09/10/2015 - 10:58

نحات سوري يرسم ويلات الحرب والتهجير بالحجارة

صور بدر مآسي الشعب السوري الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات، فيرسم تهجيره الجماعي من مدنه ويصور الموت والضياع مستخدما حجارة جبل صافون. وتمثل أعماله الفنية الراقية، شكلا من أشكال البقاء والمقاومة في وطن تتجاذبه أطماع أعداء الإنسانية.

نحات سوري يرسم ويلات الحرب والتهجير بالحجارة

جعل النحات السوري، نزار علي بدر، حجارة 'جبل صافون' التي تبدو عادية، لا حياة فيها ولا حكاية، قصة تروي المأساة التي يعيشها الشعب السوري، في ظل نيران الحرب التي تأكله وتهجره كل يوم.

يصور بدر مآسي الشعب السوري الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات، فيرسم تهجيره الجماعي من مدنه ويصور الموت والضياع مستخدما حجارة 'جبل صافون'. وتمثل أعماله الفنية الراقية، شكلا من أشكال البقاء والمقاومة في وطن تتجاذبه أطماع أعداء الإنسانية.

جبل صافون، المعروف باسم الجبل الأقرع، يبعد عن اللاذقية نحو ٥٠ كم وهو عرش الإله حدد، أهم آلهة سوريا القديمة، انتشرت عبادته بين شعوبها قديما من شمالها وإلى ساحلها مرورا بدمشق.

ويقول بدر، 'اخترت حجارة صافون لأنها غسلت دهورا تحت أقدام صافون. بألوانها الطبيعية وتشكيلاتها بهرتني وشكلت منها أروع الإبداعات'.

وينفرد بدر بهذا الفن المميز، الذي يجعلك تتأمل دقة المعاني في تفاصيله وتشكيلاته العميقة. ويعلق حول هذه التركيبات مشيرا إلى أسلافه الذين جاؤوا من أوغاريت، 'أنا من اكتشف حجارة صافون، وأعمالي تجاوزت عشرة آلاف عمل إبداعي غير مسبوقة عالميا'.

وأوغاريت هي مملكة قديمة في سوريا كشفت أنقاضها في تل أثري بمحافظة اللاذقية الساحلية.

ويصنع نزار بدر من الحجارة أعمالا فنية مختلفة، ويصورها ثم يعيد بعثرتها ليصنع منها أشكالا أخرى. ويضيف، 'أعمالي أنشرها بكل صدق وأمانة. هي أمانة أسلافي الأوغاريتيين، ولن يتمكن أحد في الكون من تشكيلها كما شكلتها. لأن عشقي لحجارة صافون لا حدود له'.

ويتابع، 'أعمالي أنسبها لأوغاريت. هذه المدينة التي كانت منارة البشرية. وأعطت الكون أول أبجدية'.

اقرأ أيضًا| انتظار... معرض كاريكاتور في غزة

ويقول بدر عن لوحاته التي صورت القتل والتدمير في سوريا، كما صورت الحب والعشق والأطفال: 'أجسد الصرخة، والحب والتهجير والقتل والتدمير، إنها حجارة صافون، صرخت: أوقفوا سفك الدماء، نريد أن نعيش'.

ومن أكثر الأعمال التي لاقت نجاحا هي 'التغريبة السورية'، التي انتشرت بشكل هائل خلال الفترة التي صدم فيها العالم بصورة الطفل اللاجئ السوري عيلان الكردي، الذي قذفت جثته أمواج البحر على شواطئ تركيا.

وبدر لا ينشر أعماله إلا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ولا يبيع أعماله في المعارض، ووفقا لما قال، 'أنا فقير، عاطل عن العمل، لكني غني بإبداعاتي وانتمائي لتراب سورية'. ويتابعه على الفيس بوك أكثر من 5 آلاف شخص. وتابع بدر، 'متابعي هم من يعطون عناوين لأعمالي ويؤولون معانيها'.

التعليقات