30/08/2016 - 17:11

جريمة جديدة بحق العربية: مرتكبوها من وزارة المعارف

أطلق أمس، الإثنين، كتاب "تعلّموا العربيّة" الصادر عن دارة المها للنشر والترجمة وجمعيّة الثقافة العربيّة، للباحث اللّغويّ المعروف وأستاذ اللسانيّات والمعجميّة العربيّة في معهد الدّوحة للدراسات العليا، وعضو المجلس العلميّ للمعجم التاريخيّ.

جريمة جديدة بحق العربية: مرتكبوها من وزارة المعارف

أطلق أمس، الإثنين، كتاب 'تعلّموا العربيّة' الصادر عن دارة المها للنشر والترجمة وجمعيّة الثقافة العربيّة، للباحث اللّغويّ المعروف وأستاذ اللسانيّات والمعجميّة العربيّة في معهد الدّوحة للدراسات العليا، وعضو المجلس العلميّ للمعجم التاريخيّ للّغة العربيّة، الدكتور إلياس عطا الله، راصدًا مواطن الإفساد اللّغويّ في كتابَي 'النبراس' و'البديع' حديثَي الإصدار والتصديق.

وعن الجريمةِ المقترفة بحقِ اللغة العربيّة وقيمتها، كتبت مديرة الدارة، مها سليمان، عن الجهد الكبير الذي قام به عطا الله بالعمل مع جمعية الثقافة على إصدار هذا المؤلّف القيم، الذي يكشف الإفساد اللغوي والنحوي في الكتاب المذكور، والذي ساهمت الوزارة في إصداره.

وجاء في كلمة سليمان عن عمل عطا الله وجمعية الثقافة: 'عشِق اللغة العربية وتضلّع من علومها، واختار أن يحمل رسالة صونها فصيحة وعاميّة وفي باله لغتنا وأطفالنا الذين لا يفارقون هاجسه وهمّه، ورغبته الصادقة في أن يراهم يرضعون العربيّة، موسيقا وعافية، لا شوهاء عجفاء ملحونة، كما يكرّر دائمًا'.

بينما يرى عطا اللّه أنّ الخطر يتهدّد العربيّة من أهلها، قبل أعدائها، لذلك، عُنِي بمراجعة الكتب التدريسيّة التي يدرس فيها أطفالنا، ويرضعون من خلالها لغة مشوهّة، تؤسِس لهويّة الضياع وعدم الانتماء.

بينما لخّص المدير العّام لجمعيّة الثقافة العربيّة، إياد برغوثي، نِتاج العمل الذي قامَت به الجمعية وساهم عطا الله منذ أعوام لكشف الأخطاء والتشويه اللغويّ في كتب المناهج التي تفرضها إسرائيل على المدارس العربيّة، وقد أطلقت الجمعية حينها على أولى مراحل المشروع اسم 'تعلّموا العربيّة وعلموها الناس'. ولم تكتفِ الجمعية خلال مراحل المشروع بالكشف عن آلاف الأخطاء في الكتب، بل نجحت في تغيير الواقع اللّغوي من خلال الضغط على الوزارة لفرض مرجعيّة علميّة تضع معايير واضحة لتصديق الكتب التي يدرس فيها آلاف الأطفال من أبنائنا وبناتنا.

وكشف عطا الله أخطاء فاحشة في الكتاب الصادر عن الوزارة، قائلًا: 'أحترم المعايير وكان ذلك بعيد الفضيحة التي أجريناها في عام 2011 على ما أذكر، ووعوا بأنهم سيغيرون المناهج وسيغيرون الكتب وتغيرت المناهج وصدرت عام 2013 على ما أذكر وشكلت لجنة للمعايير ووضعت معايير لا بأس بها، جيدة، خرقتها الوزارة جميعًا. ما كتبته هنا أتحمل مسؤوليته لا يجرؤ على اختراق الوزارةِ إلا الوزارة، ومن هنا جاء اسم أحمد الصيفي، هذا الاسم النكرة، الذي لا نعرف عنه شيئًا هو واحدٌ من العاملين في الوزارة له كلمةٌ لا تُرد أو فوقه كلمةٌ لا تُرّد'.

مضيفًا 'أن يتعلم الطفل/ أو الطالبُ في كتاب هذا يتطلّبُ خطواتٍ كثيرة على الأقل أن يُكتب اسم كاتب يعرفه الناس وإن لم يعرفوه يبحثون عنه، في وسائل المعرفة، في غوغل وأن تكون هنالك مراجِعُ للكتاب ومدقّقٌ لغوي ومراجع نفسي وأشياء خاضعة للأسئلة، هذا الكتابُ الذي يُعرف باسم البديع، وهو للصف الحادي عشر هو سلسلة، وأنا أتحدث فقط عن الصف الحادي عشر، لم يُكتب عليه شيء سوى الاسم النكرةِ هذا، أحمد الصيفي، مَن هو؟ ربكم يعلمُ! أنا شخصيًا، كما كتبت، لا أشتغلُ في المنتِجِ أشتغِلُ في المُنتَجْ، والمُنتجُ سمٌ يتجرعه أبناؤنا في المدارس'.

