29/01/2023 - 22:38

المنتدى السنويّ لفلسطين: جوانب تاريخيّة وصقل للهويّة حفاظا على الذاكرة الجماعيّة

ناقش المتحدثون في جلسات اليوم الثاني من المنتدى، الذاكرة الجماعية الفلسطينية من فصول النكبة إلى واقع ومشاهد مخيمات اللجوء والحياة بالشتات، مع التطرق إلى تضامن الشعوب الغربية مع الفلسطينيين، واستعراض الواقع والتغيرات والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.

المنتدى السنويّ لفلسطين: جوانب تاريخيّة وصقل للهويّة حفاظا على الذاكرة الجماعيّة

جانب من أعمال اليوم الثاني للمنتدى ("عرب 48")

سلّطت جلسات وورشات أعمال المنتدى السنوي لفلسطين المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، بمبادرة من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، الضوء على تاريخ فلسطين والهوية الوطنية والحياة الثقافية والاجتماعية للفلسطينيين ما قبل النكبة وبعدها، وذلك للحفاظ على الذاكرة الجماعية، واستعراض محطات التنمية في فلسطين كرافعة للنضال لمواجهة العنف الاستعماري، وخوض معركة صراع الديموغرافيا مع المشروع الاستعماري الاستيطاني.

وناقش المتحدثون في جلسات اليوم الثاني من المنتدى، الذاكرة الجماعية الفلسطينية من فصول النكبة إلى واقع ومشاهد مخيمات اللجوء والحياة بالشتات، مع التطرق إلى تضامن الشعوب الغربية مع الفلسطينيين، واستعراض الواقع والتغيرات والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية؛ كما تزامن المنتدى، مع أعمال ندوة "الكتابة التاريخية في فلسطين" التي تنظمها دورية "أسطورة" للدراسات التاريخية.

وأطلق المنتدى في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، موقع "ذاكرة فلسطين"، والذي يؤرخ على وجه الخصوص تاريخ القدس، ويعتبر الموقع الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، فيما تناولت ورشات العمل التي رافقت إطلاق الموقع، الصراع على تاريخ فلسطين، والأرشيف الفلسطيني، والرواية والأرشيف المضاد للمشروع الصهيوني في فلسطين.

جانب من أعمال اليوم الثاني للمنتدى ("عرب 48")

وناقشت آية راندال موضوع "في سوسيولوجيا الهوية الفلسطينية"، في الجلسة التي أدارتها وتناولت موضوع صمود عابر للمناطق الذي استعرضه رامي رميلة في محاضرته التي تمحورت حول ردود اللاجئين على أنظمة القمع المتعددة في مخيم برج البراجنة، بينما تحدثت نور بدر في مداخلتها عن سوسيولوجيا مكانية وزمانية الهوية المخيماتية، إذ سلط الضوء على مخيم الوحدات - عمان الجديد نموذجا.

وتحدث كل من أحمد مأمون وزهراء شبانه عن الاستعمار الاستيطاني ووالدة السجناء الجدد، من خلال استعراض الهجرة من قطاع غزة بين الأعوام 2007 إلى 2022.

أما إليزابيث مارتني فقد تطرقت في محاضرتها التي كانت بعنوان: "بين الأنقاض والبقايا"، إلى التجديد الديني بين المسيحيين في الضفة الغربية.

("عرب 48")

وفي جلسة "خطاب التنمية في فلسطين والعنف الاستعماري"، التي ترأسها طارق دعنا، أكد حسن أيوب وعليان صوافطة في ورقتهما المشتركة، أنّ الاستعمار الاستيطاني، من خلال منظومات السيطرة الخاصة به، عمل على خلق بُنى اقتصادية غير تنموية في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1976، بينما أوضح أشرف بدر في ورقته، أنّ اعتبار السلطة الفلسطينية نيوليبرالية يتضمن مغالطة منطقية؛ من حيث ربط المقدمات بالنتائج، ومن حيث أن وصمها بالنيوليبرالية يتناقض مع دورها الوظيفي.

وتحت عنوان "بناء خطاب مضاد للهيمنة في التنمية الاقتصادية وتحليل نقدي للسلطة الفلسطينية"، أكد عبد الرحمن مراد أنّ الخطاب المضاد للهيمنة بُنيَ لزعزعة احتمال تطبيق السياسات والممارسات النيوليبرالية غير السياسية في بيئة سياسية معاكسة، وبناء هوية وطنية تتطلب تكامل الاعتماد على الذات وتقرير المصير في الوعي الفلسطيني.

أمّا مارتا باريجي، استعرضت في مداخلتها تأثير العنف البنيوي المتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية في الأمن الغذائي الفلسطيني، وبينت كيف أن العنف البنيوي الاستعماري المتعلق بالمستوطنات، يعرقل تحصُّل الفلسطينيين على أنظمة غذائية صحية ومتنوعة.

("عرب 48")

وناقشت الجلسة التي أتت تحت عنوان "فلسطين: جوانب تاريخية"، والتي سيّرها عصم نصار، المحطات التاريخية التي مرت بها فلسطين. واستعرض الدكتور عادل مناع في مداخلته نموذجا لتحولات الهوية الجمعية من العثمانية إلى الجامعة العربية من خلال تسليط الضوء على سيرة أحمد حلمي باشا عبد الباقي (1882-1963) ومسيرته.

