تقرير خاص: اسرى الجولان المحتل في المعتقلات الاسرائيلية

تقرير خاص: اسرى الجولان المحتل في المعتقلات الاسرائيلية

بدأ ت تتبلور مظاهر مقاومة السكان العرب في الجولان للاحتلال الإسرائيلي منذ الأيام الأولى له، ومع أن الرأي المحلي السائد آنذاك لم يتوقع أن يطول الاحتلال، إلا ان السكان بادروا إلى تنظيم صفوفهم من خلال إنشاء خلايا سرية، ركزت معظم جهودها في جمع المعلومات – خاصة العسكرية – ونقلها إلى دمشق عبر خطوط وقف إطلاق النار، وقد تم ضرب هذه المجموعات في مطلع 73 إثر استشهاد أحد المناضلين ( عزت أبوجبل ) على يد كمين إسرائيلي في منطقة خط وقف إطلاق النار وتبعت ذلك حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات وقد استغلت إسرائيل الفراغ السياسي الناشئ عن الاعتقالات لتثبيت وجودها . وبعد ضرب المجموعات السرية وقيام حرب تشرين، بدأت فترة انتقالية بين مرحلة النضال السري والنضال السياسي العلني، كانت مرحلة التقاط الأنفاس وإعادة تقييم الأوضاع . ومنذ سنة 1967وحتى يومنا هذا لم تفرغ السجون الإسرائيلية من أبناء الجولان المعتقلين بتهم أمنية .جدير بالذكر ان عدد السكان في الجولان بلغ سنة 1966 - طبقا للإحصاءات الرسمية السورية - 153 ألف مواطن، وقد تمكنت إسرائيل في 10/حزيران 1967 من تهجير 93% من سكان الجولان ولم يتبق بعد الحرب إلا 6396 نسمة ومن اصل 139 قرية و 61 مزرعة لم يتبق سوى ست قرى جميعها واقعة في أقصى شمال الجولان بمحاذاة السفوح الجنوبية والغربية لجبل الشيخ ويقدر تعدادهم حاليا بـ 20,000 مواطن أما القرى فهي : مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا عين قنية ، الغجر ، سحيتا وبعد حرب67 مباشرة بدأت إسرائيل بممارسة الضغوطات على سكان الأخيرة ليتركوا القرية وينتقلوا إلى قرية مسعدة بحجة انها قريبة جدا من خط وقف إطلاق النار. ومع بداية عام 1970 لم يتبق في القرية سوى عدة عائلات أرغمت على ترك القرية بالقوة والانتقال للسكن في قرية مسعدة المجاورة. وقد نسفت القرية واقيم موقع عسكري على أنقاضها واعلنت منطقة عسكرية مغلقة. وفي عام 1980 قررت الحكومة الاسرائيلية فرض الجنسية الاسرائيلية على سكان الجولان، مما اثار السخط والغضب بينهم، وتم عقد اجتماع شعبي حاشد في مجدل شمس تقرر فيه فرض الحرمان الاجتماعي والديني على كل من يتعاون مع سلطات الاحتلال حيث ورد في الوثيقة الوطنية الصادرة في حينه ما يلي : " كل مواطن من هضبة الجولان السورية المحتلة تسول له نفسه استبدال جنسيته بالجنسية الاسرائيلية، يسىء الى كرامتنا العامة والى شرفنا الوطني والى انتمائنا القومي وديننا وتقاليدنا...ويكون منبوذا ومطرودا من ديننا ومن نسيجنا الاجتماعي ويحرم التعامل معه..."

كان هذا القرار هو السلاح الأمضى ضد المتعاونين مع الاحتلال وسياسته، وعندما فشلت السلطات المحتلة في تطبيق قراراها تراجعت مؤقتا عنه، وكان هذا أول انتصار سياسي للموقف الوطني، وقد وصفه احد المتعاونين مع الاحتلال بـ " لوي ذراع إسرائيل في الجولان " وقد شهدت هذه المرحلة حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من ابناء الجولان المحتل بعضهم انهى مدة محكوميته والبعض الاخر ما يزال يقبع في سجون الاحتلال.

