22/03/2017 - 15:13

معرض: أشباح الحضور... أجساد الغياب

يعود الفنان الفلسطيني جون حلقة، في معرضه "أشباح الحضور/ أجساد الغياب" بعدد من اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم التي هُجروا منها عام 1948، من خلال رسم ما تبقى من حجارة هذه القرى على خلفية صور لهم.

معرض: أشباح الحضور... أجساد الغياب

يعود الفنان الفلسطيني جون حلقة، في معرضه "أشباح الحضور/ أجساد الغياب" بعدد من اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم التي هُجروا منها عام 1948، من خلال رسم ما تبقى من حجارة هذه القرى على خلفية صور لهم.

يضم المعرض 31 لوحة فنية تستدعي زواره إلى الاقتراب منها لرؤية تفاصيلها. ففي بعض منها تظهر صورة اللاجئ بوضوح وأخرى يبدو ظله ظاهرا إضافة إلى استخدام الفنان لكلمات كتبت بالإنجليزية بشكل مكرر، منها "مقاومة" و"بقاء" و"كارثة" وغيرها من الكلمات.

وقال حلقة خلال افتتاح معرضه في قاعة جاليري1 في رام الله، مساء أمس الثلاثاء، إنه "بعد ثماني سنوات من العمل مع اللاجئين والاستماع لقصصهم قررت أن أعود بهم إلى قراهم التي تسكنها أرواحهم."

وأضاف أن "الفكرة كانت في البداية لعمل أفلام وثائقية عن قصص اللاجئين الإنسانية وخصوصا الجيل الأول ممن هاجروا في عام 1948، وبعد ذلك الجيل الثاني وأنا منهم، والجيل الأصغر."

وكتب حلقة في التعريف بمعرضه "يظهر اللاجئون الفلسطينيون في هذه اللوحات كأشباح تحوم فوق مروج غير متماسكة من الأحلام، وفي ذلك استحضار لحضور الغياب في وطن تم تطهيره من الأغلبية العظمى من أبنائه وبناته الأصليين."

ويضيف في الكتيب الذي وزع داخل المعرض "يأتي هذا المشروع ليدعو الجمهور لتذكر هؤلاء الناجين الذين نساهم التاريخ، وهم يقبعون في المنافي في ظل الضمير العالمي خلال السبع عقود الماضية."

ويقول حلقة إن المعرض هو حصيلة عام ونصف من العمل على هذه اللوحات المرسومة بالحبر كما هو محصلة لتجارب ومشاهدات شخصية.

وقال إن "الوجوه التي تظهر في اللوحات هي للاجئين التقيتهم في مخيمات لبنان. في بعض الأحيان تكون واضحة وأخرى كأنها بعيدة يحتاج من ينظر إلى اللوحة إلى الاقتراب منها. وتثير الكلمات المكتوبة عليها أسئلة لدى من ينظر إليها."

ورُحل مئات الآلاف من الفلسطينيين وأجبروا على الرحيل من مدنهم وقراهم عام 1948، وأصبحوا لاجئين في عدد من الدول العربية إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الداخل الفلسطيني.

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بأكثر من خمسة ملايين، وقال حلقة إن "في هذه اللوحات دعوة إلى التفكير في التوتر القائم بإصرار بين الغياب المادي للفلسطينيين الذين هجروا من موطنهم، والحضور النفسي لملايين اللاجئين الملتزمين في كفاحهم من أجل العودة إلى أرضهم المغتصبة."

ويستدعي الفنان المولود في مصر لأبوين فلسطينيين لاجئين، والمقيم في الولايات المتحدة، قصة مؤثرة سمعها أثناء العمل على معرضه قائلا إن "السيدة أم عزيز تظهر في إحدى لوحات المعرض لاجئة حكتلي إنها تركت فلسطين وعمرها 18 سنة... بدها ترجع على فلسطين ولو مشي زي ما تركتها."

ويأمل حلقة أن ينظم المعرض الذي يستمر حتى العشرين من نيسان/ أبريل المقبل، في أماكن أخرى من فلسطين وخارجها.

التعليقات