ومن خلال الاعتماد على الإعلانات الثقافية التي نشرت في صحيفتَي "الكرمل" التي كانت تصدر في حيفا و"فلسطين" التي كانت تصدر في يافا، رصد الدكتور جوني منصور في مداخلته ملامح المشهد الثقافي الفلسطيني، خلال فترة الانتداب البريطاني بين الأعوام 1918 حتى النكبة بالعام 1948، وخصوصا في المدن المركزية: يافا والقدس وحيفا في فترة الانتداب البريطاني، بينما قدم علي أسعد في ورقته لمحة تاريخية عن إقامة المعارض الفلسطينية في القرن العشرين، بوصفها ممارسةً اجتماعية هدفت إلى تحفيز المجتمع في أعقاب النكبة، وبوصفها شكلا من أشكال المقاومة السياسية داخل شبكات التضامن المناهضة للإمبريالية في العالم الثالث.

وفي الجلسة التي ترأسها أيهب سعد، والتس أتت بعنوان "في الاقتصاد الفلسطيني"، أوضح رجا الخالدي وإسلام ربيع في ورقة مشتركة أن العلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر لم تبلغ حد التكامل والتنسيق أو اقتسام الأدوار، وأن هذه العلاقات لا تزال -على اختلاف أشكالها وأنماطها- رهينةً للسياسات الإسرائيلية، والحالة الأمنية، والمنفعة الاقتصادية.

("عرب 48")

واستعرض رابح مرار ورند جبريل في ورقتهما سبل النهوض بقطاع الشركات الناشئة في فلسطين، وآثاره المحتملة في المالية العامة، بينما ناقش الدكتور سامي محاجنة وعرين هواري، من خلال ورقتهما، ديناميات العلاقات التجارية بين الفلسطينيين من أراضي الـ48 ومن جنين، في محاولة لفهم الأثر الذي يتركه التفاعل التجاري اليومي في هوية المجتمع الفلسطيني، وفي نسيجه الاجتماعي ووحدته السياسية.

وناقشت جلسة "في الديموغرافيا الفلسطينية"، والتي ترأسها مجدي المالكي، الورقة البحثية المشتركة التي قدمها يوسف كرباج وحلا نوفل، وذلك من خلال إلقاء نظرة عامة على السكان الفلسطينيين في العالم، وذكرا أن عددهم يصل اليوم إلى 15 مليون نسمة، وأنهم منتشرون في كل أصقاع الأرض. بينما تطرق محمد دريدي في ورقته إلى الواقع الديمغرافي للسكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وتوقعاته المستقبلية.

أما بشأن الحالة الديمغرافية في القدس، أوضح ثائر هستنجس خلال مداخلته حول أزمة التوازن الديمغرافي والأغلبية في القدس، أنه رغم عدم نجاح إسرائيل في تهدئة "الأزمة الديمغرافية" المتعلقة بتراجع الأغلبية اليهودية في القدس، فإنها نقلت الأزمة إلى الفضاءات الحميمية في منازل سكان المدينة الفلسطينيين، وحياتهم اليومية.

("عرب 48")

وعن "جوانب من الذاكرة الفلسطينية: من النكبة إلى المخيمات"، أدار هاني عواد، الجلسة التي ناقشت ثلاث أوراق، إذ بحثت آزادي سوبو، في الورقة الأولى، الانتهاكات المنهجية والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في أعقاب تدمير مخيم نهر البارد في عام 2007، مستخدمة إبادة المدن أداة نظرية ومنهجية للتحقيق على نحوٍ سياقي في مختلف الروايات التي تصور ذكريات المخيم ما بعد الحرب، ودينامية المواجهة الفردية والجماعية لانتهاكات الماضي.

أما رهام عمرو، فقد رصدت في ورقتها البحثية، شعور الفلسطيني تجاه صدمة لحظة الانسلاخ عن أرضه، وذلك من خلال قراءة مذكرات المثقف الفلسطيني والشهادات الشخصية للفلاح الفلسطيني أي بينما استعرضت، رولا سرحان كيف أنه جرى توظيف ذاكرة الهزيمة عربيا، وتحديدا هزيمة 1967، في إنتاج متخيلات اجتماعية وسياسية، سواء على الصعيد العربي عموما، أو على الصعيد الفلسطيني على وجه الخصوص.

ونظم المنتدى في نهاية اليوم الثاني ورشتي عمل، ترأس ورشة العمل الأولى خليل جهشان، وقدم فيها أسامة أبو ارشيد، وأحمد أبو زنيد، وماليا بوعطية، وماجد أبو سلامة، أفكارهم حول واقع التضامن مع فلسطين في السياق الغربي، وتغيراته والتحديات أمامه، متطرقين إلى تحولات الخطاب المتعلق بالقضية الفلسطينية إيجابيا في الولايات المتحدة وأوروبا، في مقابل سعي الأحزاب والمؤسسات الداعمة لإسرائيل إلى وسم أي نشاط داعمٍ لفلسطين ومُنتقدٍ لإسرائيل وسياستها الاستعمارية بأنه "معاد للسامية".

("عرب 48")

وشهدت ورشة العمل الثانية إطلاق ثلاثة مواقع إلكترونية تفاعلية حول القضية الفلسطينية. أطلق بلال شلش، الباحث في مشروع توثيق القضية الفلسطينية في المركز العربي، موقع "ذاكرة فلسطين" في مرحلته الأولى، أما مدير عام مؤسسة الدراسات الفلسطينية، خالد فراج فقد أطلق موقع "الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية"، وهو مشروع رقمي أعدته مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالاشتراك مع المتحف الفلسطيني، وقدمت كيت روحانا عرضا عن موقع "القدس: القصة كاملة"، الذي أطلقه المركز العربي في شهر حزيران/ يونيو 2022. وهو موقع متخصص في تاريخ القدس المحتلة، ويعرض الرواية العربية للمدينة باللغة الإنجليزية.

التعليقات