27/04/2017 - 11:02

اختبارات الـDNA ونتائجها المبهرة في بعض الأحيان

يعد الأصل العرقي والهوية وسائل لتعريف من نكون وبطرق عديدة، ولكن العلوم الجينية الحديثة تتحدى هذه الأفكار. وللتعمق في هذه القضية، عملت بمشروع دراسات تفاعلية في جامعة وست تشستر من بنسلفانيا، حيث يبحث المشروع في مواضع التقاطع بين العرق

اختبارات الـDNA ونتائجها المبهرة في بعض الأحيان

ترجمة خاصة: عرب 48

يعد الأصل العرقي والهوية وسائل لتعريف من نكون وبطرق عديدة، ولكن العلوم الجينية الحديثة تتحدى هذه الأفكار. وللتعمق في هذه القضية، عملت بمشروع دراسات تفاعلية في جامعة وست تشستر من بنسلفانيا، حيث يبحث المشروع في مواضع التقاطع بين العرق والهوية.

خلال العقد الماضي، قمت بدعوة مئات الأشخاص ليشاركوا في اختبارات الأصول العرقية للـ DNA. ولكني كنت أقوم في البداية بسؤالهم عن الهوية العرقية التي يعرِّفون بها أنفسهم. وقد كان من المثير استكشاف إحساسهم اتجاه الفرق بين تعريفهم لهويتهم وبين ما أظهرته نتائج اختبار الـDNA بعد صدورها.

فمن ناحية البيولوجية، تنعكس تنوعاتنا العرقية على 0.1% فقط من الاختلافات الشخصية في الـDNA، ومع ذلك ما زلنا متشبثين بهذه الاختلافات؛ سواءً أكان الأمر في الوحدة العضوية بين زملاءنا أو في انقسامها أحيانا.

وبشكل عام، قدَّمت التجربة فرصة مميزة لاستكشاف المسارات العرقية. فقد وجدت أن البشر يتَّبعون استراتيجيات متشابهة للاستمرار في الحياة، وأن مواضع التشابه التي بيننا تضغى على اختلافاتنا.

وكما هو متوقع، علَّق بعض المتطوعين بترديد أفكارٍ نمطية مثل 'أعتقد أنه أبي البيولوجي قد يكون أسود، فقد سمعت أنه يُحِب لعبة كرة السلة'، أو 'يا للهول، هناك نسبة من الآسيوية، هذا يفسِّر تفوق إبني في الرياضيات!' كما تأمَّل البعض أن تتيح لهم اختبارات الـDNA إمكانية تحدي انحيازهم لعائلاتهم.

ولكن في كل تعليق يظهر ذاك الشغف لمعرفة المزيد، وانخرطنا في نقاشات أطول وأعمق.

وما بدأ كمجرَّد فضول تحول الآن إلى دراسة علمية، فقد بدأنا أنا وزميلتي بيسي لي لاوتون بالعمل في عام 2012، وقمنا بصياغة نظام علمي أكثر دقة.

وتم عمل تحليلات إحصائية لاستكشاف الأنماط التي يصعب استخلاصها من القصص الفردية.

وعلى ذكر التعميمات، لقد وجدنا أن النساء كانوا أكثر مرونة من الرجال فيما يتعلق بهويتهم العرقية؛ ووجدنا أن الأشخاص الملونين أكثر ميلاً لتوقع تعدد خلفيتهم العرقية في مقابل أولئك المنتمين للعرق الأوروبي؛ وأن الشباب كانوا أكثر انفتاحاً أمام الفرق في مقابل كبار العمر. كما وجدنا أن الأشخاص ذوي الخلفية الأوروبية كانوا أكثر قلقاً قبل وبعد الاختبار.

لا تنسى أن تحليل الأصول العرقية للشخص عن طريق الـDNA يعني البحث في المئات من السنين إلى الخلف. ولا يحصل الناس إلا على نصف الـDNA من آباءهم، بمعنى أن عرق أو هوية الأبوين لن تكون هي الطاغية على نتائج الاختبار.

