اكتسب "مهارات الكتابة للأطفال" من جوان آيكن

“مهارات الكتابة للأطفال” واحد من مؤلفات الروائية الإنجليزية جوان آيكن (1924 – 2004)، التي حصلت على عدد من أكبر الجوائز في أدب الأطفال، ومن أهمها جائزة "لويس كارول"، وجائزة "الجارديان" عن مجمل أعمال 1969.

اكتسب

"مهارات الكتابة للأطفال" واحد من مؤلفات الروائية الإنجليزية جوان آيكن (1924 – 2004)، التي حصلت على عدد من أكبر الجوائز في أدب الأطفال، ومن أهمها جائزة "لويس كارول"، وجائزة "الجارديان" عن مجمل أعمال 1969، وجائزة "إدجار آلان بو" في عام 1972، وفي عام 1999 حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدماتها الكثيرة في مجال أدب الأطفال.

أما عن المترجمين يعقوب الشاروني وسالي رؤوف راجي، فيعد الشاروني أحد أبرز رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي، أما سالي رؤوف راجي فهي حاصلة على دبلومة الترجمة من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأميركية بالقاهرة 2010.

وفي الفصل الأول من الكتاب تطرح الكاتبة سؤال: هل ترغب في أن تكتب عن الأطفال أو للأطفال؟ وتجيب: لا توجد طريقة واحدة للكتابة للأطفال، العنوان الأصلي لهذا الكتاب هو: طريقة الكتابة للأطفال.

إن المؤلف الذي لديه الرغبة في أن يكتب للأطفال، سيفيده أن يسأل نفسه أولا بعض الأسئلة الأساسية، الأول: هل سيكون الكتاب الذي سيكتبه للأطفال أم عن الأطفال؟، لأن هذين الأمرين ليسا بالضرورة مترادفين، فمثلا قام الفنان “بالثوس” برسم لوحات جميلة لفتيات صغيرات، لكن تلك اللوحات لم يكن أن تراها الفتيات الصغيرات، وأنت عندما تكتب هل تكون متحمسا لتكشف عقل طفل ومشاعره، محللا علاقاته بالعالم المحيط به، مسترجعا الأفراح والمخاوف التي عايشتها في طفولتك الشخصية؟.

وتضيف الكاتبة: وعلى مدار ما يقرب من ثمانين عاما، أصبح لأدب الأطفال شكل مستقر، وقد قدم بعض الكتاب مواد جديدة أصيلة ذات مستوى متميز من الخيال، بينما قام البعض بإحياء أو إعادة صياغة الحكايات الشعبية أو الأساطير المتداولة، وقدم البعض الآخر قصصا أخلاقية وإرشادية قصيرة اتخذت شكلها في قصة الكاتب "توماس داي"، التي كتبها في القرن الثامن عشر تحت عنوان “ساندفورد وميرتون”، والتي أظهرت التناقض بين مصير الأطفال الصالحين والأطفال الأشرار، كما تعد قصة “سترويلبيتر” وقصة “ماتر الفضولي” للأختين تايلور، نماذج مما كتبت فيما بعد لهذا النوع من الأدب.

وتذكر المؤلفة: كتب الأطفال الصغار جدا في السن، من الطبيعي عند كتابتها أن يضع الكاتب في مقدمة كتابه ما يفكر فيه، كيفية التعبير عن النص بالرسوم، عليك باختيار موضوع يمكن رسمه بطريقة جميلة وسهلة، فلن يسعد أحدا أن تتعلق الخطوط الرئيسية لقصتك بأجهزة معقدة، أو أفكار عقلية مجردة، أو مشاهد حافلة بالتفاصيل، أو أي شيء آخر يصعب وضعه في صورة بصرية، كما أن الرسوم المشوشة أو غير الصادقة الحافلة بالادعاء يمكن أن تدمر النص.

كيف تعثر على أفكارا لقصتك؟

تجيب المؤلفة: هذا السؤال متعلق بالحبكات، وعادة ما يسأله الهواة للكتاب المحترفين، ويندهش الكتاب دائما ممن يرون أن الحصول على الأفكار يعتبر مشكلة، إذ أن الأفكار تبدو لهم كثيرة مثل التوت البري في أيلول.

إنه سؤال يتعلق بالمنهج... إذا كنت طاهيا محترفا، فلا تتوقع أن تعد وجبة في مطبخ فارغ، كل مرة تخرج فيها، تنتبه عيناك اللتان تعودتا على التسوق، وبنفس الطريقة لابد للكاتب الذي يمارس الكتابة أن يكون دائم اليقظة، حتى المشي مسافة قصيرة إلى مكتب البريد قد يحتوي على مادة لعمل قصصي.

