22/09/2016 - 22:22

مصر: مسرحية تستقطب الجمهور الأصم والأبكم

لأول مرة، تسلط مسرحية في مصر الضوء على ممثلين من الصم وضعاف السمع، ووسيلتهم التي يستخدمونها للتواصل، ألا وهي لغة الإشارة.

مصر: مسرحية تستقطب الجمهور الأصم والأبكم

طاقم الممثلين

لأول مرة، تسلط مسرحية في مصر الضوء على ممثلين من الصم وضعاف السمع، ووسيلتهم التي يستخدمونها للتواصل، ألا وهي لغة الإشارة.

وتعرض هذه المسرحية الأولى من نوعها حاليًا في مسرح الطليعة بالقرب من وسط القاهرة، وتضم مجموعة من الممثلين هم سبعة من ضعاف السمع وخمسة أصحاء.

وهذه هي المرة الأولى التي يشترك فيها ممثلون من ضعاف السمع ومع آخرين من الأصحاء على نفس خشبة المسرح أمام جمهور مختلط.

وقال المخرج محمد علام إن هذه الفكرة جاءته بعد أن علم أن في مصر نحو 5 ملايين شخص من ضعاف السمع.

وأوضح علام: "ببساطة أنا كنت مرة ماشي في شارع ولاقيت حد واقف بيتكلم عبر فيديو الهاتف بالإنجليزية، فالموضوع ده أثار انتباهي جدًا ففضلت واقف قدامه كتير.. فلاقيته بيتكلم إشارة غريبة جدًا.. فاكتشفت إن ديه لغة فعليًا وعرفت إنهم لهم لغة معينة بيستخدمها بالايد عشان هم مبيعرفوش ولا ينطقوا ولا يسمعوا؛ فبدأت أعمل بحث على النت، فلقيت إنهم عددهم في مصر 5 مليون بني آدم.. ده المقيدين فقط، يعني فيه ناس في العشوائيات والحاجات ديه ممكن يعملو بتاع 600 ألف كمان، وده رقم مهول."

وواجه علام في بداية الأمر صعوبة تتعلق بمساعدة الممثلين على التواصل مع بعضهم البعض، الأمر الذي دفعه إلى بدء ورشة عمل تدريبية لتعليم الممثلين كيفية التواصل.

وأوضح: "اكتشفت بعد ما عرضنا إنه في مئات من الممثلين الصم موجودين في الاسكندرية والشرقية وهنا في مصر كتير جدًا، فقررنا إن احنا نعمل ورشة كبيرة جدًا ونضم فيها ممثلين أكتر. بعد التلات أسابيع كنا بدأنا نلقط شوية حاجات و شوية حروف وكده.. بالذات ألفاظ للمسرحية ديه اللي كنت بستخدمها كتير.. أقف لي هنا.. اعملي هنا أداء.. لأ اتعصب، لأ ركز شوية في تركيزك وحلمك، فابتدأ يكون في تناغم ما بيني وما بينهم عجبني يعني.. أنا عن نفسي حبيت لغة الإشارة."

وفي هذه المسرحية يقدم الممثلون عشرة مشاهد كوميدية ودرامية تسلط الضوء على المشاكل التي يواجهها الصم وضعاف السمع في مصر.

وتستخدم المسرحية لغة الإشارة والسرد الصوتي على حد سواء.

ويقوم الممثلون الذين يتحدثون بعمل إشارات أو التحدث بالإشارة في نفس الوقت الذي يتكلمون فيه، وهناك شخص يقوم بالسرد لضعاف السمع دون أن يظهر على المسرح ليوضح ما يقولونه، وكذلك ما يشيرون إليه مما يساعد الجمهور المختلط على الفهم بشكل كامل.

وقال الممثل الرئيسي، بطل المسرحية، سيف سراج، إنه يجب أن تكون مصر مكانًا أسهل لضعاف السمع، بما في ذلك المرافق الحكومية وأماكن الترفيه.

وكانت أول حفلة تمثيلية لسراج تتألف بالكامل من مجموعة من الممثلين الصم، وفشلت بسبب المشاكل المتعلقة بالتواصل، لكنه يعتقد الآن أن سر النجاح هو أن يكون الفريق مختلطًا.

ويقول سيف سراج: "العرض هنا، عرض العطر مبسوط فيه جدًا لأن معه متكلمين. 7 صم و 5 متكلمين.. مبسوط جدًا جدًا بيه.. لأن الناس اتعلمت إشارة.. في الأول كانوا الناس برضه مش حاسين بينا، ومش عارفين يتعاملوا معانا، ودلوقتي بيندموا إن احنا متعملناش مع بعض من زمان، بيندموا إن احنا ما اشتغلناش مع بعض من زمان. أنا أرجو من كل الناس متسمعش كلمة صم فهو إحنا أقل؛ لأ، يروح يتعلم إشارة.. ييجي يتفرج على العرض ده.. يتعرف يشوف الصم إيه أخبارهم.. يعرف العالم بتاعنا إيه.. نفسي كل الناس تيجي تتفرج على ده، ونفسي نفسي يحصل فيلم، يحصل مسلسل."

وقرر المسرح والمخرجون أن تكون مشاهدة المسرحية بالمجان لعرض موهبة الممثلين الصم؛ لكن الكثيرين من الجمهور وأعضاء الفريق قالوا إن محتوى المسرحية هو ما ساعد في إنجاحها، وليس الدخول المجاني.

إقرأ/ي أيضًا| شعب وراء الأرقام: معرض الأونروا في رام الله

ولا توجد إحصاءات رسمية فيما يتعلق بعدد الاشخاص الذين يعانون من إعاقات سمعية في مصر، بينما تتراوح التقديرات ما بين أربعة ملايين و13 مليون شخص.

التعليقات