27/02/2017 - 23:29

تضحيات الخوذ البيضاء تحصد الأوسكار رغم تشويه النظام

منذ فوز "الخوذ البيضاء" بأوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، لم يتوقف هاتفا ابني العم خالد وفادي عن الرنين. الأصدقاء يهنئون، والبعض يستفسر لأنه لم يصدق الخبر، كما أن وسائل الإعلام من العالم أجمع تريد إجراء حديث معهما.

تضحيات الخوذ البيضاء تحصد الأوسكار رغم تشويه النظام

كان التعب قد نال من خالد وفادي، واستسلما لبعض النوم في السادسة صباحا وهما يتابعان مباشرة حفل تسليم جوائز الأوسكار في هوليوود، عندما رن جرس الهاتف من زميل لهما يبلغهما أن الفيلم الوثائقي حول المسعفين في سوريا قد نال جائزة أوسكار.

ويروي المنسق الصحافي لمجموعة المسعفين في مناطق المعارضة السورية، خالد الخطيب (21 عاما)، كيف استيقظ على صوت أحد زملائه يكلمه من هوليوود صارخا "استيقظ لقد ربحنا".

ويضيف خالد "سارعت إلى إيقاظ فادي وأنا أصرخ به "قم بسرعة لقد فاز فيلمنا بالأوسكار".

كان خالد استحصل على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة للمشاركة في حفل تسليم الجوائز، إلا أنه في النهاية لم يتمكن من السفر بسبب مشاكل في صلاحية جواز سفره.

ومنذ فوز "الخوذ البيضاء" بأوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، لم يتوقف هاتفا ابني العم خالد وفادي عن الرنين. الأصدقاء يهنئون، والبعض يستفسر لأنه لم يصدق الخبر، كما أن وسائل الإعلام من العالم أجمع تريد إجراء حديث معهما.

ويروي خالد: "عندما باشرنا العمل على الفيلم لم نكن نستهدف الحصول على أي جائزة، بل أردنا فقط كشف معاناة المدنيين وتمكين العالم من الاطلاع على حقيقة عمل عناصر الخوذ البيضاء الذين يجازفون يوميا بأرواحهم لإخراج الناس من تحت الأنقاض".

وأضاف: "آمل بأن يتحرك كل الذين سيشاهدون الفيلم من أشخاص أو حكومات لوقف القصف الذي لا يزال يستهدف المدنيين يوميا".

أشخاص عاديون

من جهته، قال فادي الخطيب: "عندما نال الفيلم جائزة الأوسكار أيقنت أن هناك عدلا في مكان ما من العالم، لأن هؤلاء المسعفين يقومون بأخطر عمل في العالم. إنهم يهرعون لمساعدة المدنيين عبر تعريض أنفسهم للقصف. ولقي الكثيرون منهم حتفهم، كما أصيب البعض الآخر بإعاقات".

ويبلغ مصور الكاميرا، فادي الخطيب، الثالثة والعشرين من العمر وهو لا يعمل مسعفا، إلا أنه تابع عمل المسعفين طوال سنتين ونصف سنة بكاميراه في حلب، وأعطى عمله إلى المخرج أورلاندو فون إينسيدل.

وقال في هذا الصدد: "صورت أناسا عاديين، نجارين، حدادين، باعة، انضموا إلى الخوذ البيضاء كمتطوعين".

كما قال عبد الرحمن المواس، وهو متحدث آخر باسم الخوذ البيضاء: "آمل بعد هذا الفيلم بأن يدرك العالم فعلا أن في سوريا مجموعة تعمل على إنقاذ الأرواح ولا تسفك الدماء".

وبدأ الإعلام يتعرف على المسعفين بفضل شرائط فيديو كانت توزع على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهرهم وهم يهرعون إلى مواقع القصف بخوذاتهم البيضاء بعد دقائق من وقوعه لسحب الأحياء من تحت الأنقاض.

ومنذ قيام الخوذ البيضاء عام 2013، قتل منهم 162، وهم يؤكدون أنهم ساهموا في إسعاف 82 ألف شخص منذ ذلك التاريخ.

إلا أن أنصار النظام في سوريا يتهمونهم بأنهم ليسوا أكثر من دمى يتلاعب بها المانحون الدوليون، أو يتهمونهم بالارتباط بمجموعات جهادية.

وقال خالد الخطيب: "إن النظام السوري مدعوما من روسيا ينشر هذا النوع من المعلومات لضرب مصداقيتنا لأننا كشفنا للعالم أجمع الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين".

ويعمل نحو ثلاثة آلاف مسعف من الخوذ البيضاء في نحو 120 مركزا في ثماني محافظات سورية في مناطق سيطرة المعارضة فقط، تحت شعار "من ينقذ روحا ينقذ كل البشرية".

ويتلقى المسعفون تمويلا من دول عدة، بينها بريطانيا وهولندا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. كما يتلقون أموالا من أشخاص عاديين لشراء المعدات، وخصوصا الخوذ التي يبلغ سعر الواحدة منها 145 دولارا.

وتقوم منظمة "مايداي ريسكيو" ومقرها في هولندا بتنسيق المساعدات المالية التي يتلقاها الخوذ البيضاء.

وخلال لقاء معه في إسطنبول، قال مدير مايداي ريسكيو، جيمس لو موزورييه، إن الخوذ البيضاء تلقوا منذ عام 2013 "نحو عشرة ملايين دولار" من متبرعين.

اما الهبات الحكومية فقد وصلت عام 2016 إلى مستوى قياسي هو نحو خمسين مليون دولار، بحسب ما قال.

التعليقات