطة، لكنّ حشدا غفيرا من المواطنين الغاضبين، انتزعوه من أيدي قوات الأمن وعذّبوه وأحرقوه حيّا ومثّلوا بجثّته.

وأظهرت مشاهد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حينها، حشودا تطوّق سيارة الشرطة التي كان على متنها بن إسماعيل، ثمّ تسحبه من داخلها وتنهال عليه بالضرب.

وعُرضت خلال المحاكمة التي هذا الشهر، مقاطع فيديو كان المتّهمون قد نشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر تفاصيل الجريمة المروّعة.

وأظهرت مقاطع الفيديو هذه كيف جرى تعذيب جمال بن إسماعيل وإحراقه حيّا، وسلب كلّ متعلّقاته الشخصية، بما في ذلك هاتفه الخليوي.

اقرأ/ي أيضًا | الجزائر: 70 متهما بإحراق شخص حيا يواجهون عقوبة الإعدام

التعليقات