وكفتاة سوداء ترعرت في الستينات، كنت دائماً ما أشعر بالتضييق الذي يمارسه التصنيف العرقي على نفسي. فقد كان يجب علي أن أحب موسيقى الموتاون وأن لا أحب الباليه. وبالرغم من المدح الذي قدمه مجتمعي بعد تعلمي الحديث باللغة الإنجليزية الدارجة، إلا أنه لم يحظى اهتمامي بالعلم بأي تقدير كما لم يقم أهلي بتربيتي على حبه. فُتِحَت أبواب عشوائية، وأغلقت أبواب أخرى.

لقد احتجت لـ10 سنوات حتى أختبر نفسي، وما وجدته كان يؤكد ويصدم منظوري في ذات الوقت. وقد تبين أن خلفيتي العرقية تعود لأصولٍ أفريقية من منطقة الغولد كوست، متضمنةً نيجيريا وغانا، وتختلط بها أصول بريطانية واسكندنافية. وأعتقد أن هذا يعكس تأثير عصور الفايكينغ الوحشية بالإضافة لأيام تجارة العبيد من قِبَل الإنجليز.

وأمتلك القليل من الجينات الآسيوية، والتي يبدو أنها تعود للأميركان الأصليين الذين عبروا مضيق بيرنغ. فبالنسبة للأميركيين، تعود حوالي 4% من جذور أصولنا العرقية الآسيوية إلى الأميركيين الأصليين.

ولكن أخبرني جدي قبل سنوات أنه يتذكر وجود تجَّارٍ صينيين يعيشون إلى جانب الفقراء السود الذين يشبهونه، وذلك في موطن ولادته في مدينة موبيل من ولاية ألاباما. لذا من يدري؟

أصبحت اليوم أرى الوجوه – حتى وجهي أنا – برؤية جديدة، فأنا اعتقد أن الناس ينقلون روايات عن أنفسهم تتجاهل ما تُظهره ملامح شكلهم، وفي بعض الأحيان نكتشف وجود عرقٍ لم نكن نتخيل وجوده قط.  إنها نقلة جديدة لسرديات قديمة لم تكن لتحصل لولا التجارب العلمية المتجددة.

وهذا الموضوع شديد التعقيد والتعرُّج، إلا أنه يؤثر على السرديات السائدة والتبسيطية.

على مدى آخر 11 سنة، قام أكثر من 2000 شخص بالمشاركة ببرنامجنا الخاص بالأصول الوراثية DNA، وسنذكر هنا بعض القصص الملهمة لمجموعة منهم.

أنيتا فويمن، أستاذ الدراسات التفاعلية.

تانيا

التعريف الشخصي: أفريقية-أميركية

توقعاتها لنتائج الاختبار: 50% أفريقية-أميركية، 25% أميركية أصلية، 25% أوروبية

تعليقها قبل أداء الاختبار: أخبرتني أمي أن أصولي تعود للأميركيين الأصليين، وقد ذكرت لي اسم قبيلة محددة. ولكن أشك بمدى صدق ذلك، لأنني لم أستطع التثبت من المعلومة من أقاربي الآخرين. إريكا ثومبسون/ جامعة ويست تشيستر.

نتائج الاختبار: 78% أفريقية، 17% أوروبية، 2% آسيوية، 2% غرب آسيوية، 1% من جُزُر المحيط الهادي.

تعليقها على نتيجة الاختبار: عندما أخبرت عمتي مورا أنه لا توجد أصول أميركية أصلية في نتائج الاختبار ردت عليَّ قائلةً: 'عزيتزي، لقد كنا نظن فقط أنها قصة جميلة لنحكيها، خاصة وأننا نمتلك عظاماً قويةً في منطقتة الوجنتين'.

هنتر

التعريف الشخصي: أبيض

توقعاته لنتائج الاختبار: 100% أوروبي

تعليقه قبل أداء الاختبار: اعتقد أني أميركي من سلالة بنيامين رش أحد ممثلي بنسلفانيا الموقِّعين على وثيقة إعلان الاستقلال. إريكا ثومبسون/ جامعة ويست تشيستر.

