الجولان المحتلّ: إصابات بينها خطيرة والاتّفاق على "هدنة"

تجددت المواجهات بين أهالي الجولان السوري المحتل والشرطة الإسرائيلية تصديا لمخطط مصادرة أراضي زراعية بملكيتهم، فيما أسفرت عن إصابة العشرات ونقل 4 مصابين بينهم اثنان بحالة خطيرة إلى المستشفيات.

الجولان المحتلّ: إصابات بينها خطيرة والاتّفاق على

أهالي الجولان في الأراضي الزراعية يحتجون على محاولة مصادرة أراضيهم (Getty images)

أُصيب العشرات من أهالي الجولان السوري المحتل، بينهم خمسة بحالة خطيرة، من ضمن 27 مصابا، نُقلوا إلى المستشفيات، إثر قمع الشرطة الإسرائيلية احتجاج أصحاب الأراضي المستهدفة للمصادرة، والمتضامنين معهم، اليوم الأربعاء.

وأطلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي سراح معتقلين، اعتقلتهم خلال المواجهات، اليوم الأربعاء، فيما التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مكتبه، عصر اليوم، مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، وبحضور رئيس جهاز الأمن الإسرائيلية العام (الشاباك)، رونين بار.

وبعد انتهاء الأحداث في الجولان، أعلن مستشفى "زيف" في صفد في بيان مقتضب، ارتفاع عدد الإصابات التي نُقلت للمشافي إلى 27، 5 منها خطيرة، وواحدة متوسطة، بالإضافة إلى 21 إصابة طفيفة.

وزعم نتنياهو أنه ينظر "بخطورة وقلق إلى ما يحدث الآن في هضبة الجولان".

واتّفق نتنياهو والشيخ طريف على "هدنة"، تتوقف بموجبها أعمال إقامة التوربينات في أراضي أهالي الجولان المحتل، مقابل وقف مظاهرات الأهالي الاحتجاجية، إلى ما بعد عيد الأضحى، بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية.

واندلعت مواجهات بين أصحاب الأراضي وشرطة الاحتلال، بعد أن حاصرت الشرطة الأراضي، ومنعت أصحابها من الدخول إليها، منذ يوم أمس الثلاثاء.

وفي وقت سابق اليوم، جاء عن مستشفى "زيف"، أن 12 شخصا من مسعدة، وصلوا لتلقي العلاج إثر إصابتهم من جراء المواجهات والاحتجاجات.

وبشأن طبيعة الإصابات، أفاد بيان المشفى بأن المصابين الأربعة بجروح خطيرة، قد أُصيبوا في الرأس، وقد نُقل ثلاثة منهم إلى المشفى بواسطة طائرة مروحية، فيما كان رابع قد نُقل للمشفى قبلهم، وتُجرى له عملية في غرفة العمليات في المشفى، وفق البيان. وبالإضافة إلى ذلك، عُلم أن هناك 3 جرحى في حالة متوسطة، فيما أُصيب آخر بجراح طفيفة.

كما ذكر البيان أن 4 من عناصر الشرطة، قد وصلوا للمشفى، موضحا أن جميعهم أُصيبوا بجراح طفيفة. كما أشار إلى أن عناصر شرطية أخرى في طريقها للمشفى، مؤكدا أن إصاباتها طفيفة كذلك.

وكانت الشرطة الإسرائيلية، قد أوصت المواطنين بعدم الوصول إلى منطقة الجولان، إثر المواجهات المتواصلة مع الأهالي.

ونقل شاهد عيّان أنه تم اعتقال 8 أشخاص، عُرف من بينهم الشيخ سلمان فارس شمس؛ قبل أن يُطلَق سراح المعتقلين.

وفي وقت سابق اليوم، أفاد ناشطون من الجولان لـ"عرب 48"، بأن "قوات خاصة" تابعة لشرطة الاحتلال قامت بتطويق المنطقة بمشاركة طائرات وباستخدام الخيول، ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى فيما تتواصل عمليات إخلاء المصابين تدريجيًا بواسطة سيارات الأهالي.

وأضاف الناشطون أن الشرطة تفاوض في هذه الأثناء وفدا من مشايخ الجولان المحتل للتهدئة، قبل أن يُعلَن أنه تمّ التوصل إليها، في وقت لاحق.

ووصل المئات من أهالي الجولان قرب مركز الشرطة في بلدة مسعدة، إذ جرى تطويقه وسط دعوات غاضبة لإطلاق سراح المعتقلين الذين احتجزتهم الشرطة الإسرائيلية.

إغلاق شوارع رئيسة إثر احتجاجات تضامنا مع أهالي الجولان

وتظاهر المئات عند عدة مفارق في منطقة الجليل، وأغلقوا الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة، تضامنا مع الجولانيين وضد مصادرة الأرضي.

