17/04/2017 - 12:42

مرسم محمود بدارنة يجسد رواية نكبة فلسطين بـ 700 لوحة

نتطلع جميعاً إلى الخروج من دائرة الروتين، بحثاً عن متنفس يعيد شحن طاقاتنا من جديد، ويفضل الكثير منا المضي نحو الفن للاستمتاع بحرارة الألوان والموسيقى التي يمكنها أن تكسب النفس طاقة جديدة ملآى بالإيجابية، وما بين حرارة الألوان والفن يقع مر

مرسم محمود بدارنة يجسد رواية نكبة فلسطين بـ 700 لوحة

نتطلع جميعاً إلى الخروج من دائرة الروتين، بحثاً عن متنفس يعيد شحن طاقاتنا من جديد، ويفضل الكثير منا المضي نحو الفن للاستمتاع بحرارة الألوان والموسيقى التي يمكنها أن تكسب النفس طاقة جديدة ملآى بالإيجابية، وما بين حرارة الألوان والفن يقع مرسم الفنان العالمي محمود بدارنة في البلدة القديمة في سخنين، بجانب المتحف التراثي، ليتيح للزوار الفرصة بالاستمتاع بحرارة الفن وايقاعات الريشة وتناغم الألوان، والأجواء التراثية بكل ما فيها من قصص إنسانية.

وكما تزينت ساحات وأزقة البلدة القديمة بفسيفساء الطوب، فقد تزينت جدران مرسم محمود بدارنة باللوحات الفنية، وبمنحوتات صاغتها ريشة مجموعة من الفنانين المتميزين، الذين صاغوا خيالاتهم في تلك الصور واللوحات الناطقة ومنها ما هو مستوحى من قصص الآباء والأجداد، لتتحول هذه اللوحات إلى أيقونة طبيعية، حيث اجتهد الفنانون في ممارسة شغفهم بالرسم، ليؤكدوا اهتمامهم بالارتقاء بالمشهد الفني المجتمعي لسخنين والمجتمع العربي، وأهميته في الحياة اليومية عبر تحدي المألوف في بيئات الفن، ليقدموا أروع الإبداعات.

الفنانة سلوى عثمان، من كابول والتي تدرس الفنون تحت إشراف الفنان محمود بدارنة تقول، 'بدأت مسيرتي في الرسم والفن في إحدى كليات سخنين، تعلمت سنتين مع حصولي شهادة مرشد مؤهل وأكملت مع الفنان محمود بدارنة منذ عدة اشهر، فبدأت برسم المناظر الطبيعية والتي أشعر أنها قريبة إلى قلبي وتعلمت كيفية قياس الأطوال ومزج الألوان، وأنا أعتبر أن انطلاقتي بالرسم كانت من هنا حيث مرسم الفنان محمود بدارنة بالرغم أني تعلمت سنتين في الكلية، كون انني تعلمت منه أساسيات الفن على ارض الواقع وبشكل عملي وملامسة لذلك الواقع، واعتبر ان للفنان بدارنة فضل كبير علي وأراه بمثابة كلية بحد ذاتها'.

وأضافت الفنانة سلوى عثمان، 'أول معرض شاركت به بشكل رسمي كان 'جيرة وجيران' في مدينة سخنين، ومن ثم انتقل المعرض إلى عدد من البلدان ومنها أم الفحم وكرمئيل، والمعرض الثاني الذي شاركت به كان ' أمنا الأرض' في سخنين، وأعتبرها تجربة رائعة ومميزة ولكني ما زلت في أول الطريق، وما دام الانسان يعيش ويتجول فإنه يتعلم من تجارب الآخرين، ولكني أحمد الله أني وضعت أول خطوة في الطريق الصحيح نحو هدف كنت أسمو اليه'.

وتستعرض الفنانة سلوى عثمان الأعمال المستقبلية، 'المعرض الذي يقام حاليا مع الأستاذ محمود بدارنة تتطرق لوحاته إلى مدينة الناصرة ووصف جمالها ورونقها، ورسمت لوحات واقعية من أحياء مدينة الناصرة واخرى تمت الاستعانة ببعض الصور القديمة، وسأشارك في هذا المعرض بثلاث لوحات، وأنا الآن بصدد إضافة لوحتين أيضاً لحصتي بالمعرض'.

وتعتبر عثمان ان الدعم من العائلة والهالة المحيطة بالإنسان، كفيلة ان تنقله لعالم وردي يستطيع من خلاله أن يحقق معجزات، وأنا في البداية لم أتلقى أي دعم كاف، ولكني كنت أمتلك إصرارا كبيرا على أن أبدأ هذه الطريق، وأن أحقق ذاتي، وبعد مرور فترة من بداياتي الفنية والمشاركة الفعلية في المعارض، تغيرت الآراء وبدأت أسمع كلمات الإطراء والدعم، وأعتبر أن تحقيقي لذاتي ولشخصيتي يأتي من خلال كل لوحة أقوم برسمها وأحاول أن تمثلني وتكون عليها بصمة من بصماتي'.