نتائج الاختبار: 99% أوروبي، 1% شرق أوسطي.

تعليقه على نتيجة الاختبار: لقد تعرفت منذ دخولي للجامعة على العديد من الأشخاص الجدد، وعشت العديد من التجارب. وأحد هذه التجارب هي اكتشافي لوجود أصول شرق أوسطية في خلفيتي العرقية. ستتفاجئ أمي كثيراً بذلك.

برنارد

التعريف الشخصي: أسود، الأب أسود والأم بيضاء

توقعاته لنتائج الاختبار: 50% أوروبي، 50% أفريقي

تعليقه قبل أداء الاختبار: كانت تقول أمي: 'أدرك أنك مني، ولكن لن يجد أي شرطي متسعاً من الوقت ليكتشف أن والدتك بيضاء اللون'. لقد كانت أمي حريصة على تربيتي كرجل أسود. إريكا ثومبسون/ جامعة ويست تشيستر.

نتائج الاختبار: 91% أوروبي، 5% شرق أوسطي، 2% إسباني، وأقل من 1% أفريقي وآسيوي.

تعليقه على نتائج الاختبار: ما الذي تحاولون فعله بي؟ لقد أحدثتم الكثير من المشاكل مع عائلتي. أعلم أن أنفي نحيل وأن بشرتي فاتحة، ولكن توجهي السياسي أسود كالليل. واليوم لا أعرف نفسي كخليط من الأعراق،  لقد رفضت شرف العرق الأبيض وسط عنصرية أميركا. من المستحيل أن نعرِّف أنفسنا أنا وأولادي إلا باعتبارنا أشخاص سود.

إريكا

التعريف الشخصي: متعددة الأعراق (أسود وأبيض)

توقعاتها: لا توجد أصول لاتينية! 50% أفريقية، 50% أوروبية، وربما بعض الأصول للأميركيين الأصليين.

تعليقها قبل أداء الاختبار: أعرِّف نفسي كمتعددة أعراق. فأمي نصف ألمانية ونصف إنجليزية/ إيرلندية/ إسبانية. ووالدي أفريقي-أميركي، مع احتمالية وجود أصول  من الأميركيين الأصليين. تربَّت أمي على رؤية العالم بمنظار الأبيض والأسود، مع تفوق العرق الأبيض، ولكن تعلَّم أبي منذ صغره ومن خلال خبرته الشخصية أن هذا الموضوع لا يقع ضمن اختياره وتفضيله. إريكا ثومبسون/ جامعة ويست تشيستر.

النتائج: 48% أفريقية، 37% أوروبية، 14% أميركيين أصليين، 1% أصول أخرى

تعليق الكاتب: لقد تم عمل الاختبار مرتين على إريكا. في المرة الأولى، أشارت نتائج المختَبَر إلى أنها لاتينية في غالبها، من دون تحديد أي نقطة جغرافية.  لكنها اعترضت على هذه النتائج بشدة مما اضطرنا لإعادة عمل الاختبار لتحديد المواقع الجغرافية بدقة. ثم ظهرت النتائج كما هو موضَّح في الأعلى، حيث وصفتها بأنها نتائج 'صحيحة'.

راجفي

التعريف الشخصي: هندي

توقعاته: 90% آسيوي، 10% أفريقي

تعليقه قبل أداء الاختبار: يوجد في الهند جماعتان عرقيتان أساسيتان: الآرية والدرافيدية، وأنا أعود للمنطقة الجنوبية من الهند، وأنتمي للجماعة الدرافيدية. وبالنسبة لأفريقيا فهي ميلاد الحضارة الإنسانية، وأعتقد أن أصولي يمكن أن تعود إلى أفريقيا. إريكا ثومبسون/ جامعة ويست تشيستر

نتائج الاختبار: 93% آسيوي، 7% من جُزُر المحيط الهادي

تعليقه على نتائج الاختبار: أعتقد أننا نعود جميعاً لأفريقيا، وأؤمن أننا جميعاً مواطنون لهذا العالم، وأننا كبشر مرتبطين باللحم والدم.

التعليقات