22/10/2016 - 18:50

"ازرقاق" و"إسعاف" يفوزان بجائزة "طائر الشمس"

اختتمت ليلة أمس الجمعة فعّاليات أيام سينمائية الدولية في دورتها الثالثة في المسرح الوطني الحكواتي في مدينة القدس، مع الفيلم المغربي "جوق العميان" للمخرج محمد المفتكر.

اختتمت ليلة أمس الجمعة فعّاليات أيام سينمائية الدولية في دورتها الثالثة في المسرح الوطني الحكواتي في مدينة القدس، مع الفيلم المغربي "جوق العميان" للمخرج محمد المفتكر وبحضور الجمهور المقدسي وممثلين عن المؤسسة المنظمة لأيام سينمائية مؤسسة "فيلم لاب فلسطين" ومؤسسات مقدسية شريكة في فعاليات أيام سينمائية، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين وممثلين عن المؤسسات الدولية في القدس.

ونجحت أيام سينمائية هذا العام في استقطاب وعرض اأثر من 80 فيلـمًا دوليًا عربيًا ومحليًا في خمس مدن فلسطينية، شملت العاصمة القدس ورام الله وجنين وبيت لحم وغزة. وجاءت هذه الأفلام من أكثر من 30 دولة شملت لبنان، المغرب، العراق، أوكرانيا، الصين، الأردن، إيطاليا، السعودية، النرويج، بريطانيا، تركيا، تونس، سويسرا، هنغاريا، مصر، الدنمارك، استونيا، الجزائر، الأرجنتين، البحرين، جورجيا، اليمن، السويد، الهند، تشيلي،المانيا، بلجيكا، فرنسا، الولايات المتحدة وفلسطين.

هذ إلى جانب تنظيم العديد من ورشات عمل وطاولات حوار استهدفت المخرجين والمهتمين بصناعة السينما من كافة الأجيال والأعمار والتي هدفت إلى تبادل الأفكار السينمائية وفتح المجال أمام المشاركين لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات وتطوير الرؤية السينمائية، وبمشاركة عدد كبير من السينمائيين الفلسطينيين والأجانب الذين نجح المنظمون في استقطابهم من بينهم ضيف الشرف لهذا العام، المخرج الفلسطيني المقيم في بلجيكا، ميشيل خليفي. كما نظم لقاء تفاعلي خاص مع مديرة التجارة والتسويق في مهرجان "شيفيلد" لافلام الوثائقية، سيلفيا بيدنارز، وهو مهرجان دولي رائد وأحد أهم مهرجانات الأفلام في المملكة المتحدة التي تحتفي بفن وصناعة الأفلام الوثائقية.

هدف اللقاء إلى إفساح المجال أمام الجمهور والمهتمين في صناعة السينما للتعارف والتشبيك مع المهرجان.

كما تضمنت أيام سينمائية مجموعة من الأفلام التوثيقية عن الثورة الفلسطينية والتي عرضت لأول مرة في فلسطين. هذه الأفلام التي تم تصويرها على يد مخرجين ألمان من خلال برنامج "وهج الذاكرة" الذي يستحضر التعاون بين منظمة التحرير وصنّاع أفلام من جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الشرقية)، حيث قدم هذا البرنامج أفلامًا ومواد صورية التقطت في لبنان وفلسطين بين الأعوام 1977 و 1988. وقد تم عرض هذه الأفلام بحضور ومشاركة مخرجيها الألمان الذين ناقشوا أعمالهم مع الحضور وتطرقوا من خلال مداخلاتهم إلى إطار العمل الذي اتبعوه.

وكانت أيّام سينمائية قد انطلقت يوم السبت الماضي في 15 تشرين أول/أكتوبر في القصر الثقافي في مدينة رام الله، مع الفيلم الأرجنتيني "رقصة التانغو الأخيرة" الذي يروي قصة حب اثنين من أهم راقصي التانغو في تاريخ الأرجنتين، وعشقهم الكبير لرقص التانغو وبحضور وزير الثقافة الفلسطيني، إيهاب بسيسو، وعدد من الشخصيات المحلية والدولية وبمشاركة الموسيقي الأرجنتيني لويس بوردا، الذي عمل في عدة أفلام أهمها فيلم الافتتاح وفيلم "الطريق إلى شاكو".

واختتمت مدينة رام الله فعاليات أيام سينمائية بحفل توزيع جوائز أفضل الأفلام المشاركة عن فئتي الفيلم الروائي القصير والفيلم الوثائقي الطويل في أول مسابقة أفلام سينمائية في فلسطين، والتي تحمل اسم "طائر الشمس" الفلسطيني.

وبناءً على قرارات لجان التحكيم لكل فئة، فقد فاز الفيلم "ازرقاق" للمخرجة راما مرعي عن فئة الفيلم الروائي القصير، فيما فاز فيلم "إسعاف" للمخرج محمد جبالي عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل.

نشأت المخرجة راما مرعي وترعرعت بين عمّان وتونس ورام الله، ومن ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث درست السينما في "أكاديمية الفنون" في سان فرانسيسكو. عملت لسنوات مصورة ومصورة مساعدة في لوس أنجليس. "ازرقاق" هو أول تجربة إخراجية لها، والذي تدور أحداثه في فلسطين حيث يظن الشاب ياسين وأمه أن إخفاء آثار جريمتهما والجثة المرمية في فناء بيتهما الخلفي أمر متاح. ولأنهما يعيشان في قرية محاصرة في الضفة الغربية، فسيجدان في نقطة التفتيش العسكرية الإسرائيلية المكان الأفضل لرمي الجثة والتخلص منها.

