22/03/2023 - 19:32

جمعيّة الثقافة العربيّة في تقريرها لعام 2022: إنجازات ورؤية ذات طموح أكبر

أعلنت الجمعيّة من خلال تقريرها أنها قد تخطّت عراقيل واجهت مشروع ترميم المركز الثقافي العربي، وأن هذه الخطوة تُمثل رؤية الجمعيّة المستقبليّة وتطلعاتها لمُستقبلٍ أفضل، يتم فيه تطوير المشهد

جمعيّة الثقافة العربيّة في تقريرها لعام 2022: إنجازات ورؤية ذات طموح أكبر

جانب من توزيع منح روضة بشارة – عطا الله

أصدرت جمعيّة الثقافة العربيّة تقريرها السنويّ لعام 2022، عرضت فيه أهم إنجازاتها خلال العام المنصرم، وقامت بإرساله إلى جمهورها المتنوع وأصدقائها، وبرفعه على موقعها في الشبكة العنكبوتيّة وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعيّ.

وفصّلت الجمعيّة في تقريرها أعمالها على مدار عام 2022، والتي جرى التخطيط لها مُسبقًا وفقًا لدراسة مُعمقة أجراها الطاقم والهيئة الإدارية عن حاجة الثقافة في الداخل الفلسطيني، بناءً على تجارب سابقة راكمتها منذ الانطلاقة في عام 1998، والمستمرة حتى يومنا هذا. ولم يشمل التقرير فقط أبرز هذه الإنجازات، بل أيضًا رؤيتها التي تصُب في مصلحة شعبنا، وتطوير ورفع حالة المشهد الثقافة الفلسطينيّة في البلاد، وتجلى ذلك من خلال تطرقها إلى جزء من مشاريعها المُستقبليّة، أهمها استنفاذ كافة الاجراءات اللازمة لنشر مناقصة ترميم المركز الثقافيّ العربيّ، بعد سنوات من المقارعة بين جدران القضاء، ولجان وألوية التخطيط والبناء.

وعملت المشاريع على تحقيق أهدافها على مستويين: ترسيخ دور الجمعيّة في المجال الثقافي وشق طرق جديدة تكفل ديمومة الجمعيّة. وبالنسبة للمستوى الأول بيّنت الجمعيّة طرق عملها على تثبيت جذورها على نطاق المجتمع الفلسطيني الواسع بشكل عام، وداخل الخط الأخضر بشكل خاص، من خلال دفع عمليّة تعزيز الهويّة الجمعيّة والوطنيّة، وفقًا لرؤية تحاكي تطلعاتها الحضاريّة في وجه معيقات ذاتيّة وخارجيّة. أما بالنسبة للمستوى الآخر، فإن الجمعيّة بادرت وما زالت تُبادر بشكل دؤوب لشقّ طرق جديدة، تطور من نشاطاتها وتوسع رقعة تأثيرها، وتحديدًا في مجال منح روضة بشارة – عطا الله، وحثّ الطلاب على إحداث التغيير وتأسيس قاعدة جماعيّة تدفع الحالةِ الثقافيّة في فلسطين قُدمًا إلى الأمام.

وتجسدًّ العمل على هذه المستويات المختلفة من خلال عدد من المشاريع الثقافيّة التي نظمتها الجمعيّة في العام المُنصرم، ولعل أحد أهم هذه المشاريع هو "معرض حيفا للكتاب" بنسخته الرابعة على التوالي، الذي شمل عددًا من الندوات البحثيّة والأدبيّة، العروض الفنيّة، وأيامًا مُخصصة للأطفال. وقد استقبل المعرض على مدار عدّة أيام أكثر من 5000 شخص من كافة الأطياف والأجيال في المجتمع، الذين اطّلعوا على أكثر من 8000 إصدارٍ أدبيٍ وبحثيٍ من مجالاتٍ متنوعة، كالقصّة، الشعر، الفلسفة، العلوم السياسيّة، الاقتصاد ومجالات أخرى، قادمة من أهم دور النشر وأكثرها تأثيرًا في عالمنا العربيّ. جدير بالذكر أيضًا أن المعرض شهد استقبال الفائزين والفائزات في مسابقة القصّة القصيرة وتوزيع الجوائز عليهم/ن، وتُعتبر المُسابقة واحدة من أهم الانجازات التي عملت الجمعيّة على إنجاحها للسنة الخامسة على التوالي. حيث تهدف هذه المسابقة إلى تسليط الضوء على المواهب الأدبيّة الصاعدة، وتعزيز مكانة اللغة العربيّة بين أوساط الشبيبة والشباب. كان توسيع حدود المُنافسة واحدة من أبرز الخطوات التي اتخذتها الجمعيّة حيث شملت المدارس على جانبيّ الخط الأخضر جميعًا بعد أن كانت مُقتصرة على داخله فقط، الأمر الذي أدى إلى رفع مستوى المُسابقة بشكلٍ ملحوظ وتطورها.