وقد أعادت، عملية تبادل الأسرى التي تمت بوساطة المانية بين حزب الله اللبناني وسلطات الاحتلال الإسرائيلي ، فتح ملف المعتقلين السوريين في السجون الإسرائيلية وينتظر المعتقلون السوريون من أبناء الجولان السوري المحتل المرحلة الثانية من عملية التبادل التي يأملون أن تؤدي إلى الإفراج عنهم جميعاً بعد سنوات طويلة من الاعتقال وبعد أن علقوا آمالاً عريضة على المرحلة الأولى التي وعدوا أن تشملهم لكن ذلك لم يحصل بسبب التعنت الإسرائيلي و" الخديعة " التي مارسها الاحتلال في قضيتهم والتي انكشفت فصولها في وقت لاحق ولكن بعد إتمام المرحلة الأولى.ويبلغ عدد الأسرى السوريين حاليا في سجون الاحتلال اثني عشر أسيراً وأسيرة واحدة هي أم لطفل وجميعهم من العرب الدروز من أبناء الجولان السوري المحتل اعتقلوا على مراحل متعددة منذ العام 1985وحتى العام 2003 بتهم تتدرج من التخطيط لنقل معدات عسكرية وأسلحة إلى قوى الانتفاضة الفلسطينية وتنظيم مجموعات مسلحة وصولاً إلى محاولة تفجير معسكرات إسرائيلية وتنفيذ عمليات لخطف جنود إسرائيليين بغية تسليمهم إلى حزب الله بحسب لوائح الاتهام التي وجهتها إليهم المحاكم العسكرية للاحتلال لاسيما محكمتي اللد العسكرية ومحكمة الناصرة المركزية واللتين أصدرتا بحقهم أحكاماً تتراوح بين سنتين كحد أدنى وثمانية وعشرين عاماً كحد أقصى وهي العقوبة التي صدرت على خمسة منهم.