المخرج محمد جبالي، هو مخرج سينمائي وفنان من غزة. عمل في منظمات عدة وعلى مشاريع مختلفة كمدرب أفلام وتصوير. كما عمل منسقًا إعلاميًا لجمعية إنقاذ مستقبل الشباب. تدور قصة فيلمه "إسعاف" حول الحياة اليومية الإنسانية للعنف والعدوان الذي لحق بمدينة غزة في صيف 2014 خلال 51 يومًا من المعاناة والألم الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، وإظهارها عبر عدسة كاميرا لمصور جاب شوارع مدينة غزة بكاميرته الشخصية برفقة سيارة إسعاف وطاقمها الطبي، الذي عمل على مدار الساعة لحماية وخدمة المواطنين وإجلاء المصابين والشهداء من الأماكن التي تتعرض للقصف والتي داهمتها قذائف الحرب الإسرائيلية.

وكانت أيام سينمائية قد أنشات لجان تحكيم مختصّة عن كل من فئة من الفئتين، والتي قامت بدورها باختيار الأفلام الفائزة بالمسابقة. نكونت تلك اللجان من سينمائيين ومختصين محليين ودوليين وعرب. لجنة التحكيم عن الأفلام الوثائقية ضمت كل من المخرج مجدي العمري، والناقدة علا الشيخ، وموزعة الأفلام، إيريت ندهاردت.

أما لجنة التحكيم للأفلام الروائية القصيرة، فقد ضمت المخرجة سهى عرّاف والممثل صالح بكري ومديرة قسم الأفلام القصيرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، مايكي هوهنه.

كما كرّم القائمون على فعاليات أيام سينمائية الفنان الفلسطيني خالد جرّار على تصميمه جائزة "طائر الشمس" الفلسطيني دعمًا منه لفعاليات هذا العام، والذي أرفق تصميمه بالنص التالي الذي يجيب فيه عن سبب اختياره لماذا هذا الطائر تحديدًا "طائر الشمس الفلسطيني، هذا الطائر الصغير الذي لايتجاوز طوله 12 سنتمترا ولا يتجاوز وزنه الـ8 غرامات ذو المنقار الأسود الطويل، وجد نفسه مضطرًا على التأقلم مع المناطق الحضرية المكتظة بالمباني الإسمنتية،الزحف الصحراوي بالإضافة إلى الزحف الإسمنتي الممتد على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخضراء. أجبر طائر الشمس على العيش في بيئة غير بيئته حيث أعتاد العيش في الغابات الخضراء ذات الوديان والبساتين والوقوف على أغصان الشجر التي بنى عليها أعشاشه المتدلية من أعشاب رفيعة تشبه بشكلها ثمرة الإجاص المعلقة على غصن الشجرة الأم. يصارع هذا الطائر من أجل إبقاء اسمه "طائر الشمس الفلسطيني"، بعيدًا عن خطر التغيير من مستعمر يحاول تغيير هوية المكان بعد استعمار الأرض، يقاوم ليبقى بعد أن فقد بيته "غصن الشجرة" الذي حل محله قضيب من حديد خرج من مكعب إسمنتي مجسدًا بذلك آمالنا كبشر للنجاة من مخاطر الزحف الرأسمالي".

وأثناء انعقاد أيام سينمائية في مدينة رام الله، تم توقيع اتفاقية تعاون ما بين مؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، ممثلة بمديرها الفني، المخرج حنا عطالله، وصندوق "ميديانبورد" الألماني ممثلًا بمديرته، تيريزا هويفيرت دي توريجانو، والتي تمنح الإقامات الفنية لصانعي وصانعات أفلام فلسطينيين محترفين الفرصة للإقامة في مدينة برلين لمدة 3 أشهر والتي تهدف إلى تطوير مهاراتهم وإعطائهم فرصة التعلم عن مهنة صناعة الأفلام في ألمانيا، بالإضافة إلى لقاء منتجين ومهنيين أجانب من نفس المجال.

وتشمل الإقامة السينمائية تغطية كاملة (تكلفة المكوث والسفر والمصاريف اليومية)، وقد أتت هذه الاتفاقية بعد أشهر من الجهد الحثيث والتعاون المشترك لمؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، وضمن رؤية المؤسسة والتي تهدف إلى صناعة أفلام إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين من خلال توفير فضاء مثالي للجمع بين صنّاع السينما وتبادل الخبرات.

وشارك في حفل توقيع الاتفاقية، المخرجة الفلسطينية سهى عرّاف، والمخرج الفلسطيني مؤيد عليّان، إذ سبق لكليهما الاستفادة من هذا الصندوق من خلال مشروع الاقامة، والتي قدما لها بشكل فردي، كما وشاركا الجمهور بتجربتهما في برلين.

من الجدير ذكره أن أيام سينمائية تنظم من قبل مؤسسة "فيلم لاب - فلسطين" والتي تأسست عام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية و ديناميكية للأفلام في فلسطين عن طريق توفير فضاء مثالي للجمع بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، و تبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجمهور.

 

التعليقات