29/05/2016 - 22:06

المركز العربي يفتتح مكتبة عامة للنشاطات الثقافية في بيروت

وتعدّ هذه الخطوة مغامرة في ظل الجمود الاقتصادي المحلّي، وتراجع مستويات القراءة في العالم العربي، ومبادرة جريئة في عالم الكتاب الثقافي، في ظل الشكوى من تدني مبيعات الكتب الصادرة في العالم العربي، والتشظي الجلي الذي أصاب أهل الثقافة والنخب.

المركز العربي يفتتح مكتبة عامة للنشاطات الثقافية في بيروت

افتتح 'المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات' و'الشبكة العربية للأبحاث والنشر' قاعة المكتبة الجديدة في الطبقة الأرضية من مبنى المركز العربي للأبحاث في وسط بيروت، وذلك في 26 أيار / مايو 2016.

وتعدّ هذه الخطوة مغامرة في ظل الجمود الاقتصادي المحلّي، وتراجع مستويات القراءة في العالم العربي، ومبادرة جريئة في عالم الكتاب الثقافي، في ظل الشكوى من تدني مبيعات الكتب الصادرة في العالم العربي، والتشظي الجلي الذي أصاب أهل الثقافة والنخب.

أما الميزة الأولى في افتتاح المكتبة فتكمن في الحضور الكثيف الذي شهده حفل الافتتاح، إذ حضر الحفل عشرات الكتّاب والصحافيين والمثقفين والناشرين والمهتمين، مستطلعين الحدث الجديد الذي يشمل مكتبة لعرض الكتب وبيعها، ومقهى ثقافيًا، وقاعة لعقد لقاءات وندوات ثقافية، في آن معًا.

في حين أن الميزة الثانية لهذا المرفق الثقافي، هي احتواء المكتبة الجديدة كتبًا صادرة عن دور نشر من مشرق العالم العربي ومن مغربه، وهذا قلما وفّرته مكتبة بيروتية من قبل. إذ يغطّي نشاط 'المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات' البحثي القضايا العربية المختلفة من الخليج إلى المحيط، كما أن 'الشبكة العربية للأبحاث' هي مؤسسة نشر وتوزيع في البلدان العربية كلها.

وتضمّ المكتبة مئات الكتب في حقول مختلفة كالفلسفة وعلم الاجتماع والسياسة والفلسفة السياسية، ولا تقتصر على إصدارات المركز والشبكة فقط. بل تشمل قائمة الإصدارات العربية الموجودة في المكتبة، عناوينَ من سورية ومصر والعراق والأردن وتونس والجزائر والمغرب ودول الخليج العربي، ما يجعل وظيفة المكتبة تتكامل والدور الفكري الذي يؤديه المركز في العالم العربي. فتسعى إدارة المكتبة إلى توفير إصدارات فكرية صادرة عن دور نشر عربية مختلفة، ولا سيّما الكتب النادرة التي لا توفرها مكتبات بيروت عادة، أو قلما يمكن العثور عليها في لبنان، ما يمنحها أهمية إضافية كونها تساعد الباحث والقارئ العثور على مراجع وكتب فكرية عربية أساسية في مكان واحد، خارج إطار المكتبات الجامعية المغلقة في لبنان.

تتكوّن المكتبة من طابقين، وتتيح المجال للراغبين والراغبات في الجلوس وقراءة الكتب فيها وتناول فنجان قهوة، عبر ركن صغير مخصّص لهذا الغرض. ولا بدّ أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعًا في عدد كتب المكتبة التي ستستضيف أنشطة ثقافية متنوّعة في حقول الثقافة: من حفلات لتوقيع كتب صادرة حديثَا، بما فيها الصادرة عن المركز، إلى أمسيات شعرية، أو ندوات لنقاش كتاب وغيرها من اللقاءات الثقافية.

وفي حفل تدشين المكتبة، أعلن مدير فرع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت الدكتور خالد زيادة في كلمته الافتتاحية: 'في زمن تغلق فيه المكتبات ويتراجع الإقبال على قراءة الكتب، فإن الإصرار على افتتاح هذه المكتبة هو جزء من الإصرار على إحياء الثقافة العربية. فمهما تنوعت الوسائل والوسائط والطرائق، فإن الكتاب يبقى الحاضن للفكر والمعرفة وللرواية والدراسة والبحث. ومن دون كتاب لا نهضة ولا تقدم' واختتم إنها 'مكتبة للكتاب العربي، وهي حصيلة تعاون بين المركز والشبكة'.

وأوضح مدير 'الشبكة العربية للأبحاث والنشر' الأستاذ نواف القديمي، أن الشبكة أسست في عام 2007 كشركة نشر، ثم أخذت تتسع في تأسيس فروع لها في القاهرة عام 2011، وفي تونس عام 2013، وحاليًا في بيروت تساهم في افتتاح هذه المكتبة. وهذه حال 'المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات' الموزعة أعماله بين العواصم الثلاثة، الدوحة وبيروت وتونس. وقال القديمي أيضًا: 'إننا نعمل على افتتاح فرع في اسطنبول'.

إن هذه المكتبة تجربة جديدة، لأنها مكان لقاء، وليست مجرد مكان لبيع الكتب. فهي مكان للنشاط الثقافي، مقهى ثقافي. وإذا كانت الأولى من نوعها في لبنان، فإنها واحدة من سلسلة مكتبات في القاهرة وتونس والمغرب، وقريبًا ستشهد عواصم أخرى نشاطات.

التعليقات