20/08/2018 - 12:29

الأردن: مهرجان "مسرح الطفل العربي" يحكي الواقع بحجب الجائزة

ويأتي هذا المهرجان مذكّرًا بمجال "مسرح الطفل" في العالم العربي، الذي ظلّ مهملًا ومحصورًا في المدارس حتّى ستينات القرن الماضي، وليست حاله اليوم أفضل.

الأردن: مهرجان

من المهرجان (تويتر)

أقيم مساء أمس، الأحد، حفل اختتام لمهرجان مسرح الطفل الأردني، في المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمّان، لينال فيها عرض "ريحانة" الجائزة الفضية، وينال عرضا "جزيرة الحياة" و"حصة رسم" الجائزة البرونزية مناصفةً، في الوقت الذي حجبت في اللجنة الجائزة الذهبية لأفضل عرض مسرحي للطفل.

وقالت لجنة التحكيم برئاسة الناقد المسرحي والأستاذ الجامعي عدنان المشاقبة في قرارها إن "أغلب العروض حاولت توفير الاستعراضات الجماعية والموسيقى والأغاني كوسيلة ارتقاء جمالي للعرض، وإشاعة روح الفرح لدى المشاهدين".

وأكّدت اللجنة أنه رغم صعوبة العمل مع مجموعات الأطفال، إلا أن هناك عروضًا استطاع القائمون عليها خلق روح جماعية توحد الأطفال وتجعلهم متناسقي الحركة والأفعال، ولكنّها بالمقابل أشارت إلى "غياب العروض ذات الطابع التفاعلي التي تشرك الطفل المشاهد في التفكير وصناعة الحدث المسرحي".

ويأتي هذا المهرجان مذكّرًا بمجال "مسرح الطفل" في العالم العربي، الذي ظلّ مهملًا ومحصورًا في المدارس حتّى ستينات القرن الماضي، حين انتبهت وزارات الثقافة والتعليم إلى أهميّة تبنّيه لكونه جزءًا أساسيًّا في نموّ الطفل وتطوّره، ليقام أوّل مهرجان لمسرح العرائس في الرباط عام 1964، وهو الأول على صعيد العالم العربي، ثمّ تؤسس بعده بسبع سنوات تقريبًا أولى الفرق الرسمية لمسرح الطفل في مصر.

وليست حال مسرح الطفل في السنوات الأخيرة أفضل كثيرًا عن ذي قبل، إذ أنّ معظم العاملين فيه هجروه، نظرًا لشحّ الموارد والاستثمارات فيه، من قبل المسارح العربية الحكومية التي يبدو وكأنها تنظر بدونية لمسرح الطفل، عدا عن الشهرة التي يوفّرها مسرح الأطفال للمثلين فيه، وهي غالبًا ما يبحثون عنه.

وأدّى هذا الأمر إلى انتشار الفرق الاستعراضية التي تعتبر أنّ جعل موضوعٍ ما "مسرحًا للطفل" يستلزم الحديث بلغةٍ ركيكةٍ أو دون مضامين مدروسة، مستخفّةً بعقل الطفل ومنتجةً بعروضها عقولًا أكثر هشاشةً.

وهو ما سجّلته اللجنة ضمن ملاحظاتها النقدية، فقالت إنّ بعض العروض لجأت "لأسلوب المبالغة في التمثيل"، مشيرةً إلى بعض الاختيارات غير الموفقة لبعض الممثلين، كما ذكرت أنّ بعض العروض كانت عاجزةً "عن إيجاد الحلول الفنية المناسبة لنقل رسالة العرض بصورة إبداعية خلاقة".

وفي ختام الحفل، وجّهت اللجنة توصياتها مشدّدةً على ضرورة تحديد الفئات العمرية التي يستهدفها كلّ عرض، من خلال ذكرها في كتيّب المهرجان أو بالتنويه عنها قبل بدء العرض.

كذلك رأت اللجنة أنّ من المهمّ التركيز على الأغنيات والموسيقى في العروض، بحيث يصل العرض المسرحي إلى صناعة للحدث من خلال الأغنية، لا جعلها "فاصلًا" غنائيًّا.

وشملت التوصيات أيضا "انفتاح المهرجان على الوطن العربي ونقله من حالة الخصوصية المحلية إلى العمومية والعربية، واستقطاب عروض عربية متميزة في مجال مسرح الطفل"، معتبرةً أنّه حاجة ومطلب حقيقيّ للطفل العربي.

 

التعليقات