01/11/2010 - 22:47

الذيبة وضمرة ينحازان للذات وضاهر رسمت بانوراما الوجع الفلسطيني

ضمن فعاليات الملتقى الأول للإبداع الأردني والفلسطيني ، الذي تنظمه دار فضاءات للنشر والتوزيع تحت عنوان ، "مبدعون من الأردن وفلسطين"

الذيبة وضمرة ينحازان للذات وضاهر رسمت بانوراما الوجع الفلسطيني

ضمن فعاليات الملتقى الأول للإبداع الأردني والفلسطيني ، الذي تنظمه دار فضاءات للنشر والتوزيع تحت عنوان ، "مبدعون من الأردن وفلسطين" ، أقيمت مساء الأربعاء الماضي أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: غازي الذيبة ، ومنى ضاهر (فلسطين) ، وندى ضمرة ، وأدار الأمسية الروائي هاشم غرايبة بحضور عدد من المثقفين والأدباء.

القراءة الأولى كانت للشاعر غازي الذيبة ، صاحب "دقيقة وأخرج حياً" ، حيث قرأ ثلاث قصائد ، هي: "لا تكن وحدك" ، و"تعليم الوحدة" ، و"ترنيمة". ففي قصيدة "لا تكن وحدك" عاين الشاعر حالات الوحدة والعزلة في معترك الحياة اليومية ، محاوراً الذات التي تفضي إلى الذات الجمعية المأزومة بفعل الانكسارات الداخلية للإنسان ، إلا أن القصيدة تفضي إلى مساحة من الأمل المنشود ، ولا تخلو من التوق إلى الانتصار لهذا الإنسان المسكون بالتأوهات والانكسارات المتلاحقة ، هذا إلى جانب جدلية الحياة والموت التي عمل عليها الشاعر ، في قصيدته ، كاشفاً عن جماليات اللغة وتراكيبها الداهشة.

من هذه القصيدة نقرأ:

"هنا أو هنا ، أنت ليس غريباً عن الموت ،

أو عن قيامة جيش صغير

من العابرين إلى قلبك المخملي ،

ولست على رأس جند أتوا من بقاع المتاهة

ليعطوا قلبَكَ نبضاً جديداً ،

وعرس انتصار جديد ،

وطوقاً من الورد تزهو به ،

وغاراً تكلل ، فيه ، اخضرارك".

الشاعرة والكاتبة الفلسطينية منى ضاهر ، صاحبة كتاب "أصابع" ، قرأت من "يوميات شفق زغلول" ، الذي سيصدر قريباً ، وهذه اليوميات رسمت الشاعرة ، من خلالها ، بانوراما الوجع الفلسطيني ، في ظل الاحتلال ، حيث القمع والتنكيل بالشعب الفلسطيني: يوميات نازفة ، استمعنا إلى أكثر من جنس أدبي فيها ، من شعر ، وقصة ، وحوارات داخلية موجعة تكشف عن تفاصيل دقيقة عن المعاناة التي يعيشها الإنسان العربي داخل الأرض المحتلة ، منذ عام 1948 ، وصولاً إلى الحصار المفروض على قطاع غزة ، والاجتياح الإسرائيلي له: لغة محكمة ، وبناء فني لا يخلو من دهشة التفاصيل.

من هذه اليوميات نقرأ:

"وبعد مدّة: عبد الكريم لاجئ من الجيش ، مهندس متخصّص في قياس مساحة البناء والأرض.. كان يعمل ، مع زملائه ، في قطعة أرض خالية. استوقفته مساحة من الباطون قرّروا أن يزيلوها ، فعلوا ليكتشفوا أنّه نفق بئر تبرّع عبد الكريم بأن يدخله ، صاح من القعر بأنّه عثر على غرائب ، واصل عمله طيلة ساعات معدودات ،

أخرجَها من البئر ، واكتشفوا كلّهم أنّها هياكل بشريّة. لكنّ اكتشاف الشّابّ عبد الكريم كان أفدح وأغلى: الجمجمة الرّابعة عشرة هي جمجمة أخيه.

هي مجزرة الجيشّ الّتي أقتيد فيها أربعة عشر شابّاً ، منهم من كان ما زال يحتضرُ مًنْ طلقات الرّصاص. جاء قرار رميهم في البئر تلك ، وصبّوا الباطون على أصوات حشرجاتهم ، وأنين آلامهم."

وأختتمت القراءات الشاعرة ندى ضمرة ، التي قرأت قصيدة بعنوان "دانتيل" ، وقصائد أخرى من ديوانها ، "ضجة الفراغ". في قصائدها ثمة بوح تجاه الأشياء ، ضمن مخيلة خصبة ولغة مكثفة لا تخلو من الانزياح وبناء العلاقات اللغوية ، وفي النصوص جرأة في الطرح والقول الشعري.. قصائد ترسم الذات بلغة حداثية ، والمرأة ، لديها ، حالمة عاشقة كأنها ، كما تقول تشبهها ، هذا إلى جانب معاينتها هموم المرأة الخاصة.

من قصيدة "دانتيل" نقرأ:

"خلصة نامت ، كفراشة ، على ياسمينك ،

وأخرى ، رمتها يدك ،

تلقفتها عيناي ،

وتحنطت في سهوتي.

بدأت أرتب ما وراء عقلي

لأصير دبوساً تشكينه في شعرك."



 

التعليقات