22/01/2017 - 09:03

"فوتوميد": فوتوغرافيا المتوسط‬‎ تعرض في بيروت

بهدف إبراز دور الصورة الفوتوغرافية المحوري في الحياة الثقافية والفنية، انطلقت الدورة الرابعة من مهرجان التصوير الفوتوغرافي في منطقة البحر الأبيض المتوسط (فوتوميد) في العاصمة اللبنانية.

بهدف إبراز دور الصورة الفوتوغرافية المحوري في الحياة الثقافية والفنية، انطلقت الدورة الرابعة من مهرجان التصوير الفوتوغرافي في منطقة البحر الأبيض المتوسط (فوتوميد) في العاصمة اللبنانية.

افتتح المهرجان، الأقرب إلى حدث فني–ثقافي، أولى معارضه مساء الأربعاء، وقرر القائمون عليه أن تستمر الحفلات الافتتاحية ثلاثة أيام وذلك في مختلف الأماكن التي تستقبله في بيروت حتى الثامن من شباط/ فبراير.

ويعرض المهرجان عشرات الأعمال الانتقائية لمصورين من مختلف البلدان المطلة على البحر المتوسط.

وتأسس المهرجان في بلدية ساناري بجنوب شرق فرنسا قبل ستة أعوام، ويستضيفه لبنان منذ عام 2014.

وكان الهدف منه منذ أيامه الأولى دعوة المواهب الشابة والأخرى المخضرمة من البلدان المطلة على البحر المتوسط إلى عرض أعمالها جنبا إلى جنب بهدف تبادل الخبرات وبدء حوارات ثقافية–فنية غير محصورة داخل إطار واحد.

وقال نائب مدير فوتوميد وأحد مؤسسيه، سيرج عقل، إنه لطالما استساغ فكرة الترويج لبلده لبنان من خلال مختلف المشاريع الثقافية المتعددة الوسائط مع التركيز على التصوير في المرتبة الأولى.

وأضاف "أهم عنصر في تنظيم هذا المهرجان هو إظهارنا بشكل واضح أن لبنان أكثر من قادر على تنظيم مهرجان بهذا المستوى العالمي. هي وسيلة لنظهر صورة حضارية للعالم بأسره تتخطى الحجم الجيوغرافي للبلد الصغير."

وتابع "هي فرصة للمصور اللبناني الهاوي أو المخضرم ليعرض أعماله من جهة وليتعاون من جهة ثانية مع أجانب احترفوا الصورة ولديهم خبراتهم وقصصهم الشخصية والفنية. في المرتبة الأولى هو مهرجان لتبادل الخبرات."

وبدوره شدد مدير فوتوميد في فرنسا ولبنان والمغرب وأحد مؤسسيه، فيليب هولانت، على أهمية التبادل الثقافي الناجم عن مثل هذا المهرجان الذي يمكن أن يستفيد منه المحترف تماما كالمصور اليافع الذي يبحث عن مختلف السبل للترويج لأعماله في منطقة البحر المتوسط.

وقال "هدف فوتوميد خلق اتحاد حقيقي في منطقة البحر المتوسط. وأرى أن الثقافة هي الوسيلة الفضلى وربما الوحيدة ليولد هذا الالتحام الذي لم نشهده من قبل في السياسة أو من الناحية الاقتصادية. التصوير فن وأكثر من ذلك أقول إنه فن سهل الوصول إليه. يمكننا أن نفهم الرسالة في الصورة من خلال نظرة واحدة نلقيها عليها."

ويشمل المهرجان هذا العام خمسة معارض رئيسية أحدها يتمحور حول الحقبة الذهبية للسينما الإيطالية مع الإشارة إلى أن ثلاثة مصورين من فرنسا وإيطاليا عملوا على مواضيع لها علاقة بالمخرج الإيطالي الكبير مايكل أنجلو أنطونيوني.

ترتكز النسخة الحالية من المهرجان على أربعة موضوعات هي السينما والشعر المنبثق من الدمار ومدينة بيروت وحقبة السبعينات في القرن الماضي.

وتعرض الصحفية اللبنانية المخضرمة، ماريا شختورة، ضمن إطار "بيروت" 20 صورة التقطتها خلال الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت زهاء 15 سنة وانتهت عام 1990.

وتسلط الصور المختارة من كتابها "حرب الشعارات" (1978) على رسوم الغرافيتي التي كانت مختلف الأحزاب اللبنانية تعكس من خلالها معتقدات المنتمين إليها في وقت انقسمت فيه العاصمة اللبنانية بيروت إلى منطقتين كبيرتين أطلق على إحداها اسم "الشرقية" والأخرى "الغربية".

وقالت ماريا شختورة: "ما بين عامي 1975 و1978 راقتني هذه الرسوم التي كانت تنجز يدويا وكانت الانعكاس الحقيقي والصارخ للشارع اللبناني المنقسم. كانت الأحزاب اللبنانية تدون على الجدران البيروتية شعارات قوية تولد من خلالها حوارات صامتة في ما بينها، انطوت الشعارات على الكراهية والقصص الصغيرة والأفكار والأحلام المنكسرة. وأعترف أنها كانت تعطيني العناوين الرئيسية لكل ما يحصل في الشارع اللبناني."

وتابعت "الجميل والغريب في آن واحد أن الأحزاب في المنطقتين المنقسمتين كانت تتحاور من خلال الجدران البيروتية. لا أعرف من كان يسرب المعلومات في ما بينها. ولكن كنت ألتقط صورة لفكرة ما في منطقة لأجد الجواب عليها بعد ساعات في المنطقة الثانية خلال قيامي بجولاتي الصحفية. لم تكن الأحزاب تتحاور علنا بعضها مع بعض. ولكن المسألة البارزة أن الجدران كانت تحضن حواراتها القاسية في أكثر الأحيان."

التعليقات