27/03/2023 - 15:31

إطلاق أوّل أوركسترا موسيقيّة معظم أعضائها من السود

أسّست نوانوكو "شينيكي"، وهي أوّل فرقة أوروبّيّة غالبيّة أعضائها من السود، وأحيت أخيرًا مجموعة عروض في مركز لينكولن المرموق في مانهاتن بنيويورك

إطلاق أوّل أوركسترا موسيقيّة معظم أعضائها من السود

أعضاء الأوركسترا (Getty)

لأكثر من ثلاثة عقود، كانت عازفة الكمان البريطانيّة، تشي تشي نوانوكو، هي الموسيقيّة السوداء الوحيدة في فرقتها، وهو ما دفعها إلى تأسيس أوّل أوركسترا للموسيقى الكلاسيكيّة، تتكوّن في غالبيّتها من السود.

وحطّت الفرقة رحالها أخيرًا على المسارح الأميركيّة.

وقالت نوانوكو بعد هذه السنوات الطويلة، إنّها تستغرب من نقص تمثيل السود في الفرق الموسيقيّة الكلاسيكيّة. وأضافت: "لماذا لم أسأل أحدًا عن هذا الموضوع؟ لماذا لم نتطرّق إليه قطّ؟ هل جرى التغاضي عن ذلك أم أنّ الناس لم يبدوا أيّ اهتمام بذلك، وكانوا يفضّلون الوضع القائم؟".

تساؤلات كثيرة طرحتها الموسيقيّة عن مكانة الأشخاص ذوي البشرة السوداء في الفرق الموسيقيّة وفي العام 2015، كانت تشي تشي نوانوكو تواجه صعوبات لإنشاء فرقة موسيقيّة كلاسيكيّة تضمّ أعضاء من أعراق وبيئات مختلفة، بدءًا من الموسيقيّين وصولًا إلى قادة الفرقة، في بيئة يهيمن عليها البيض منذ زمن.

وأسّست نوانوكو "شينيكي"، وهي أوّل فرقة أوروبّيّة غالبيّة أعضائها من السود، وأحيت أخيرًا مجموعة عروض في مركز لينكولن المرموق في مانهاتن بنيويورك. واضطرّت الفرقة بسبب جائحة كوفيد-19 إلى تأجيل جولة موسيقيّة لها في الولايات المتّحدة وكندا، وتحديدًا في نيويورك وأوتاوا وتورنتو وبوسطن وورسستر وآن أربور، مرّات عدّة.

(Getty)

وفي العاصمة الثقافيّة والاقتصاديّة الأميركيّة، تعزّف فرقة "تشينيكي" سيمفونية من تأليف عازفة البيانو الأميركيّ فلورنس برايس (1887-1953) وكونشرتو الكلارينيت لموزار مع عازف الكلارينيت أنتوني ماكغيل من أوركسترا نيويورك الفيلهارمونيّة.

وتذكّر فرقة "شينيكي!" الّتي تتّخذ من لندن مقرًّا، بجهود مماثلة لمنظّمة "سفينكس" في ديترويت الأميركيّة، والّتي تكافح لتمثيل الفنّانين السود والمتحدّرين من أميركا اللاتينيّة، بشكل أفضل في مجال الموسيقى الكلاسيكيّة.

وفي العام 2014، أشار اتّحاد الأوركسترا السمفونيّة الأميركيّة الّذي يمثّل المحترفين والهواة في المجال، إلى أنّ 1,4% من الموسيقيّين في الفرق هم أميركيّون من أصل إفريقيّ وأشخاص من ذوي البشرة السوداء.

وتقول مجموعة "ذي بلاك أوركسترال نتوورك" الّتي أسّست العام الماضي، وتضمّ موسيقيّين سود يعزفون في أكثر من 40 فرقة موسيقيّة، "نظرًا لأنّ الغالبيّة العظمى من الفرق الموسيقيّة الأميركيّة تفتقر للشفافيّة في ما يتعلّق بإحصائيّاتها العرقيّة والإثنيّة عن فنّانيها، نجهل النسبة المئويّة للفنّانين السود الّذي يعزفون في هذه الفرق".

وتقول نوانوكو "يبدو أنّ الموسيقيّين من أصحاب البشرة الملوّنة الوحيدين الّذين يحظون بفرصة للعزف في فرقة موسيقيّة بالولايات المتّحدة، هم أولئك المتميّزون". وتنتقد هذا الوضع قائلة "يتعيّن على الأشخاص السود أن يكونوا أفضل من البيض، للحصول على وظيفة". وتضيف نوانوكو "إنّ تأثير ذلك على جيل الشباب سريع، فرؤية مزيد من التنوّع على المسرح، من شأنه أن يوفّر فرصًا لهم بشكل سريع".

وتتابع بحماسة "إنّ أفضل مكافأة هي الشعور بأنّك ممثّل على المسرح"، مضيفة "عندما نرى شخصًا يشبهنا في أيّ مكان، أكان في متجر أو محطّة قطار أو خلال حفلة موسيقيّة، أو في دار سينما، ينتابنا فورًا شعور بالثقة للذهاب إلى هذا المكان".

التعليقات