ولا تخفي الفنانة سلوى عثمان طموحها، بأن تحقق حلمها بامتهان الفن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن يكون لديها معرضها الخاص برسوماتها، كونها تميل لرسم القرى الفلسطينية المهجرة وتطمح إلى اقامة معرض خاص بها مستقبلاً حول القرى المهجرة في الوطن، وتشير إلى أن كونها ابنة القرية المهجرة الدامون، فإنها سمعت من والديها الكثير من المعلومات حول الحياة اليومية التي كانت تعيشها الدامون قبل التهجير، وعند مرورها بشكل يومي بجانب الدامون ومشاهدتها للصبار وتنسمها رائحة زهور ونباتات الأرض، فإنها تعبق في نفسها، فأضحى حب الدامون أكثر فأكثر، وإن المشاعر والأحاسيس والحنين يشدها من أجل أن توثق ما سمعته وما تراه عيناها بلوحات فنية، وبذلك تكون راحة نفسية بأنها قدمت شيء لمسقط رأس الآباء والأجداد'.

الفنانة أسماء زبيدات، من مرسم محمود بدارنة تقول، 'في الآونة الأخيرة هناك مشاركة كبيرة لنا في نشاطات فنية وتطوعية في المؤسسات والمدارس ونقوم برسم الأمل والسعادة على وجوه أهلنا وأبناء شعبنا من خلال رسم تاريخ وذاكرة أبناء بلدنا شعبنا في مجالات عديدة، وقمنا برسم بعض اللوحات التي تحاكي التراث والتاريخ العربي القديم، من أجل إحياء تاريخنا وإعطائه حقه أمام أعين طلابنا وشبابنا، وتم توثيق جانب آخر يتحدث عن العلم والتكنولوجيا والتطور الحديث الذي لا يمكن التخلي عنه في الوقت الحاضر'.

وتضيف زبيدات، 'في هذه الأيام، يعج المرسم بطلاب الفنون لتلبية طلبيات متذوقي الفنون وخاصة لوحات تحاكي قضية التهجير والقرى المهجرة، بالإضافة لذلك، يجري العمل على قدم وساق لإنجاز اللوحات الخاصة بمهرجان إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية والذي سيقام في الثاني من أيار على ارض الكابري المهجرة، ومعرض 'القرى المهجرة' سيضم الكثير من اللوحات التي تم رسمها في مواقع تلك القرى المهجرة وتم توثيق أحياء كاملة ودور العبادة من مساجد وكنائس وأشجار ونباتات، وهنا لا بد لي إلا أن ادعو أهلنا جميعا للمشاركة الفعالة في هذا المهرجان لإحياء الذاكرة الجماعية لأبناء شعبنا الفلسطيني'.

واشارت زبيدات، إلى الدعوة التي تلقتها إدارة المرسم من المملكة الأردنية، وسنشارك بمعرض سيقام بقاعة المسلماني وقاعة أبناء الثورة العربية الكبرى بالعاصمة عمان، ومن أهم نشاطات المرسم الاهتمام بجيل الطفولة ورعاية جيل يتذوق الفنون وخاصة الرسم، فافتتحنا دورة خاصة بالأطفال في المقر الجديد للمرسم بجانب المتحف التراثي بالبلدة القديمة في سخنين، وكلنا أمل من أهلنا جميعا التعاون لنزرع الأمل والتفاؤل والسعادة في قلوب طلابنا ونأخذ بأيديهم بعيدا عن العنف'.

الفنان العالمي، محمود بدارنة صاحب المرسم والمحاضر بالفنون في الكليات المختلفة قال، 'سنشارك بمهرجان إحياء ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني في الكابري المهجرة بمعرض للقرى المهجرة، وتلقينا دعوات عديدة من البلاد ورام الله والأردن، وسنشارك في تلك المعارض، ونتجهز لمعرض مدينة الناصرة بمشاركة عدد من الفنانين مثل أسماء زبيدات وسلوى عثمان، وعبير زبيدات، ومادلين خالد احمد، وهذا المعرض يتم فيه عرض رسومات خاصة بمدينة الناصرة سيقام يوم بغاليري كنيسة الارثوذكس، وسنشارك بمعرض آخر في غاليري كنيسة الأرثوذكس في حيفا'.

وأضاف محمود بدارنة، 'نصبوا إلى جعل مدينة سخنين بلدا يعج بالفن وافتتاح غاليري يليق بمدينتنا، وكلي أمل أن نعيد ترتيب تنظيم معارض بينالي والذي كان له دعاية كبيرة في الداخل والخارج، على أمل أن نعيده مرة اخرى، وبالإضافة لذلك، فإننا نعمل من أجل توثيق رواية شعبنا الفلسطيني في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والعمرانية، ونصبو لإنجاز أكثر من 700 لوحة فنية تروي حكاية شعبنا لعرضها امام الاف المشاركين في مسيرة العودة بالكابري باليوم الثاني لغرة الشهر ايار القادم'.

هدفنا هو تمثيل سخنين بأفضل وجه وإعلاء اسمها مع اسم الفن، وإنشاء جاليري خاصة في سخنين.

من خلال معرض يوم النكبة ومعرض القرى المهجرة هدفنا هو تثقيف الأولاد في المدارس ورسم ذاكرة كل فلسطيني، ونحن نحاول رسم كل قرية مهجرة.

التعليقات