مهلاً هنتنغتون .. مهلاً فوكوياما

مهلاً هنتنغتون .. مهلاً فوكوياما
لاتزال طروحات هنتنغتون وفوكاياما حول صراع الحضارات ونهاية التاريخ تحرض الكتاب والباحثين العرب على الرد على هذه الطروحات وتفنيدها نظراً لخطورتها على مستقبل العلاقات الدولية ومحاولة وقف حركة التاريخ عند نظام سياسي/اقتصادي يمثل سقف التاريخ الممكن ويعتبر كتاب «مهلاً هنتنغتون.. مهلاً فوكاياما» نظرية الشبكة التصفوية في صراع الثقافات والمادة من الكتب التي تحاول الرد من خلال نظرية اسلامية دقيقة، ومتكاملة يشرف عليها الباحث محمد جربوعة لكي تشكل رؤية ومنطلقاً في توجه الامة المستقبلي، بداية يوضح الباحث ان نظرية فوكوياما تظهر عجزها عن تقديم الجواب على ما حصل في احداث 11 سبتمبر في حين ان نظرة هنتنغتون ألقت بظلالها الكثيفة على الجانب الثقافي لا الاجتماعي.

ويشير الى ان مشكلة هنتنغتون وفوكوياما تتمثل في امرين اثنين الاول عدم الموضوعية المرتبط بالتركيبة العقدية أو اللاشعورية مما يجعل لهذه التركيبة اثرها على العقل والتفكير الامر الذي يجعل هاتين النظريتين تعبيراً عن رؤيتين ثقافيتين للغرب موجودة في النخبة وفي الشارع وهما رؤيتا الانانية وعقيدة العظمة وعدم الانتباه الى وجود الآخر القابل للثورة على الظلم والهيمنة.

ويقدم الباحث العديد من الشواهد المستمدة من كتابات الباحثين الغربيين حول تحول واقع مجتمعات البلدان غير الغربية بهدف ابراز خطاء ما حاول فوكوياما ان يقوله حول نهاية التاريخ المتمثل في طبيعة النظام الرأسمالي وعلاقاته.

وبعد ان يثبت مقالتي الباحثين كما جاءت في نصيها الاصليين يقدم من جهته ما يسميه بنظرية الشبكة ومنذ البداية يتساءل هل العالم آيل الى صراع الحضارات، ثم يحاول ان يجيب عن هذا السؤال موضحاً ان مشكلة الفكر الغربي تكمن في عدم القدرة على بناء اتجاه واحد لحزمة من العناصر المتداخلة وهي الاشكالية التي تبقى الهوة السحيقة بين الواقع ومحاولة الامساك به.

التعليقات