الأسرى الجولانييون يتوزعون بين سجون الاحتلال في شطة ونفحة والرملة وهدرايم والتلموند ويعانون من ظروف صحية صعبة بعضها نتيجة أمراض عصبية وبعضها بسبب إصابتهم بانفجارات ألغام أثناء قيامهم بعمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال وبعضها الآخر بسبب عمليات التعذيب التي تعرضوا لها على يد جنود الاحتلال لاسيما خلال مراحل التحقيق الأولى حيث ان بعضهم بات مهدداً بفقدان البصر أو بالإعاقة الدائمة والشلل..
مواليد عام 1968/ مجدل شمس / معتقل منذ 18/8/1985. (من المبادرين إلى تأسيس وإطلاق " حركة المقاومة السرية " في الجولان المحتل)الحكم 27 عاما. تنقل بين سجون الرملة /عسقلان /بئر السبع/ نفحة /شطا / التلموند .الوضع الصحي : يعاني من ورم في الأمعاء الداخلية بالإضافة إلى تدهور حاد جدا في الرؤية.
مواليد 1967 / مجدل شمس / معتقل منذ 23/8/1985 . (من المبادرين إلى تأسيس وإطلاق " حركة المقاومة السرية" ) الحكم 27 عاما. تنقل بين سجون الرملة /عسقلان /بئر السبع/ نفحة /شطا / التلموند .الوضع الصحي : يعاني من أوجاع المعدة والكبد وأوجاع في العمود الفقري ...
مواليد 1965 / مجدل شمس / معتقل منذ 11/8/1985، الحكم 27 عاما . (من المبادرين إلى تأسيس وإطلاق " حركة المقاومة السرية " ) تنقل بين سجون الرملة /عسقلان /بئر السبع/ نفحة /شطا / التلموند . الوضع الصحي : يعاني من التهابات حادة في العين اليسرى وأوجاع قاسية في العمود الفقري.
مواليد 1967 / منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا، عاد إلى بلدة مجدل شمس عام 1971/ معتقل منذ 23/8/1985، الحكم 27 عاما. (من المبادرين إلى تأسيس وإطلاق " حركة المقاومة السرية " ) استطاع انتزاع حقه في مواصلة التعليم الجامعي في الجامعة المفتوحة كلية الفنون الجميلة. أقيمت على شرفه العديد من المعارض الفنية في الجولان ودمشق وحلب واللاذقية ومدينة بيروت تحت رعاية لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في الجولان المحتل ومدينة دمشق. نشرت بعض الصحف والمجلات الفلسطينية عددا من أعماله الفنية. يعاني من عدة أمراض أبرزها حالة الارتجاج المتواصل في يديه
مواليد 1966 / مجدل شمس/ معتقل منذ 23/8/1985 . الحكم 27 عاما . (من المبادرين إلى تأسيس وإطلاق حركة " المقاومة السرية " في الجولان المحتل) تنقل بين سجون الرملة /عسقلان /بئر السبع/ نفحة /شطا / التلموند الوضع الصحي : يعاني من أمراض عدة في المعدة والمفاصل وتأكل العظم وأوجاع الظهر.
مواليد 1981/ بقعاثا / اعتقل للمرة الأولى عام 1998 بتهمة حرق مقر للشرطة الإسرائيلية في بلدة مسعدة وهو ما يزال في السادسة عشر من عمره. حًكم عليه بالسجن لمدة سنة ونصف. بعد تحرره من المعتقل، أصيب إصابة بالغة أثناء تفكيكه لغما ارضيا كان قد عثرت علية خليته وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام . وهو في داخل المعتقل استدعي إلى التحقيق مجددا بتهمة التخطيط لاختطاف جندي إسرائيلي ومقايضته بالأسرى والمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية ، وهو الآن في انتظار المحاكمة الجديدة . موجود في سجن نفحة. يعاني من الآلام حادة في اذنيه ورجليه جراء إصابته في الانفجار وترفض مدرية السجون تقديم العلاج الطبي اللازم له.
مواليد العام 1976 / مجدل شمس / معتقل منذ عام 2001 بتهمة التخطيط لنقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى الانتفاضة الفلسطينية. برز كأحد الناشطين الشباب في العمل الجماهيري في الجولان السوري المحتل. الحكم ثمانية أعوام، وهو الآن في معتقل شطة
مواليد العام 1961/ بلدة مجدل شمس/ وهي أم لابن واحد يبلغ من العمر 20عاما. اعتقلت ضمن حملة اعتقالات سنة 2001 بتهمة تنسيق العمل والاتصال بين أفراد خلية جولانية كانت تخطط لنقل معدات عسكرية إلى الانتفاضة الفلسطينية. تم إصدار الحكم عليها بالسجن الفعلي خمس سنوات، وثلاث مع وقف التنفيذ، وهي الان في سجن النساء "نفي ترتسا" داخل معتقل الرملة المركزي
مواليد 1979/ مجدل شمس / معتقل منذ عام 2001 بتهمة التخطيط لنقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى الانتفاضة الفلسطينية. الحكم ستة سنوات فعلية و ثلاثة مع وقف التنفيذ. وهو الآن في معتقل شطة "ب"، الذي يخضع لرقابة أمنية مشددة وظروف معيشية صعبة
مواليد 1982 / بقعاثا / اعتقل في العام 1999، بتهمة مقاومة الاحتلال. حكم عليه بالسجن لمدة 3 أعوام. بعد الإفراج عنه، تم اعتقاله مجددا عام 2003 بتهمة التخطيط لاختطاف جندي إسرائيلي ومقايضته بالمعتقلين العرب في سجون الاحتلال. وهو الآن في معتقل الرملة المركزي. حكم عليه 13 عاما بالسجن الفعلي.
مواليد 1983 / بقعاثا / اعتقل عام 2000 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة عام ونصف. افرج عنه بعد انتهاء محكوميته، اعتقل، مجدداً، في العام 2003، بتهمة الاشتراك في التخطيط لاختطاف جندي اسرائيلي . حكم عليه 4 سنوات . موجود في معتقل هداريم
مواليد 1983 / بقعاثا / اعتقل اكثر من مرة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، افرج عنه بعد انتهاء محكوميته، وتم اعتقاله ثانية 2003 بتهمة مقاومة الاحتلال.وحكم عليه 4 سنوات. تميز بنشاطه الدائم في عمل المخيمات الصيفية الطوعية والأنشطة المختلفة.ويعول أهالي الجولان ان تشمل المرحلة الثانية من صفقة التبادل أسراهم ويراهنون على الوعد الذي أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كما قالوا في رسالة وجههوها إليه بعد إتمام المرحلة الأولى من عملية التبادل وعلى تدخل الحكومة السورية . ويناشدون في رسائلهم المتعددة التي تصدر بين الحين والاخر الهيئات المعنية بحقوق والأسرى والمعتقلين والمنظمات المحلية والدولية ذات الصلة بالتدخل من اجل تقديم يد العون والمساعدة لاسرى الجولان المحتل لافتين إلى التقصير الكبير في الدعم المادي المقدم للأسرى الجولانيين عبر منظمة الصليب الأحمر الدولي والذي بات شبه محصور بمساعدات المنظمات الفلسطينية التي ترعى شؤونهم وهم منذ ثمانية أشهر ينفذون إضرابا عن لقاء الأهل احتجاجاً قرار إدارة السجون الإسرائيلية وضع حاجز زجاجي لعزلهم عن ذويهم وقت الزيارة
.
تأسست أواخر عام 1997 وهي لجنة شعبية أهلية تطوعية جاءت استمراراً لعمل الرعيل الأول من الأسرى المحررين والشخصيات والقوى والفعاليات الوطنية في الجولان السوري المحتل

شاركت في وضع الأسس والبرامج السنوية في إحياء الأسبوع التضامني مع الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية الذي يقام كل عام من 17 نيسان حتى 25 نيسان بالتعاون مع لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في مدينة دمشق ، لجنة متابعة ورعاية شؤون الأسرى اللبنانيين، واللجان الفلسطينية التي تتابع شؤون الأسرى في الداخل والضفة والقطاع . ومن نشاطاتها :

- إقامة فعاليات شعبية لدعم صمود الأسرى .

