08/11/2021 - 23:05

حيفا: عرض فنيّ صامت دعما للأسرى المضربين عن الطعام

نظمت مجموعة شباية فنيّة باسم "تعاونية مد"، والتي تضمّ عددا من الفنانين والفنانات من الجيل الشاب من مختلف المدن والبلدات في مناطق 48، الإثنين، عرضا فنيا صامتا في حيفا، دعما للأسرى المضربين عن الطعام.

حيفا: عرض فنيّ صامت دعما للأسرى المضربين عن الطعام

خلال العرض الصامت ("عرب 48")

نظمت مجموعة شباية فنيّة باسم "تعاونية مد"، والتي تضمّ عددا من الفنانين والفنانات من الجيل الشاب من مختلف المدن والبلدات في مناطق 48، الإثنين، عرضا فنيا صامتا في حيفا، دعما للأسرى المضربين عن الطعام.

والأسرى المضربون عن الطعام هم: مقداد قواسمة، وكايد الفسفوس، وعلاء الأعرج، وهشام أبو هواش، ولؤي أشقر، وإياد الهريمي، وراتب حريبات.

وشارك في العرض الفنيّ كل من: سلمى مصطفى، وربى ديب، ونزار غنادرة، وإيمان علي، وعز عودة، وحنين عابد.

وتخلّل العرض تمثيلا يشير إلى حالة الأسرى المضربين عن الطعام، إذ قيّد المشاركون أيديهم، وارتدوا لباسا أسود اللون، وحملوا لافتات كُتبت عليها أسماء الأسرى المضربين عن الطعام باللغتين الإنجليزية والعربية، مع شرح عن قضية إضرابهم عن الطعام.

وذكر عضو المجموعة عز عودة أن " العرض الصامت للأسرى المضربين عن الطعام، يهدف لرفع الوعي تجاه الأسرى القابعين في سجون الاحتلال والمضربين عن الطعام منذ مئة يوم، وهدفنا إيصال صوت الأسرى ومساندتهم والوقوف معهم، فنحن مجموعة من الفنانين والفنانات الذين نسعى لتنظيم أنفسنا في جسم واحد، وما دعانا للتعاضد مع بعضنا البعض في هذه الفترة، هي الأحداث الأخيرة المتمثلة بقمع الأسرى وتعذيبهم واضطهادهم، مما دعاهم إلى الإضراب عن الطعام كوسيلة وحيدة لإيصال أصواتهم من زنازين الاحتلال الصماء، ووقفتنا الاحتجاجية اليوم من خلال الفن تأتي لإيصال صوت الأسرى قبل أن يفقد أحدهم حياته".

وأضاف عودة: "رأينا في الآونة الأخيرة مدى تأثير الرأي العام العالمي على خدمة القضية الفلسطينية، ومن هنا رأينا ضرورة استخدام اللغة الإنجليزية كلغة عالمية، إلى جانب اللغة العربية ولغة الصمت للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في أرجاء العالم، ونحن نقوم بتواصل إنساني يومي لنشر الوعي في ما يخص قضية الأسرى التي تشكل حيزا كبيرا من قضايانا الوطنية الفلسطينية".

بدورها، أوضحت سلمى مصطفى المبادِرة لفكرة العرض أنها تسعى ضمن مجموعة " تعاونية مد" لإعادة قضية الأسرى إلى الواجهة، وقالت: "نرفض أن تكون قضية فلسطين والأسرى مؤقتة في عناوين الإعلام، وقد شعرنا بأنه لا توجد منصة ودعم كاف للنضال الأسطوري الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال، ولم تكن هناك منصات للتضامن مع أسرانا، فلجأنا للفن وهو مشترك بيني وبين جميع الشبان والصبايا في حيفا وقد اخترنا مكانا إستراتيجيا للعرض حتى نصل إلى أكبر عدد من الأشخاص".

وأضافت مصطفى أن "إرادة الأسرى وصبرهم لنيل حريتهم هو الشغف والوقود الذي يقودهم لمواصلة إضرابهم عن الطعام... نريد اهتماما أوسع بقضية الأسرى".

