28/06/2017 - 20:34

شكل بيوض العصافير قد يرتبط بأسلوب طيران الأم

تشبه البيوض بعضها بشكل عام، ولكن تكون بعض البيوض مستديرةً أكثر بينما يأتي بعضها الآخر طويلًا ومدببًا، ولقد عرفنا أخيرًا سبب هذا التنوع. فكل ذلك يرتبط بقدرة الطيران لدى الطيور، وذلك بحسب ما توصلت إليه دراسةٌ جديدة.

شكل بيوض العصافير قد يرتبط بأسلوب طيران الأم

(ترجمة خاصة: عرب 48)

تشبه البيوض بعضها بشكل عام، ولكن تكون بعض البيوض مستديرةً أكثر بينما يأتي بعضها الآخر طويلًا ومدببًا، ولقد عرفنا أخيرًا سبب هذا التنوع. فكل ذلك يرتبط بقدرة الطيران لدى الطيور، وذلك بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة.

ثمة العديد من التفسيرات لأسباب تنوع أشكال البيوض. خذ على سبيل المثال الفكرة القائلة بأن الطيور التي تسكن في المناطق المنحدرة تُخرِج بيوضًا مخروطية الشكل لتتدحرج ضمن دائرة ضيقة كي لا تسقط في المنحدر، أو أن حجم البيضة يتحدد بناءً على ما يجعل عملية الاحتضان أكثر كفاءة.

ولنستزيد في هذا الموضوع، قامت ماري كاسويل ستودارد، من جامعة برينستون، برفقة زملائها بتحليل، أشكال حوالي 50000 بيضة من ضمن 1400 نوع موجودٍ في المتاحف. وقد حسبوا أشكالها بناءً على مقياسين: الأول هو درجة الإهليجية (البيضاوية)، أو الطول بالنسبة للعرض، والثاني هو درجة التماثل، حيث يبدأ بالبيوض المدببة وينتهي بالمستديرة.

وفي حين قد تكون البيوض الإهليجية متماثلة وغير متماثلة، فإن البيوض الكروية غير المتماثلة – مثل شكل البالون المليء بالهواء الساخن – غير موجودة في الطبيعة.

قارن الباحثون أشكال البيوض بناءً على العديد من المعلومات عن كل نوعٍ من الطيور، ولم يجد الباحثون أي علاقة بين شكل البيضة وبين حجمها أو العوامل البيئية المحيطة أو خصائص العش. ولكن تبين وجود معيار واحد يرتبط بشكل البيضة، ألا وهو الجناح، أي قياس جناح الطائر.

فالطيور ذات الأجنحة الكبيرة تميل لأن تكون ماهرةً بالطيران، وتميل أيضًا للحصول على بيوض إهليجية وغير متماثلة.

قد يكون ذلك بسبب أن حاجات الطيران تتطلب جسدًا خفيفًا ومرنًا. ولكي تتسع البيوض الكبيرة في مجرى قناة البيض (المجرى الذي تخرج منه البيوض)، ينبغي أن تصبح البيوض أكثر استطالة. وعادة ما تمتلك الطيور غير القادرة على الطيران، مثل النعام، بيوضًا كروية الشكل. لكن البطاريق استثناءٌ في ذلك، ربما لأن حاجتهم للسباحة تتطلب جسدًا مرنًا بنفس مستوى الحاجة للطيران.

ولكن لم يتم إثبات هذه الفكرة بعد، حيث تقول إحدى المؤلفات من جامعة هارفاد: "يمكن أن يكون للأمر صلة على أفضل تقدير، ولكنه ليس سببًا نهائيًا، فنحن لا نعرف الآليات المباشرة التي تجعلنا نقول إن هذا يؤدي إلى ذاك".

ويقول ستيف بورتوغال من كلية رويال هولواي، جامعة لندن: "لقد أنجزوا عملًا عظيمًا في جمع هذه الدراسات ووضعها في إطار مناسب من أجل أن يقدموا صورة أوسع للأنماط التي نرى فيها أشكال وأحجام البيوض".

ولكنه يضيف، أن هذه الدراسة تُبرز المزيد من الأسئلة، فلماذا تعتبر البيوض المتماثلة مفيدة للطيور التي لا تحتاج للطيران لمسافات طويلة؟ قد يعود ذلك إلى أن هذا يقلل من مادة القشرة المطلوبة للحجم نفسه.

وما يزيد الأمور تعقيدًا، هو أن المانيرابتورانز، وهو نوع من الدينصورات التي تعود أصول الطيور إليها، تضع بيوضًا غير متماثلة الشكل، وهناك مجموعات أخرى من الزواحف، مثل التماسيح، تضع أيضًا بيوضًا إهليجية الشكل. وفي هذه الحالات، يبدو أن شكل البيضة يساعد على حضانة النسل الذي يكون قد نضج لحظة خروجه من البيضة في مقابل ذاك النوع من الطيور.

بحث جزءٌ آخر من الدراسة عن الآليات الفيزيائية البيولوجية التي تصوغ شكل البيضة. ولا يتحدد ذلك بالقشرة، فإذا قمت بإذابة قشرة البيضة بمادة الخل، ستجد أن البيضة تحافظ على شكلها بفضل غشاءها الخارجي. يمكن أن يكون شكل البيضة غير متماثلٍ عبر العديد من التنويعات في سماكة واستطالة الغشاء، أو طريقة ترتيب الجزيئات الأساسية مثل الكولاجين.

لم يحصل الفريق على معلومات تشريحية كافية ليبحثوا في وجود أي علاقة بين عرض حوض الطائر وشكل البيضة، ولكن سيكون ذلك سهلًا في الاختبار القادم. كما يخططون أيضًا لدراسة كيف تتشكل البيضة وهي تتحرك عبر قناة البيض ليبحثوا في الآليات المباشرة التي تساهم في تحديد شكل البيضة.

التعليقات