- نشر التراث الثقافي والفني والأدبي والسياسي للأسرى .

- تبني أسرى ومعتقلين عرب " أسرى الدوريات " من لبنان وداخل الوطن ألام سوريا ومختلف الأشقاء العرب المتواجدين في سجون الاحتلال.

- توفير شبكة من الاتصالات مع ذوي الأسرى في البلدان العربية ، والاتصال بذويهم للاطمئنان عن أبنائهم

- التواصل مع العائلات التي تتبنى أسرى عرب من البلدان العربية داخل فلسطين المحتلة

- التنسيق مع اللجان والجمعيات العربية الفلسطينية واللبنانية والدولية ، ومع شخصيات حقوقية أجنبية تقدمية تناصر قضية المعتقلين والأسرى العرب في السجون الإسرائيلية

ويسود الاعتقاد في أوساط جولانية ان سلطات الاحتلال تمكنت من نصب فخ خلال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع " حزب الله " لضمان استثناء الأسرى الجولانيين من الصفقة وذلك عبر الخلط المتعمد بينهم وبين الأسرى السوريين من قرية الغجر الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية وادعائها أن كافة معتقلي الجولان هم من حملة الجنسية الإسرائيلية وبالتالي ضمهم إلى لائحة " اسرى عرب48 " الذين ترفض اسرائيل إطلاق سراحهم وحقيقة الأمر ان هؤلاء الأسرى هم كباقي أبناء الجولان المحتل رفضوا قبول الجنسية أو الهوية الإسرائيلية كموقف وطني وقومي وهم يحملون بطاقات تعريف زرقاء وهي بطاقات لاثبات الشخصية كبديل عن البطاقة العسكرية التي كانوا يحملونها في مراحل الاحتلال الأولى والتي رفضوا استبدالها بالبطاقات الإسرائيلية لتمسكهم بهويتهم كعرب سوريين التي يصرون على التمسك بها والتي لا يحق للاحتلال فرض أي هوية بديلة عنها بموجب القانون الدولي.


تأسست اللجنة في مدينة دمشق تحت اسم (لجنة أصدقاء الأسرى السورين ) عام 1999 وتحولت لاحقا إلى " لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية " . تضم اللجنة عددا من المتطوعين بالإضافة إلى أسرى محررين ، وطلبة جولانيين يدرسون في جامعة دمشق وعدد من النشيطين في مجال الدفاع عن حقوق الأسرى العرب في المعتقلات الإسرائيلية . وتنشط اللجنة بالتنسيق والتعاون مع لجنة دعم الأسرى في الأرض المحتلة ، في مجالات عدة منها :

- تنظيم الاعتصامات التضامنية والاحتجاجية أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة دمشق .

- إقامة معارض متنقلة بين مختلف محافظات الجمهورية العربية السورية لاعمال يدوية من إنتاج الأسرى الجولانيين.

- إقامة ندوات ولقاءات تبحث بشؤون الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية بمشاركة شخصيات فكرية وثقافية بارزة على الساحة العربية والسورية

- إصدار نشرات وملصقات وميداليات مختلفة ترصد المسيرة النضالية الاعتقالية للأسرى العرب في سجون إسرائيل.

- رعاية أسبوع التضامن مع الأسرى العرب الذي يتم إحيائه في الفترة ما بين " 17 نيسان / 25 نيسان من كل عام في الجولان المحتل وبيروت و دمشق و فلسطين

- التنسيق المتواصل والدائم مع اللجنة في الأرض المحتلة ومع اللجان والهيئات والجمعيات الناشطة في مجال دعم قضية الأسرى العرب في السجون الاسرائيلية في فلسطين ولبنان والجولان السوري المحتل .
تعتمد هذه المادة بالاساس على :

1- منشورات واصدرات جولانية ومصادر في لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في الجولان المحتل

2- صور من اعداد عاطف الصفدي و " موقع الجولان "

التعليقات