من جانبها، قالت ربى ديب: "قمنا بهذه المبادرة تضامنا مع أسرانا الستة القابعين في سجون الاحتلال والمضربين عن الطعام منذ مئة يوم، بسبب أسرهم غير القانوني والذي لا يستند إلى لائحة اتهام واضحة وبدون محاكمات".

وأضافت ديب: "نحن كفناني حيفا لم نجد وسيلة أمامنا سوى استخدام هذه الطريقة للتعبير عن آرائنا، كما يعبر الأسرى عن معاناتهم ببطونهم الخاوية، لأن كلامهم لا يصل، وإن وصل فلا جدوى منه أمام آلة القمع التي يستخدمها الاحتلال لإسكات صوت الحق. لقد ارتأينا أن المشاركة الفنية كوقفة احتجاجية أكثر تعبيرا وقوة في إيصال الصوت، وكلنا أمل أن يصغي الناس إلينا، وأن يطّلعوا على قضية هؤلاء الأسرى الأبطال".

خلال العرض الصامت ("عرب 48")

وتابعت ديب: "لقد قمنا بتقييد أنفسنا لفترة بسيطة وشعرنا بالألم، فكيف بأولئك الأسرى الذين يموتون جوعا وهم مقيدون لفترات طويلة. نحن لا نستطيع أن نكمل يومنا بدون غذاء، وهم يتضورون جوعا في سبيل نيل حريتهم. وما نقوم به اليوم هو أقل ما يمكننا فعله لإيصال صوت الأسرى لكافة فئات المجتمع، والقضية هي قضية إنسانية في المقام الأول، قبل أن تكون قضية سياسية".

وقال نزار غنادرة من الرامة إن كل شخص بإمكانه "دعم القضايا الإنسانية من موقعه"، مضيفا: "نحن كفنانين نقوم بإيصال أصواتنا بطرقنا الخاصة ونعترض بصمت لإيصال آلام الأسرى الذي لا يصل بطبيعة الحال إلى العالم، مالم نساهم في إيصاله، ومن هنا قمنا بعروض فنية بسيطة في وسط الشارع، لنقل قضية وهموم الأسرى القابعين في سجون الاحتلال. أنا كإنسان أولا ومن ثم كفنان، سلاحي الوحيد هو الفن لمواجهة الظلم، بل إني ألوذ بالفن لمواجهة المعاناة المتأتية من أقبية الاحتلال وسجونه المظلمة، وهذا ديدن كل فناني فلسطين، فالثقافة والفن هي سلاح قوي لمواجهة الظلم وإيصال صوت المظلومين".

وأضاف: "لقد جمعنا في العرض عدة وسائل، منظر الأسرى مع الطعام الذي يمتنعون عن تناوله، مع المعلومات عن الأسرى، لجذب الانتباه، والحصول على الدعم لقضيتنا، فحتى من لم يكن مهتما أو على دراية بالقضية فسيجد نفسه بعد انتهاء العرض منضما لنا في وقفتنا، داعما هذه الوقفة الاحتجاجية".

وقالت إيمان علي: "لك أن تتصور مدى الألم الذي يعيشه الأسير الفلسطيني وهو يعاني لأيام وشهور وسنين من القيود التي ترهق معصميه وتدميانهما، وليس هذا وحسب بل هو أيضا خاوي البطن، لقد كنت في العرض جاثية على ركبتي مقيدة إلى الخلف، وشعرت بقساوة هذا الأمر، مما زاد تعاطفي وألمي لحال الأسرى ممن يبقون على هذه الحال لفترات طويلة".

وأضافت: "نحن كفنانين لم نتكلم، فوقفتنا صامتة، لكن المصوريْن هما من كانا يشرحان للمارة من مواطنين وسياح ماهية هذه الوقفة الاحتجاجية. نحن هنا نقوم بإيصال رسالة الأسرى العاجزين عن إيصالها من معتقلاتهم، ولا يملكون وسيلة لإيصالها إلا عن طريق الإضراب عن الطعام".

التعليقات