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة شوارع رئيسية بينها شارع 70 قرب شفاعمرو، شارع 85 في مفرق كفر ياسيف، شارع 70 في مفرق "أفلاييم"، شارع 89 في مفرق "تيفن" بمعلوت – ترشيحا، وشارع 854 في مفرق "كيشور".

وشهدت الشوارع المذكورة أزمات سير خانقة إثر حرق إطارات فيها، فيما جرى تنظيم حركة السير باتجاه شوارع بديلة.

وكانت الفعاليات الشعبية في الجولان السوري المحتل، قد أعلنت عن الإضراب في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا، ردًا على ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي "التعسفية والإجرامية"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الأهالي، مساء، الثلاثاء.

وجاء في بيان صدر عن أهالي الجولان وصلت "عرب 48" نسخة منه، أنه بقرار من الهيئة الدينية والزمنية في الجولان المحتل، يُعلن يوم غد، الأربعاء، "يوم إضراب عام وغضب"، عقب اعتداء قوات الاحتلال على الجولانيين، وقمع الاحتجاجات على مشروع عنفات الرياح (توربينات هوائية) على أراضيهم.

وشدد البيان على أن إجراءات الاحتلال "التعسفية والإجرامية بحقنا وحق أراضينا، تجعلنا مصممين على قرارنا الحق وموقفنا الثابت"، وتضمن البيان دعوة للأهالي "للتوجه والتجمع غدًا صباحًا (الأربعاء) في مقام اليعفوري لتكون نقطة انطلاق نحو الأراضي المحاصرة".

واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق من أمس الثلاثاء، على الأهالي الذين احتجّوا دفاعًا عن أراضيهم الزراعية المستهدفة بالمصادرة، من أجل إقامة مشروع توربينات الهواء، وذلك إثر اقتحام ممثلين عن الشركة الإسرائيلية المسؤولة عن المشروع للأراضي، معزَّزة بقوات من الشرطة.

ونصب التوربينات العملاقة في قرى الجولان، يأتي بموجب قرار صدر عن حكومة الاحتلال بهذا الشأن، وموافقة هيئات التخطيط الإسرائيلية.

ويؤكد الجولانيون أن إقامة التوربينات ستعيق زراعة الأرض من حولهم وستكون خطرا بيئيا؛ وسبق أن رفض القضاء الإسرائيلي التماس الأهالي ضد بناء التوربينات.

وقوبلت المحاولة الأولى لبدء أعمال نصب التوربينات، في كانون الأول/ ديسمبر 2020، بمقاومة من الأهالي الذين اعتبروها "إعلان حرب" على قراهم.

التجمّع: تسقط مخططات التهويد في الجولان السوري المحتل

أصدر التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ بيانًا ظهر اليوم، الأربعاء، يحيى فيه "الهبة الشعبية التي بدأها أهلنا الصامدون في الجولان العربي السوري المحتل رفضًا لمشاريع التهويد والاستيلاء الإسرائيلية والتي تتجدد بمشروع (التوربينات) الذي يهدف لمصادرة أراضي أهلنا في الجولان والاستيلاء عليها، بالإضافة للأضرار البيئية والصحية والمس برزقهم الذي بغالبيته العظمى من الزراعة".

وأكد التجمّع في بيانه أن "هذا التصعيد الخطير الذي يتجلى في الأيام الأخيرة من خلال قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء المزيد من المستوطنات في المناطق المحتلة في الضفة الغربية والحملة التي تستهدف أهلنا في الجولان ووجودهم على أراضيهم، كما والاعتداء الآثم والإرهابي من قبل المستوطنين على حوارة وترمسعيا، يجزم أن هناك قرارًا إسرائيليًا مبيتًا بالتصعيد على كافة الجبهات، وهو ما علينا مواجهته بنضال شعبي على طول البلاد وعرضها لوقف هذه الإجراءات الخطيرة والاعتداءات الإرهابية".

وأضاف بيان التجمّع أن "الجولان هو منطقة سورية محتلة ولا يوجد أي سلطة للاحتلال فيه لاتخاذ أي قرار مهما كان، وأصحاب السيادة على الأراضي هم أهاليها وأصحاب الأراضي السوريين وستفشل كل مخططات استهدافهم ومصادرة أراضيهم".

ووجه التجمّع في بيانه "تحية لأهالي الجولان ولعموم الأهل من الطائفة العربية الدرزية على هذه الوقفة والهبة الشعبية التي تتصدى لمشاريع التهويد واستهداف أهلنا في الجولان العربي السوري، بالتأكيد على وحدتنا أمام هذه السياسات التي تستهدفنا جميعًا".

التعليقات