31/10/2010 - 11:02

مثقفو مصر يتجادلون في زيارة علي سالم لإسرائيل

-

مثقفو مصر يتجادلون في زيارة علي سالم لإسرائيل
أثارت زيارة قام بها مؤخرًا الكاتب المسرحي المصري، علي سالم، لاسرائيل ردود فعل متباينة في صفوف المثقفين المصريين، تجاه مسالة التطبيع الثقافي مع إسرائيل. وكان علي سالم، الذي يعتبر من المقربين من الروائي المصري الحائز على جائزة نوبل للأدب نجيب محفوظ، توجه الاسبوع الماضي إلى إسرائيل للمشاركة في مؤتمر لوسائل الاعلام الحديثة عقد في بئر السبع.

واعتبر فاروق خورشيد، رئيس إتحاد الكتاب المصريين، الذي كان من أول المؤسسات النقابية التي أعلنت رفضها لاتفاقيات "كامب ديفيد"، قبل ربع قرن، أنّ "الاتحاد لا يزال متمسكًا برفض التطبيع مع اسرائيل، وزيارة علي سالم لن تغير من الأمر شيئا- فهو لا يمثل إلا نفسه".

وأضاف في تصريح لوكالة "فرانس برس": "نحن في الاتحاد وقفنا ضد أية محاولة للتطبيع وواجهنا الذين حاولوا زيارة اسرائيل وتطبيع العلاقات معها، وقمنا بفصل علي سالم من عضوية "الاتحاد"، بعد زيارته لاسرائيل وعدم اعتذاره عن هذا الموقف".

وكان اتحاد الكتاب المصريين فصل علي سالم من عضويته في أيار 2001 بعد قيام هذا الاخير بزيارة اولى لاسرائيل.

من جانبه ذهب الكاتب الروائي صنع الله ابراهيم إلى حدّ اتهام سالم بأنه "يعمل لصالح الموساد بشكل أو بآخر، لأنه يخدم خططهم للتوغل في الحركة الثقافية المصرية، وإضفاء نوع من "العادية" على تصريحات ومواقف وزيارات التطبيع".

وفي هذا الاطار "استهجن" أيضًا الروائي جمال الغيطاني زيارة سالم هذه "في الوقت الذي يقوم فيه كتاب أوروبيون وأمريكيون وأفارقة بزيارة الشعب الفلسطيني وقيادته للتضامن معهما في مواجهة المذابح التي يرتكبها الاسرائيليون".

ورأى أنّ هذا يطرح "علامات استفهام كبيرة حول أيّهم أحق بالزيارة: دولة اسرائيل المعتدية والقمعية أم الضحية"- مشيرًا إلى أنّ أيّ "كاتب حقيقي لا بد أن يدفعه ضميره للقيام بدعم الضحية وليس الجلاد".

من جهة أخرى اعتبر الغيطاني، وهو أيضًا من المُقرّبين من نجيب محفوظ، أنّ علي سالم "لم ينجز أيّ نص مسرحي له قيمة يعتد بها خلال السنوات العشر الاخيرة". ووصفه بأنه "مجرد كومبارس يلعب في المساحة الخلفية للمسرح للدفاع عن إسرائيل في الفضائيات العربية، ويبذل الجهود الجبارة في تحقيق أهدافه هذه".


وفي المقابل اعتبر جمال عبد الجواد، الخبير في مركز الدراسات السياسية التابع لمؤسسة "الاهرام"، أنّ علي سالم "كاتب مهم ولم يرتكب مخالفة قانونية بهذه الزيارة". وقال لفرانس برس: "هناك رؤيتان حول هذا الموضوع: واحدة لمؤسسات نقابية تمتلك التأثير والقيمة الأدبية والمعنوية على أعضائها، إلا أنها غير ملزمة وموقفها معارض للتطبيع ولزيارة اسرائيل، لأنها ترى أنّ ذلك يضر بالموقف العربي وبحل القضية الفلسطينية". والأخرى ترى أنّ "العلاقة مع اسرائيل مفيدة وقد تسهل حل القضية الفلسطينية وتحقق السلام في المنطقة وتحقق مصالح الشعب المصري"- وفقا لعبد الجواد.

واعتبر أنه "كان من الخطأ وقف العلاقة مع اسرائيل، لأنه ترك الفرصة لليمين الاسرائيلي للاستفراد بالمجتمع الاسرائيلي، خصوصًا خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث اتجه المجتمع الاسرائيلي إلى اليمين أكثر". وقال إنّ "زيارة علي سالم تصب في اتجاه تغيير الرأي العام الاسرائيلي ولا اعتقد أنها خاطئة".

وأيّده في هذا الراي أمين مهدي، عضو جمعية "القاهرة للسلام" مبررًا ذلك "بأنّ الجهات الرسمية في مصر تقوم بالتعامل مع اسرائيل وتبادل الزيارات". وتساءل في تصريح لصحيفة "المصري اليوم": "كيف نتعرف على إسرائيل إلا بالتعامل معها كمثقفين، من دون اللجوء الى المترجمات العبرية الضعيفة". وأضاف "أنّ علي سالم من حقه أن يختار ما يشاء حتى ولو كان خاطئًا لأنّ حق المعرفة مكفول حتى ولو كان مع خصم أو عدو"، متهمًا "الدكتاتوريات العربية" بأنها "حليف موضوعي غير مباشر للاسرائيل".

وأوضح أنّ "ما يريده اليمين الاسرائيلي من عزلة في المنطقة هو هدف من أهداف الدكتاتوريات العربية، لأنّ اليسار الاسرائيلي يطالب بالاندماج في المنطقة الأمر الذي يقلق هذه الدكتاتوريات ويقلق اليمين الاسرائيلي".

يُذكر أنّ علي سالم قدّم للمسرح العربي تعريبا لمسرحية "مدرسة المشاغبين" في مطلع السبعينات، حيث اعتبرت من أهم المسرحيات الكوميدية التي قدمت على المسرح المصري. فقد حققت هذه المسرحية التي قام ببطولتها عادل امام وأحمد زكي وسعيد صالح وسهير البابلي نجاحًا كبيرًا مع استمرار عرضها لسنوات طويلة.

التعليقات