وتضيف الكاتبة: موضوعات الصحف تعد مصدرا آخر ممتازا لمادتك، الزوجان البائسان اشتريا بيتا صغيرا ليكتشفا أن هناك حق مرور عام عبر حديقتهم، والزوجة مريضة، الرجل يحاكم لأنه أبقى حصانه الذي يستخدمه في العروض في كوخ ولا يخرجه أبداً، بالإضافة إلى ذلك يوجد في الصحف إعلانات صغيرة المساحة يمكن أن تكون فعالة في توليد أفكار بنفس الدرجة، مطلوب منطاد "من النوع الذي يدور حول العالم يمكنه حمل رجلين وحمولة صغيرة…"، محام سابق غريب الأطوار لكن يعتمد عليه، يود الانضمام إلى رحلة استكشافية لأميركا الوسطى.

والإعلانات الموجودة في الشوارع غالبا ما تولد أفكارا "سجاد محمر"، هي لافتة محل كبيرة موضوعة قرب مطار كيندي، لافتة على زجاج محل تقول "ترس دودي، ترس مخروطي، ترس حلزوني، ترس مستقيم".

وعن رسم الشخصيات تذكر المؤلفة، يمكن رسم الشخصيات بثلاث طرق:

الطريقة الأولى: الوصف المباشر، لكن كما قلت في الفصل الأول، فإن كاتب الأطفال عليه أن يستخدم القليل جداً من الوصف المباشر، ففي أية حال الوصف المباشر جاف ومرهق، والأفضل كثيرا أن تجرب الطريقة الثانية، عن طريق عرض طبيعة شخصيتك وعاداتها من خلال الحوار، مثلا:

قالت مدام مانتاليني: "كنت تغازلها طوال الليل، كانت عيني عليك طوال الوقت".

صاح مانتاليني بصوت متكاسل وقد استخفه الطرب:

"بارك الله العين المتلألئة اللماحة، هل كانت علي طوال الوقت؟ اللعنة!"

تشارلز ديكنر في "نيكولاس نيكلباي".

أما الطريقة الثانية لرسم شخصيتك: هي طبعا من خلال موقف في "المختطف" للكاتب روبرت لويس ستيفنسون، فإن المؤلف جعل البطل ديفيد بالفور يزور عمه المجهول، وفي أثناء وجبة الإفطار فإن العم "إبينز"، الذي تم سمه بالفعل على أنه شخصية "وضيعة" ذات أكتاف ضيقة ووجه يبدو كأنه صنع من الصلصال، يتوقف قبل أن يشرب مشروبه، ليسأل ما إذا كان ديفيد يريد الشراب أيضا.

وتيجب الكاتبة على سؤال: ما هي رواية المراهقين، فتذكر: متى تم ابتكار هذا المصطلح؟ حتى الحرب العالمية الثانية كانت الكتب تقسم ببساطة إلى كتب للكبار وكتب للأطفال، ولم يكن هناك درجات بينهما.

وفي عام 1951 نشر "جيه دي سالينجر"، رواية "الحارس في حقل الشوفان"، التي تقدم صورة مؤثرة لفتى أميركي في السادسة عشر من عمره يواجه مشاكل مع المدرسة ووالديه.

اقرأ/ي أيضًا | شم النسيم: الموروث الفرعوني الحي

 وفي عام 1959 كتبت "فرانسواز ساجان" وهي في الثامنة عشر من عمرها كتاب "صباح الخير أيها الحزن"، ثم ظهرت فرقة البيتلز وعصر "البوب" الشبابي بأكمله، وفجأة أصبح المراهقون ليسوا فقط موضعا للاهتمام، بل أصبحوا أيضا مكرمين ومشتغلين ومهمين تجاريا، لأن من السهل استنتاج أن عددا كبيرا جدا من روايات المراهقين تقوم ببساطة باستغلال هذا السوق الذي يعطي بسخاء، والذي يقوم على فكرة أنه إذا كان المراهقون يمتلكون المال لشراء أسطوانات مدمجة، وحلقات توضع في الأنف، وينسقون شعور رؤوسهم المصبوغة بالأخضر اللامع، ويذهبون في رحلات إلى سيريلانكا، فلماذا لا يشترون بعض روايات المراهقين أيضا؟.

التعليقات