صدور العدد 18 من مجلة "عمران"

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الثامن عشر (خريف 2016) من الدورية العلمية المحكّمة "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية.

صدور العدد 18 من مجلة

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الثامن عشر (خريف 2016) من الدورية العلمية المحكّمة "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية. وشمل العدد مجموعةً من الدراسات السوسيولوجية، إضافةً إلى أوراق بحثية أخرى (ترجمة، ومراجعات كتب، وتقرير عن مؤتمر علمي).

ضمّ باب الدراسات خمسة بحوث متنوعة في مواضيعها ومناهجها. قدّم عبد الرحمان رشيق في دراسته    "السياسة العمرانية والعلاقات الاجتماعية في المغرب" تحليلًا للسياسة العمرانية، ونوعية العلاقات الاجتماعية في أحياء المدن المغربية الكبرى، في إطار صيرورة التمدن الكثيف. بحيث وجد أنّ التحولات العمرانية فرضت مجتمعًا وثقافةً وقيمًا وأنماطًا سلوكية جديدةً. والسمة الأساسية المميزة لهذه العلاقات الاجتماعية المتبادلة هي الفردانية واستبداد الحميمية، وهي سمة ملازمة للنظام الرأسمالي الجديد الذي فرضته الإدارة الاستعمارية، وهي أيضًا نتيجة للشكل الإيكولوجي للتكتلات البشرية الكبيرة في المجال المحدود لمدينة كبرى، متروبول، أو لمدينة عملاقة، ميغابول.

وفي الموضوع ذاته أي "السياسات العمرانية"، قدّم علي عبد الرءوف دراسةً بعنوان "الفوضى العمرانية الخلاقة في فضاءات مدينة القاهرة بعد ثورة يناير 2011: جسور النيل وميدان التحرير"، طرح فيها مفهومًا مغايرًا يرى في "الحرية البديلة اللارسمية" التي تنتجها الثورات الشعبية الصادقة في المدينة العربية، نوعًا جديدًا من الفوضى وصفه بـ "الفوضى الشعبية الخلّاقة". تبلورت تجليات هذه الحرية البديلة والفوضى الخلّاقة التي تتجاوز الإطار الإبستيمولوجي المدرك عن الفوضى، أثناء ثورة الشعب المصري في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 وبعدها. ويناقش البحث كيف تبلورت ظاهرة الفوضى في المدينة العربية والقاهرة بخاصة، من خلال ميادين عامة وفضاءات مهمة في نسيج المدينة، ولا سيما في ميدان التحرير.

غلاف العدد الجديد من المجلة

بينما ناقش إبراهيم فريد محاجنه التمدن الاجتماعي في فلسطين المحتلة في دراسته "تجلّيات التمدّن الاجتماعي لسكان المدينة العربية المنشأة في ظل الكولونيالية الإسرائيلية". تتّصل فكرة هذه الدراسة بأنّ النكبة الحاصلة في فلسطين طمست المدينة الفلسطينية عمرانيًا وأسقطتها من الذاكرة الجماعية. بناءً على ذلك، تدعو الدراسة إلى التوقف عن تغييب المدينة الفلسطينية داخل إسرائيل بوصفها كيانًا مستقلًا، والشروع في البحث ميدانيًا عن تجلّيات التمدّن الاجتماعي لسكان "المدينة العربية المُنشأة في ظل الكولونيالية الإسرائيلية". فيفترض الباحث أنّ مؤشّر "التكافل الاجتماعي غير الرسمي" يعكس أحد أهمّ تجليات هذا النوع من التمدّن الملائم للخصوصية العربية - الفلسطينية. ويفحص خصائصه من حيث إستراتيجياته وحدوده ووتيرته وكفايته وإسقاطاته.