وأردف 'ما أبقوْا، هو أو المسؤولون عنه، لا أعرف إن كان هو أو هي للحقيقة. ما أبقوْا خطأً أو موبئة في العلوم العربية إلا وجرعوها أطفالنا، لا أعرف ماذا أقول ومِن أين أبدأ في أيِ علمٍ من علوم اللغةِ العربية، أنا تناولتُ الكتابيْن منفصليْن، الكتاب الأول الذي هو البديع السنة الدراسية – تبدأ في الأول من شهر أيلول، كتاب البديع فيه نصٌ مؤرّخٌ في الثلاثين من آب، كتابُ البديع فيه نصان، واحد في 20/8/2014، والثاني في 30/8، والكتاب يجب أن يتعلّم به الطلبة، بلغة وزارة المعارف، صادقت الوزارة على الكتاب في 16/9، في نصٍ في 30/8 والكتاب مصادَق عليه وموزّع في 16/9، ماذا يعني هذا؟ متى روجِع هذا الكتاب؟ الكتاب الثاني لأنني في المراجعة والتدقيق، كان نقيًا من هذه الناحية، هناك اسمٌ معروف لصاحبة الكتاب، وهو كتاب 'النبراس' وإذا كنت تبحث ستعرّف مَن التي أعدّت هذا الكتاب، لا يوجد تأليف هناك 'إعداد'، أي جمع فقط. إذًا وهنالك اسمٌ لمن دّق لغويًا، مدلقطٌ، مبدوء بالدال. واسمٌ أيضًا لمراجِع. كتابٌ وِفق المعايير، كُلُ شيءٍ صحيح. ظهر بعد مراجعة الكتاب أنّ هذا أيضًا كذبةٌ كبرى، لم يُراجَع الكتاب، لأنني أشكُ في أن تكون هنالك مراجعة بهذا الكم من الأخطاء، لا يُمكن. لا يمكن أن يكون هنالك تدقيق أو مراجعة'.

وأضاف 'الآن – إن أخذنا مثلًا كُنّا في السابق في حربٍ معهم حول التمييز بين همزتي القطع والوصل، كانوا يضعون القَطعةَ على كُلِ همزةِ وصل، 'الكتاب' بهمزة فوق الألف. هكذا. 'الانتباه'، همزّة تحت الألف. فرّدوا علينا، وألغوها. التفوا – ماذا فعلوا؟ ما كتبوا القطعاتِ بعد ذلك، اكتفوْا بأن وضعوا حركةً تحت الألِف أو فوق الألِف، حتى يقطعها الطالِب، الامتحان أنتِ وأنتَ ما لفظ أحدٌ مِنا الألف بعد اللام، لا، هناك كسرة تحت الألف، يعني أنّ الطالب سيعود إلى 'الامتحان'، 'الانتباه'، كسرة تحت الألف. وبهذا الشكل. يعني ما صححوا شيئًا، مارسوا الخطأ بأسلوبٍ آخر'.

وانتهى إلى القول 'يكتبون في البديع مثلًا، أقتبس جملًا سريعة ومن وحدات مختلفة، 'بعضِ الأفرادِ' – أنا أقتبس الآن، السكون بادٍ على الواو، لماذا طبعوا السكون على الواو لا أعرِف. بعضِ الأفرادِ أو الفنانين (ص7) في كتاب أو مع سكون لا أعرف لماذا يجب أن تُكسر الواو، لمنع التقاء الساكنين كما يعلمون الأطفال. والبرامج لماذا هي بالفتحة وحقُها أن تُكسر، لا أعرِف، حقُها أن تُجّرْ. أو الفنانين أو البرامجِ – هذا الذي أعرفه. هل هذا الكتاب رُوجِع؟! ويعتبرونها (وسيلةَ تواصُلٍ مُهمةٍ) – مهمةٍ هي مهمةً، تعود على الوسيلة. (التواصل) مما سيجعلُ في 'رؤيتَهم' يكتبون أخوات إنّ لم أفهم إنّ اخت إنّ.. إنّ– فليكتبوا الأحرف المشبّهة بالفعل'.

وعقّب الكاتب والصحافي سليم سلامة على الدراسة التي قام بها عطا الله، قائلاً: 'أعرف أنّ هناك أخطاءً عديدة في أعوامٍ سابقة صدرت عن الوزارة وتمّ تدريس المناهج التي شملت الأخطاء، لكنني متفاجئ جدًا بالكمية الهائلة للأخطاء التي تمّ الكشف عنها من قبل جمعية الثقافة العربية، وهو أمرٌ في غاية الخطورة'.

اقرأ/ي أيضًا | د. الياس عطا الله يؤكد استمرار الأخطاء اللغوية بالكتب التدريسية

بينما علّقت عطاف عوض على الشرح المستفيض، قائلةً: 'أقدِّر جدًا عمل د. إلياس عطا الله، وقد كنتُ تدربتُ قبل فترةٍ في دورةٍ لغويّة، وكنتُ سعيدة جدًا بأن أعرفه عن قرب وقد حببني جدًا باللغة العربية، واليوم يُكشف النقاب عن جريمة أخرى، يرتكبها أشخاص من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن أبناء شعبنا، وهي محاولة لسلخنا عن واقعنا وتشويه لغتنا وتراثنا وتاريخنا، وعلى هذا الأمر، يجب العمل بجديّة لتعزيز قيمة اللغة لدى صغارنا وكبارنا'.

التعليقات