31/10/2010 - 11:02

الـنـوم..!! لغز مازال يحير العلماء..

-

الـنـوم..!! لغز مازال يحير العلماء..
هي حقيقة أساسية للحياة البشرية والإنسانية، ولكن الباحثين لا يعرفون على سبيل التأكد أسبابا ضرورية للنوم.

وتتراوح النظريات: فربما يتولى الجسد إصلاح الأضرار بالأنسجة المستهلكة، عندما ننام. وربما تعيد شحن نفسها، كما يتيح النوم للدماغ الفرصة لدمج الحقائق الهامة، والذكريات والانطباعات العاطفية المسجلة في اليوم السابق. وربما تكون الإجابة هي كل الأشياء السابقة.

إلا أن الباحثين يركزون بطريقة متزايدة على الدور الذي يلعبه النوم في ترسيخ ودعم الذكريات. ويبدو أن الدراسات الأخيرة قد تابعت عملية دمج الذكريات خلال عمله، وأشاروا إلى أن الحياة الليلية العصبية أكثر ثراء مما كان يعرف سابقا. فالدماغ النائم لا يتولى تحديد الحقائق الهامة من التافهة، كما أشارت الدراسات، ولكن يعيد التفاعل الاجتماعي ويظلل الخبرات مع الألوان العاطفية لكي تصبح أكثر شمولية. ولذا فإن إعاقة النوم الطبيعي يمكن أن يكون مرهقا.

ويعاني 50 مليون أميركي من بعض مشاكل النوم، من الأرق إلى بعض المشاكل النادرة مثل احتكاك الأسنان أثناء النوم، ومتلازمة الساق غير المريحة أي الأشخاص الذين يحركون سيقانهم كثيرا أثناء النوم.

ومن بين كل تلك الحالات تعتبر حالة إعاقة النوم هي أكثرها تسببا في مشاكل: فخلال النوم، تضيق القصبة الهوائية لدرجة أن الشخص يستيقظ وهو يهتز ويتنفس بصعوبة. وكل إعاقة لعملية النوم تقضى على «ممرضة الطبيعة الهادئة» على قول شكسبير.

ولا يدهش أي شخص عانى من مشاكل نوم لمدة أسبوع أو أكثر عندما يسمع أن مشاكل النوم مرتبطة بالمشاكل الجسدية، مثل ضغط الدم والمتاعب العاطفية، ولاسيما الاكتئاب. وهؤلاء الذين لا ينامون لفترات طويلة يمكن تعرضهم لمشاكل نفسية، إلى درجة الهلوسة.

وكما يرى خبراء الأعصاب كل استيقاظ يلقي الضوء على غرفة الدماغ المظلمة في الوقت الذي كانت تتطور فيه صورة عقلية دقيقة. وتحاول بعض الأبحاث هي ربط مراحل النوم بوظيفة محددة، مثل تثبيت الذاكرة، بحيث يمكن للأطباء معالجة المشاكل المرتبطة بالنوم.

ويأتي النوم بعدة أشكال مختلفة منها النوم العميق أو نوم الموجات البطيئة حيث يوزع الجسد مستويات عالية من الهرمونات يعتقد أنها تشمل إصلاح الأنسجة. وفي نفس تلك المرحلة يبدو أن الدماغ يدعم الذكريات الثقافية بطريقة أكثر فاعلية، مثل حفظ الكلمات والأرقام.

وقد حقق العلماء في الآونة الأخيرة اكتشافات لم يسبق لها مثيل في طريقة عمل الدماغ خلال مرحلة نوم الموجة الهادئة. ففي واحدة من تلك الدراسات، عرض الباحثون الألمان أن رائحة معروفة تساعد الطلبة النائمين على تذكر أفضل للأشياء التي تعلموها في الليلة السابقة. فرائحة الورود ـ خلال الدراسة، ثم بعد ذلك خلال النوم ـ يبدو أن تكثف العملية الطبيعية للذكريات.

وعندما تعرض طالب إلى رائحة وهو في مرحلة نوم الموجة البطيئة ينشط جزء من الدماغ يطلق عليه اسم قرين امون، حيث يعتقد انه يعمل لكي يستوعب أحداث اليوم السابق.

وتبين أن الروائح خلال مرحلة حركة العين السريعة ليس لها أي تأثير. وهو أمر مفهوم، فقد درس الطلب موقع زوجين من أوراق اللعب، وهي مهمة عقلية جادة خالية من أي حكايات أو محتويات عاطفية التي تزحم مرحلة حركة العين السريعة. والصور المضطربة خلال مرحلة حركة العين السريعة، كما يشير بعض العلماء، ربما تعكس جهود الدماغ على دمج ردود الفعل العاطفية، أي ربما يضيف إضاءة مزاجية إلى مشاهد جرى دعمها في مناطق أخرى من الدماغ.

وقد حلل باحثون في ماساشوستس يوميات الطلبة عن الأحلام، حيث قارنوا بعض الأحلام بعد وقبل 11 سبتمبر 2001. وقد تغيرت أحلام الطلبة بطريقة هامة بعد الهجمات، وضمت أربع مرات من الصور التهديدية. وفي دراسة أجريت عام 2005، حللت يوميات الطلبة عن الأحلام بالإضافة إلى قراءات من حركة رموش العين، وجد العلماء انه من المرجح أن التفاعل الاجتماعي النشط يجري خلال مرحلة حركة العين السريعة أكثر منه في مراحل أخرى.

وبدأ العلماء في الاعتقاد أن كل مرحلة من النوم متخصصة في تحليل نوعية معينة من المعلومات، ولذا فإن الفروق الحادة بين مرحلة حركة العين السريعة ونوم الموجة البطيئة وغيرها من المراحل تزداد أهمية. فبينما أدوية علاج مشاكل النوم المطروحة في الأسواق تعمل على تأكيد النوم، إلا أنها لا تزيد نوم الموجات البطيئة.

ومثل هذه الأدوية أفضل بكثير من حالات الأرق، ولكنها لا تعتبر بديلا للنوم العميق الطبيعي ودعم الذكريات المركز. ويختلف الأشخاص اختلافا كبيرا في ما يتعلق بكمية ونوعية النوم الذي يحتاجونه، ومع زيادة السن، يبدو أن الجسد يجد صعوبة في دخول مرحلة النوم السريع. والبعض منا في حاجة ملحة لمرحلة نوم الموجات البطيئة، البعض الآخر يشعرون بالحاجة إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة. وفي السنوات القادمة فإن تحديات أبحاث النوم، ستمنح الأطباء والمرضى الذين يعانون من قلة النوم الفرصة، ليس فقط للنوم أكثر، ولكن ربما لنوعية النوم الذي يحتاجونه.

التعليقات