16/06/2019 - 12:31

استراحة للملك فاروق: متحف لمقتنيات ثمينة

ترسو استراحة ملكية على الشط الشرقي لنيل القاهرة، على هيئة قارب شراعي، والتي استطاعت بمقتنياتها وتحفها الأثرية أن تجذب صنَّاع الفن السابع على مدار عقود.

استراحة للملك فاروق: متحف لمقتنيات ثمينة

ركن فاروق (فيسبوك)

ترسو استراحة ملكية على الشط الشرقي لنيل القاهرة، على هيئة قارب شراعي، والتي استطاعت بمقتنياتها وتحفها الأثرية أن تجذب صنَّاع الفن السابع على مدار عقود.

وتسمى الاستراحة "ركن فاروق" بمدينة حلوان، جنوبي القاهرة، وتعود لملك مصر فاروق الأول (1936: 1952)، الذي أزاحته ثورة الضباط الأحرار عام 1952.

وقررت السلطات تحويل الاستراحة إلى متحف، بعد سنوات من تحول مصر من ملكية إلى جمهورية، وجمعت فيها مقتنيات للملك، من قصور واستراحات محافظات مصرية أخرى من بينها قصري عابدين بالقاهرة، ورأس التين بمحافظة الإسكندرية.

الركن الملكي 

وجاء في الموقع الإلكتروني لوزارة الآثار، أن الركن الملكي يمتد على مساحة 12 ألف متر مربع، على شكل قارب راسٍ على شاطئ النيل، حيث كان يثبت على سطحه ستائر تعطي شكل أشرعة المركب. 

وكان مرساه النهري مصممًا لاستقبال اليخوت، وتزين حديقة الركن أحواض من الحجر الجيري، بخلاف ٣٣ شجرة مانغو جُلبت للقصور الملكية من ألبانيا.

ورغم أن الاستراحة كانت مخصصة كي يقضي بها الملك فاروق أوقات فراغه، إلا أنه لم يزرها سوى مرتين، وفق المسؤول بوزارة الآثار المصرية سيد محمود.

ووفق حديث محمود للأناضول كانت الزيارة الأولى وقت الافتتاح عام 1942، وآنذاك أهداه أحد تجار مدينة حلوان لوحة لا تزال معلقة على جدران الاستراحة وعليها آية الكرسي (قرآن).

وقد صادرت الجمهورية المصرية، الاستراحة ضمن قرار مصادرة أملاك الأسرة الملكية الحاكمة عام 1953، بعد الثورة بعام واحد، قبل أن يتم ضمها لوزارة الآثار في سبعينيات القرن الماضي.

مقتنيات ملكية

وبنيت الاستراحة على 3 طوابق، الأول يبدأ ببهو يتوسطه تمثال من البرونز لامرأة تعزف على آلة "الهارب" (آلة وترية موسيقية تعود للعصور الفرعونية القديمة).

وتتواجد في الطابق الأول تحف وهدايا ورثها الملك فاروق من الأسرة العلوية (أسرة محمد علي، حكمت مصر بين عامي 1805- 1952)، من أبرزها ساعة ذهبية تحوي 12 فصًا من الزمرد النادر وشرائح ذهب، مكتوب عليها باللغة الفرنسية إهداء للملك بمناسبة عيد جلوسه على العرش.

وتضم مجموعة نادرة من "الفازات (الزهريات)" ورقعة شطرنج محفوظة داخل طاولة، وراديو مزود بأسطوانات نادرة، وأغلب المجموعة موقع عليها اسم الملك باللغة الهيروغليفية.

وتوجد لوحة فنية نادرة تمثل موكب المحمل الشريف (كسوة الكعبة) داخل أحياء القاهرة محمولة على الجمال، داخل الاستراحة الملكية.

(الأناضول)

وداخل أروقة الاستراحة، يقع جناح النوم الملكي، المكون من غرفتين، واحدة للملك والأخرى لزوجته الملكة ناريمان.

ويلتحق بحجرتي النوم، غرفة تطل على الحديقة ونهر النيل، بها نموذج مصغر لمعبد الكرنك (الفرعوني) بمحافظة الأقصر، جنوبي مصر. أما الطابقين الثاني والثالث مغلقان حاليًا بقرار من إدارة المتاحف التابعة لوزارة الآثار، وفق المسؤول الأثري.

قبلة السينما

بالإضافة إلى كون "ركن فاروق" قبلة للباحثين عن نزهة بين الأروقة الملكية، لكنه أيضا جذب صنَّاع السينما والدراما المصرية، في العقود الماضية، وفق المسؤول الأثري سيد محمود.

وأشار محمود إلى أن الاستراحة يتم تصميمها بديكورات معينة في الأعمال الدرامية والسينمائية، نظرًا لتصميمها التاريخي الملكي.

وقد شهدت باحات الاستراحة تصوير أعمال بارزة من بينها فيلم "نهر الحب" من إنتاج 1960، بطولة الفنانين الراحلين عمر الشريف وفاتن حمامة.

وبالإضافة إلى الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" الذي يدور حول جماعة الإخوان المسلمين، حيث جسدت منزل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر (1956- 1970) إبان تلك الحقبة.

وشهدت تصوير مسلسل "حارة اليهود" (من إنتاج 2015) الذي تدور أحداثه، بداية من عام 1948 أثناء حرب فلسطين حتى العدوان الثلاثي (بريطانيا إسرائيل وفرنسا) على مصر.

التعليقات