24/07/2017 - 21:30

نظام الدخل الموحد: لماذا تقوم فنلندا بـ"توزيع المال مجانا" على مواطنيها؟

في بداية هذا العام، قررت دولة فنلندا إعطاء مواطنيها بعض المال وبشكل مجاني، من دون أي مقابل، ومن دون أي أسئلة.

نظام الدخل الموحد: لماذا تقوم فنلندا بـ

pixabay

(ترجمة خاصة: عرب 48)

في بداية هذا العام، قررت دولة فنلندا إعطاء مواطنيها بعض المال وبشكل مجاني، من دون أي مقابل، ومن دون أي أسئلة.

كجزء من خطة "نظام الدخل الموحد"، وقع الاختيار بشكل عشوائي على 2000 مواطن من غير العاملين ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و 58 ليحصلوا على دخل شهري بقيمة 560 يورو (حوالي 640 دولار) في كل شهر ولمدة سنتين.

ما الفكرة في ذلك؟

تحاول فنلندا أن تبحث ما إذا كان بمقدور "نظام الدخل الموحد" أن يكون بديلاً عن نظام الفوائد الاجتماعية التقليدي.

فعلى عكس نظام الأمان الاجتماعي العادي، لا يحتاج أولئك الحاصلين على دخل موحد أن يثبتوا لأي شخص أنهم يبحثون باستمرار عن وظيفة ما، كما لن يتوقفوا عن الحصول على المال في حالة عملوا في إحدى الوظائف. فهناك إقبال شهري على مركز الوظائف المحلية ولكن من دون تحقيق أي التزام بقبول الوظيفة التي وجدها المركز لك.

تأمل مؤسة كيلا، وهي مؤسسة للأمان الاجتماعي في فنلندا، أن يحقق "نظام الدخل الموحد" ثلاثة أهداف رئيسية وهي: إنهاء الفقر، ومواجهة البطالة، والقطيعة مع البيروقراطية.

وتريد الحكومة الفنلندية أن تشجع الناس على البحث عن العمل الذي يريدونه حقاً، بل أن يبدأوا مشاريعهم الخاصة أيضاً. وبحكم عدم ارتباط "نظام الرواتب الموحد" بشروط محددة، فلن يضطر المشاركون للقلق على خسارة أموالهم إذا أرادوا البدأ بوظيفة ما أو فتح مشروع خاص.

سيسعى "نظام الرواتب الموحد" أيضاً لتبسيط نظام الأمان الاجتماعي، ففي مقابلة مع صحيفة الغارديان، عمِلَ مارجوكا تورونين رئيس وحدة الشؤون القانونية في مؤسسة كيلا على وصف العيوب الكثيرة التي يعاني منها ذاك النظام:

"إذا كنت تعمل في وظيفة بدوام جزئي لتحصل منها على فوائد كل أربعة أسابيع (. . .) فقد يصل بك الأمر لوجود عدة أرباب عمل لديك، وسوف تحتاج لانتظار تحصيل إيصالات الدفع منهم جميعاً. ثم ستحتاج أسبوعاً أو أسبوعين آخرين لتنهي عمليات الدفع.ولن تعرف كم ستأخذ ومتى، مما يعني أنك لا تستطيع التخطيط لما بعد ذلك".

كما تأمل مؤسسة كيلا أن يساعد "نظام الرواتب المحدد" في الاعتراف بواقع "تغير طبيعة العمل". وهذا لا يشير فقط إلى زيادة رواج الوظائف ذات الدوام الجزئي، بل انتشار الآلات أيضاً! حيث يشير البعض إلى أن الحواسيب ستستولي قريباً على وظائفنا، وفي هذه الحالة، يجب أن نبتكر أساليب جديدة لحماية أنفسنا مالياً.

يشير تقرير من جامعة أوكسفورد أنه "خلال العقود القادمة" ستصبح نصف الوظائف تقريباً (47%) في الولايات المتحدة تحت "تهديد كبير" من استيلاء الحواسيب عليها. كما اقترب الوقت الذي سيستولي فيه الذكاء الاصطناعي على الوظائف متنوعة كوكالات الأسواق وسيارات الأجرة والصحافة.

هل سينجح ذلك؟

يقول البعض أن هذه التجربة قد أدت إلى تقليل مستويات التوتر بالنسبة لمن جربوا هذا النظام، ولا عجب في ذلك! فإذا لم يصيبك بالقلق من موعد وصول راتبك القادم فإن هذا سيزيح حملاً كبيراً عن كاهلك بالتأكيد.

ولكن يقول المعارضون لهذا النظام أن "نظام الدخل الموحد" سيؤدي إلى أن يعمل الناس بشكل أقل لا أكثر على المدى الطويل. وذك لسبب بسيط، لأن الحصول على دخل غير مشروط يمكن أن يجعل الناس أكثر كسلاً.

وهناك سبب آخر آيضاً، حيث يعتقد أكبر اتحاد تجاري في البلاد أن ذلك سيشجع الشركات على دفع رواتب أقل لموظفيها، لأن الشركات الكبرى ستأخذ بالحسبان ذاك الراتب الشهري. وليس ذلك فحسب، فاليسار يخشى أيضاً أن اليمين قد يوظف "نظام الدخل الموحد" لتحدي متطلبات الحد الأدنى للأجور.

اقرأ/ي أيضًا | ترامب التقليدي!

لكننا لا نسطيع الجزم الآن فيما إذا كان سيحدث ذلك أم لا، فهدف هذه التجربة هو معرفة ذلك. وقد أوضحت مؤسسة كيلا أنهم سيبقوننا في حالة من التشويق وحتى آخر دقيق، فهي أنها لن تكشف عن نتائج التجربة قبل نهايتها (31 كانون الثاني/ ديسمبر 2018) وبعد أن يتم تحليل نتائجها بشكل كامل.

التعليقات