لم يقتصر العمل الثقافي للجمعيّة فقط على رفع الأدب والكتاب العربيّ، بل شمل مشاريع تطرقت إلى أنواعٍ مختلفة من المجالات الثقافيّة، كالحفاظ على العمارة الفلسطينيّة، أرشفة التراث المبني في بلادنا والحفاظ عليه. كما جرى توثيق الاحتجاجات المرئية الشبابيّة في الحيز العام والتي تتمثل بفن الغرافيتي في مناطق مُختلفة من فلسطين. بالإضافة إلى كم كبير من التدريبات التي طورت مهارات ومنحت أدوات تساهم في تطوير النقد السينمائي، تسويق الشرك الناشئة، عروض كوميديا وزخرفة هندسيّة إسلامية. وعملت الجمعيّة في نطاق التشبيك بين صُناع الثقافة أيضًا، فنظمت ملتقى ثقافيا دوريا شكل إطارًا لتبادل الخبرات وكيفية تحصيل الموارد التي تساهم في تطوير المشهد الثقافيّ بكافة أشكاله، الأمر الذي ساهم في خلق إطارٍ جامعٍ لصُناع الثقافة. علاوةً على ذلك، واصلت الجمعيّة تقديم مشروعها للعروض السينمائيّة "سينما الانشراح" وتم عرض 8 أفلام فلسطينيّة وعربيّة فيه، جذبت مئات الأشخاص من كافة المناطق الفلسطينيّة. ومشاريع أخرى منها حملات إلكترونيّة، باص حيفا - بيروت، ندوات عن بعد، أحاديث الأربعاء والعديد من النشاطات.

وتطرق التقرير أيضًا إلى مشروع منح روضة بشارة – عطا الله الذي وضع نصب أعينه تطوير خطواتٍ جديدة لبناء نادٍ لخريجي المنحة الذي يصل عددهم إلى أكثر من 1200 طالب. ويطمح المشروع لرفع مكانة مشروع المنح الذي تقدّمه الجمعيّة منذ أكثر من 15 عامًا، وذلك من خلال بناء جيل من الخرّيجين الأكاديميّين الذين يتقنون تنظيم عملهم وشغفهم تجاه قضايا المجتمع والعمل لتحسين واقع شعبهم. ويهدف بذلك إلى تطوير مشروع المنح، بواسطة بناء، تنظيم وتفعيل إطار تنظيميّ للخرّيجين قادر على تنفيذ مبادرات مجتمعيّة ومواصلة المشاركة الاجتماعيّة والتأثير الفعليّ من خلال البرنامج، بتقسيماته وفعّاليّاته المتنوّعة ودوائره المتنوّعة نسبة للمجال الأكاديميّ/ الثقافيّ/ الحِرَفيّ، ضمن استثمار الآليّات، المهارات والمعرفة التي جرى اكتسابها سابقًا.

وختاما، أعلنت الجمعيّة من خلال تقريرها أنها قد تخطّت عراقيل واجهت مشروع ترميم المركز الثقافي العربي، وأن هذه الخطوة تُمثل رؤية الجمعيّة المستقبليّة وتطلعاتها لمُستقبلٍ أفضل، يتم فيه تطوير المشهد الثقافي العربي في البلاد، بالرغم من التضييق والقمع، وأعلنت الجمعيّة عن استعدادها لدفع هذا المشروع خطوات أخرى للأمام، واختيار مديرٍ للمشروع والمناقصات.

التعليقات