أمّا الباحثان الطاهر سعود وعبد الحليم مهورباشة، فقد تناولا موضوع الحراك الاحتجاجي في المدن الجزائرية في دراستهما المعنونة "المدينة الجزائرية والحراك الاحتجاجي: مقاربة سوسيولوجية". بحثت الدراسة في العوامل الاجتماعية المسببة للحراك الاحتجاجي في المدينة الجزائرية، والتعرّف إلى أشكاله، والفئات الاجتماعية التي صنعته وشاركت فيه، والمؤسسات التي يستهدفها، وسقف المطالب التي يرفعها، وعلاقة ذلك بالسياسات الحضرية المطبقة في المدينة الجزائرية. استعرضت الدراسة تاريخ الحراك الاحتجاجي في المدينة الجزائرية وأشكاله والعوامل المفسرة له. وقدّمت مسحًا مركَّزًا للمتن الإعلامي المكتوب الخاص بالظاهرة في انبثاقاتها اليومية، لاستخلاص الانتظامات الحاكمة لها. كما حاولت الدراسة استشراف مآلات هذا الحراك الاحتجاجي في الأفق المرتقب.

عالج الباحث خالد منّه في دراسته "انهيار أسعار النفط ومحاولات الإصلاح في الدولة الرّيعية: الجزائر مثالًا" تأثّر الجزائر بصدمة انهيار أسعار النفط الراهنة على مستوى أرصدة المالية العامة والحساب الخارجي، وإن كان تأثيرها محدودًا في نسبة النمو الاقتصادي إلى الآن. ووجد أنّه كلّما انخفضت الموارد المالية سارعت الحكومة إلى إطلاق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، بغية التخفيف من حدة الأزمة، وإرساء دعائم اقتصاد السوق. وقد تبيّن للباحث أنّ الريع يمثّل منظومةً قائمةً بحد ذاتها، ويساهم في كثير من الأحيان في كبح التنمية الاقتصادية. وتمثّل الصدمة الراهنة مناسبةً حقيقيةً لإطلاق إصلاحات اقتصادية عميقة.

كما تضمّن العدد في باب الترجمات دراسةً من تأليف الباحث أنطوان عبد النور "شبكة الطرقات في سوريا العثمانية (بين القرنين السادس عشر والثامن عشر)، ترجمها سعود المولى. تصف الدراسة كيف عملت الدولة العثمانية على تنظيم شبكة المواصلات بين مدنها الساحلية والداخلية، عبر ثلاث طرق رئيسة تقطع سوريا شمالًا وجنوبًا: الأولى عبر الساحل، والثانية عبر البقاع في الداخل، والثالثة على تخوم الصحراء الكبرى. كما تصف الطرق الفرعية المستعرضة التي تصل بين هذه المحاور كلما سمحت المعابر الطبيعية بذلك: منها التي تصل دمشق بصيدا، وحلب بالإسكندرونة والأناضول، والطريق البحرية التي كانت تسمح بالوصول إلى القدس عبر يافا.  

وفي باب المراجعات وعروض الكتب، ضم العدد مراجعتين لكتابين صادرين حديثًا؛ كتاب "سوسيولوجيا الهجرة والتحضر أمام اختبار البراديغم البنائي"، من تأليف عبد الرحمان المالكي، أعدّ المراجعة الباحث خالد شهبار. وكتاب "الأخ، الرعية، المواطن: دينامية المكانة السياسية للفرد في تونس" من تأليف عبد الحميد هنية، أعدّ مراجعته الباحث أحمد خواجه.

وفي باب التقارير العلمية، اشتمل العدد على تقرير أعدّه الباحث ساري حنفي عن مؤتمر "الدور المدني للجامعات العربية" الذي عقدته الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية بالتعاون مع معهد عصام فارس للسياسات (في الجامعة الأميركية في بيروت)، 21-22 نيسان/ أبريل 2016.


* للحصول على نسخ من هذا العدد والأعداد الأخرى من المجلة، زر المتجر الإلكتروني للمركز 

 

التعليقات