خطاب زعبي أمام لجنة الانتخابات: يزعجكم أن أبقى فلسطينية داخل الكنيست أيضا

ما الذي يغضب في سلوكي بالضبط؟ أني لم أقتل ولم أقصف؟ ولم أعط أوامر بالقتل ولم أدعمه؟ بعكس أولئك الذين يطلبون شطبي ومؤيدهم؟

خطاب زعبي أمام لجنة الانتخابات: يزعجكم أن أبقى فلسطينية داخل الكنيست أيضا

ألقت النائبة حنين زعبي كلمة أمام لجنة الانتخابات المركزية خلال اجتماعها للنظر في طلبات اليمين منعها نت الترشح لانتخابات الكنيست المقبلة. وبدأت النائبة زعبي كلمتها بالقول إنها عضو في حزب التجمع الوطني الديمقراطي وتمثله، وأنها تمثل اليوم القائمة المشتركة، التي اعتبرتها إنجازا سياسيا للمواطنين العرب، وطريقا لإعادة بناء قوتهم السياسية وكيانهم الوطني.

وننشر فيما يلي مقاطع كاملة من الخطاب:

هنالك شيء لا أفهمه هنا، لماذا من خرجت بقوة وعناد ضد قتل الأبرياء، والهدم والاعتقالات والمصادرة والقوانين العنصرية، تقف هنا؟  لماذا لا يقف هنا للمحاكمة، من أيد القتل وهدد بالتدمير، وقام بسرقة الأراضي، ومن طالب بقصف المواطنين في غزة؟

ومن يؤيد تقديمي للمحاكمة؟ من مرر قوانين عنصرية تمنع الإبنة من رؤية أمها؟ والمرأة من العيش مع زوجها؟ والفرد من البناء على أرضه؟ ومن يوافق على اعتقال ملاك الخطيب ابنة الرابعة عشر؟ هؤلاء السياسيون الذين لم يعبروا عن أي تحفظ من قتل المواطنين الفلسطينيين منذ اكتوبر 2000؟        

من قدم طلبات لمنعي من الترشح، هو من تفاخر 'بقتل الكثير من الفلسطينيين'، ومن يدعو يوميا للترانسفير ولمقاطعة المصالح العربية، ولمنع تأجير بيوت للعرب، ولفصل العمال العرب. 

 كمية العبث التي على أعضاء الكنيست العرب تحملها، هي ليست أقل من كمية العنصرية. من يطالبون بمنعي من الترشح، هم من عليهم المثول أمام القضاء عما فعلوه بشعبي. وبهدف مقاضاتهم، نحن نخوض نضالا سياسيا مثابرا وعنيدا، بعيدا عن الخنوع وعن التأتأة وعن التراجع أمام الاستقواء البشع والعربدة. ولن أقوم بالتراجع عن أي موقف مبدئي عبرت عنه أو عن نشاط قمت به ضد الاحتلال وضد الحصار وضد القمع.  وأنا أفتخر بعملي البرلماني الذي من الواضح أنه لا يهم أحدا هنا.

 أفتخر بالشباب الفلسطيني الذين يخرجون للتظاهر في الجليل والمثلث والنقب من أجل مكانهم ومكانتهم في وطنهم، من أجل حقوقهم، دون أن يهابوا من حملات الاعتقال، والتحقيق والإهانات من قبل الشرطة. 

أفتخر بأعضاء القائمة المشتركة الذين يقفون بكل ثبات ليس فقط أمام العنصرية، بل أمام السطحية والاستعراض الرخيص والضحل.

أفتخر بالحزب الذي اخترته، والذي اختارني لأمثله، الرؤية السياسية الوحيدة التي ترفض كل شكل من أشكال الاستعلاء الأخلاقي او العنصري.

لا أعمل في الخلاء، أنا جزء من نضال ومن إجماع فلسطيني وكوني. أعضاء الكنيست العرب هم شاهد عضوي على أننا جزء من شعب فلسطيني يعاني يوميا، نحن جزء من واقع هذا الشعب ومعاناته، جزء عضوي من نضاله المستند إلى قيم العدل والحرية.

بالتالي، ما يحاول العنصريون اليمينيون منهم والليبراليون، عمله، موجه ليس لي فقط، ليس لشخصي فقط، بل للتمثيل السياسي للفلسطينيين داخل الدولة. من يقاضيني، أو أي من أعضاء الكنيست العرب لأسباب سياسية، إنما هو محاكمة لنضال سياسي كامل، يرفض اشتراط حياة البعض بقمع حياة آخرين.

