18/12/2015 - 11:52

لودفيغ فان بيتهوفن؛ "ضوء القمر" الذي لا ينطفئ

احتفل العالم يوم أمس الخميس، بذكرى ال 245، لولادة أحد أهم أيقونات الموسيقى الكلاسيكية العالمية، إنه العبقري الأصم، لودج فان بيتهوفن. ففي عام 1770 من 17 ديسمبر، أهدت مدينة بون الألمانية موسيقارها العظيم من صلب رجل هو أيضا موسيقار كبير، فقي

لودفيغ فان بيتهوفن؛ "ضوء القمر" الذي لا ينطفئ

احتفل العالم يوم أمس الخميس، بذكرى ال245، لولادة أحد أهم أيقونات الموسيقى الكلاسيكية العالمية، إنه العبقري الأصم، لودفيغ فان بيتهوفن.
ففي عام 1770 من 17 ديسمبر، أهدت مدينة بون الألمانية العالم، موسيقارها العظيم من صلب رجل هو الآخر موسيقار كبير، فقيل فيه منذ نشأته أنه 'موتسارت'  القادم. حتى صدقت النبوؤة، بل واجتازت ذاتها في مرحلة متقدمة من حياته.
وكان والد بيتهوفن هو أول من شهده يضرب بأصابعه الرقيقة على البيانو، وهو أول من علّمه الموسيقى، إلا أنه كان معلما جلفا قاسيا، حيث كان يجبره على تدريب أصابعه والوقوف أمام البيانو لساعات طوال، وهو مستغرق في البكاء.
لكن سرعان ما تبيّن لاحقا جدوى هذه القسوة، التي صقلت موهبته الفذة، وجعلت عبقريته تتجلّى وتدهش مبكرا كل من سمعه، فيطربه.
أضف إلى هذا، أن والده كان مدمنا للخمر، مما جعله معلما بهذه النفسية والعقلية الصعبة، بالرغم من كونه معلمه الأول، حيث تقول والدة بيتهوفن، أن والده كان أفضل صديق له. والتي ماتت هي، وهو في سن السابعة عشر من ربيع عمره، تاركة له مسؤولية إعالة العائلة.
وعلا بيتهوفن المسرح لأول مرة عام 1783، وهو في الثانية عشر من عمره، وذلك في حفلة موسيقية معروفة ومشهودة له بالإبداع، في مدينة كولونيا الألمانية.
ولما تبدّت عبقرية بيتهوفن أكثر، قرر الأمير ماكسيلمان فرانز في عام 1789، قرار السعد بالنسبة لبيتهوفن، حيث أرسله في بعثة تعليمية إلى فيينا، والتي كانت تعد عاصمة الجمال والموسيقى، آنذاك.
وتتلمذ في فيينا على يد أشهر الموسيقاريين من بينهم 'هايمان'، إلا أن أسباب الوصال انقطعت نتيجة خلافات وقعت بينهم. مما دفع بيتهوفن إلى التنقل بين معلمين كبار آخرين، كالنحلة تنتقل بين أزهار فيينا تنتقي شذاهم.
 وبذاك، يكرس في خلده وأصابعه موهبةً ستدهش العالم في سمفونيته الأولى، والتي نظهما لأول مرة في حفل موسيقي عام 1797 في فيينا، ليطلق في نفس العام ألبومه الموسيقي الأول.
ومن هنا، انطلق بيتهوفن إلى العالمية، وبدأت سطوته الفنية تنتشر في أرجاء المعمورة، والذي بدأ جولات موسيقية في مدن أوروبا والعالم، ليكتسب شعبية جماهيرية واسعة، جعلت الناس من مختلف الطبقات والأعمار، بمن فيهم الطبقات الأرستقراطية، التي قامت بدعمه. لاحقا.
وبدأ بيتهوفن يُصاب بصمم بسيط عام 1802، فبدأ حينها في الانسحاب من الأوساط الفنية، ومع ازدياد حالته بدأ يزحف إلى الوحدة والإنعزال ببطئ.
كان مصابًا باليأس لدرجة كادت أن تصل به إلى الانتحار حيث قال مرة، 'يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئا، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حداً لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك”
وعلى الرغم من إصابة بيتهوفن بالصمم، إلا أن هذا لم يجعله يتوقف عن ممارسة موهبته العبقرية، فقام بتأليف أكثر مؤلفاته شعبية وهي السيمفونية الخامسة والتاسعة.
 كذلك أضاف العديد من التغييرات واللمسات الفنية، وقدم الكثير من الإنتاج الفني الذي جعله بالفعل يعتبر 'عازف أجيال  المستقبل'، فقد ترك بيتهوفن ميراثًا فنيا ما زال خالدا إلى يومنا هذا، حيث تعتبر سيمفونياته أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية.
فإلى وداع لسنا نطيقه، يا لودفيغ فان بيتهوفن. 

التعليقات