حضرة رئيس اللجنة القاضي سليم جبران

محاولة الشطب السابقة عام 2013، اعتمدت على مشاركتي التي افتخر بها جدا، في أسطول الحرية، بهدف كسر الحصار على مليوني إنسان في غزة. على الأقل، فهمت وقتها سبب التحريض، كان هنالك قضية ما، نشاطا ما. أما اليوم فأنا حقيقة لا أفهم، علام كل هذه الضجةا؟ على سلسلة تصريحات لا علاقة لها أبدا بالتهم الموجهة إلي، وهي دعم الكفاح المسلح؟ ورفض تعريف إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية؟

لقد قرأت بتمعن ما جاء في طلبات أحزاب اليمين، ولم أفهم فعلا، العلاقة بين الاقتباسات المبعثرة وغير الواضحة التي يأتون بها، وبين التهم الموجهة إلي.   

* هل اتهم ب'دولة لكل المواطنين'؟ فقط توجها عنصريا مريضا يستطيع أن يحول نضال المساواة بين الشعوب والمواطنين لخطر أمني. وحده استحواذ شعور السيادة، يخاف من المساواة، ووحدهم أصحاب نهم السيطرة يخافون من النضال من أجل الحرية والسيادة.     

وفعلا، نحن نعترف، نحن نعرف أن الدولة اليهودية لا تستطيع أن تكون ديمقراطية.

نعرف؟ نحن نعيش ذلك، واقعنا، ما يجري الآن هو دليل على أن الدولة اليهودية هي أساس لشرعنة العنصرية.

إذا ما المشكلة بالضبط؟ أين التهمة؟

* يأتي الديمقراطيان ليبرمان وليفين، باقتباسات يدعون بها أنني أدافع عن الكفاح المسلح.  

لكنهم عمليا لا يأتون بأي اقتباس من هذا القبيل، بل يأتون بالعديد من الاقتباسات التي تظهر أنني أدعو للنضال الشعبي.

ماذا يدعون أيضا؟

* أنني أنادي بتفعيل ضغوطات دولية على إسرائيل؟ هذا صحيح، أنا أفعل ذلك، وأؤمن بذلك، وأدعو لذلك من على منصات الكنيست، وهذا ضروري في وجه حكومات إسرائيلية تعربد كما يحلو لها.  

* وماذا أيضا؟ أنني أربط بين العنف وبين الاحتلال؟ هذا صحيح، وعلينا جميعا أن نفعل ذلك، الاحتلال هو مصدر دوائر الدم، هو مصدر العنف وحاضنته، وذلك ما على كل إنسان عاقل أن يقوله.  

* ماذا أيضا؟ جملة  'هم ليسوا إرهابيين'؟

ألا يصغون إلى ما نقوله؟ لقد قلت أنني ضد عملية الخطف. لكن علي أن أسأل هنا: ألم ينتبه أحد من الجالسين هنا أن مقدمي طلبات الشطب أنفسهم، يقومون بتحويل شعب كامل إلى شعب إرهابي؟

ألم تنتبهوا إلى أنه لا يوجد شعب في العالم أطلق عليه لقب إرهابي في التاريخ الإنساني سوى شعبي؟

إذًا ما الذي يغضب في سلوكي بالضبط؟

أني لم أقتل ولم أقصف؟ ولم أعط أوامر بالقتل ولم أدعمه؟ بعكس أولئك الذين يطلبون شطبي ومؤيدهم؟  باعتقادي أن سبب كل هذا الضجيج يعود إلى عدم تسليم اليمين بقرار المحكمة العليا التي رفضت شطبي بأغلبية ساحقة في المرة السابقة.

وإذا أردنا أن نستعرض ما يجب فعله، أقول، أنني أنا من عليها أن تطالب بمنعكم من الترشح، وبخلافكم، لدي كل الأسباب الديمقراطية والإنسانية  لذلك: فمن يدعي أن قتل حوالي أكثر من 2000 إنسان في غزة هو دفاع عن النفس، لا مكان له في أي برلمان كان، من لا يدين قتل مئات الأطفال في غزة هو الداعم للإرهاب، من لا يدين قتل 13 مواطنا عربيا في أكتوبر 2000، ولا يدين قتل الشرطة للعرب بدعم كامل من حكومته، هو الداعم للإرهاب، وهو من يجب إخراجه من الحلبة السياسية.

أنا أقترح أن نضع اقتباساتكم جانبًا، وسأقول لكم ما يزعجكم حقًا: يزعجكم أني فلسطينية وأريد أن أبقى فلسطينية داخل الكنيست أيضًا. يزعجكم أنني أتصرف كفلسطينية، أنني أشعر بأنني فلسطينية، وأنني أناضل كفلسطينية، استنادًا إلى مبدأ المواطنة المتساوية.

لذلك ما هو ماثل أمامنا هو ملف يدور حول السؤال التالي:

هل بإمكاني كمواطنة في هذه الدولة أن أكون فلسطينية تناضل مع شعبها ضد الاحتلال وأن أطالب بمواطنة متساوية أيضًا؟

 

 

التعليقات