11/11/2019 - 18:46

منزل عرفات في غزّة يعكس شخصيته ومجابهته للاحتلال

لا يزال منزل الرئيس الفلسطينيّ الراحل، ياسر عرفات، الذي كان يسكنه غربي قطاع غزّة، يحتفظ بملامح  التواضع ويعكس شيئًا من شخصيّته ومجابهته للاحتلال الذي أطلق الرصاص أو القذائف الصاروخية من طائرات حربية مروحية صوب أهداف قريبة من مكان نوم عرفات.

منزل عرفات في غزّة يعكس شخصيته ومجابهته للاحتلال

منزل عرفات (تويتر)

لا يزال منزل الرئيس الفلسطينيّ الراحل، ياسر عرفات، الذي كان يسكنه غربي قطاع غزّة، يحتفظ بملامح  التواضع ويعكس شيئًا من شخصيّته ومجابهته للاحتلال الذي أطلق الرصاص أو القذائف الصاروخية من طائرات حربية مروحية صوب أهداف قريبة من مكان نوم عرفات.

ورفض الرئيس الراحل، الملقّب بـ"الختيار" والمُكنّى بـ"أبو عمار"، عام 1995، أن يتم تسجيل هذا العقار باسمه الشخصي، فقد قال آنذاك إنه "ملكٌ عام، وليس خاصًا"، كما قال مدير مؤسسة ياسر عرفات بغزة، موسى الوزير.

وتُعنى مؤسسة ياسر عرفات بالحفاظ على مقتنيات الرئيس الراحل، وإحياء ذكرى وفاته التي توافق الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام.

ولم يكن الختيار يعيش كافة تفاصيل حياته في هذا المنزل، فمنذ عام 1995 وحتّى عام 2001 (عام مغادرته من قطاع غزة إلى الضفة الغربية)، كان يتردد إليه في أوقات الليل من أجل النوم فقط.

(تويتر)

غرفة النوم، مكوّنة من أثاث بدت عليه ملامح البساطة، والذي يمكن لأي أسرة متوسطة الدخل أو ذات دخل محدود، أن تحظى به وتمتلكه، كما أن ملابسه التي تصدّرت الغرفة، ولم تحمل علامات تجارية (ماركات) عالمية، فقد كانت "شعبيّة" توحي بشيء من البساطة.

(تويتر)

وقال الوزير: "هذه الملابس البسيطة الشعبية يمكن لأي فلسطيني أن يحصل على ملابس مشابهة لها آنذاك، فهي غير مرتفعة السعر"، ستائر خفيفة نقوشات ناعمة جدًا كانت تزيّن جدران الغرفة، وتُخفي خلفها نوافذَ زجاجيّة، شكّلت في يوم من الأيام تهديدًا حقيقيًّا على حياة "الختيار".

رفض إجراءات الحماية

ورغم التهديد المتمثّل بالقصف الإسرائيلي من خلال إطلاق الرصاص أو القذائف الصاروخية من طائرات حربية مروحية صوب أهداف قريبة من مكان نومه، إلا أنه لم يقبل بإضافة معدات تساهم في حمايته من أي أذى، حسب الوزير.

سواتر ترابية (أكياس مُعبّأة بالتراب)، هي أبرز وسائل الأمن التي وافق الرئيس الراحل على استخدامها لحماية نفسه من الإصابة جرّاء الاستهدافات الإسرائيلية.

وعلى بعد خطوات معدودة من سرير نومه، يفتح الزائر للمكان بابًا خشبيًا يطلّ على شرفة، تحاول تلك السواتر الترابية تأمين جدارها من الخارج.

في غرفة مجاورة، يتربع في الصدارة مكتب خشبيّ بسيط لشخص واحد فقط، كانت تستخدمه زوجته سها، لإدارة أعمالها الاجتماعية، بحسب الوزير.

(تويتر)

ومقابل هذا المكتب، رُتبت بعض المستندات الرسمية، وشهادة جائزة نوبل للسلام، التي حصل عليها عام 1994، وعلى بعد أمتار قليلة، يصل الزائر بخطوات قليلة إلى صالة الجلوس التي تحتوي على عدد من المقاعد الإسفنجية، تتوسطها طاولة خشبية مغطّاة بسطح رخاميّ.

صالة الجلوس لم تحمل ذكرى كبيرة لـ"الختيار"، إذ لم يكن يتردد إليها كثيرا، نظرًا لقلة عدد الساعات التي كان يقضيها داخل المنزل، لكنه كان يتناول طعام فطوره داخلها في بعض الأحيان، وفق الوزير، أما وجبات الغداء والعشاء، فقد كان عرفات يتناولها داخل غرفة مكتبه، الذي كان في مقرّ "المنتدى"، غربي غزة، آنذاك.

وقال الوزير: "لم يكن يجلس في المنزل لساعات طويلة، كان مشغولًا بتطورات القضية ولم يهتم بالأمور الحياتية والمظاهر". وعلى مقربة من مدخل المنزل، تستقبلك عشرات الأوسمة والدروع التكريمية والهدايا الرمزية التذكارية كالخناجر والمنحوتات الخشبية التي نُقشت عليها خريطة فلسطين وقبة الصخرة، والتي قُدّمت لعرفات خلال سنين حياته، إلا أنها لم تُرفق بمعلومات تعريفية توضح ظروف تقديمها إليه.

 

(تويتر)

وقال الوزير معقبا على عدم توفّر معلومات حول الجوائز والدروع التكريميّة، إن صعوبة بالغة واجهتهم في الحصول على معلومات حولها، بسبب مغادرة عرفات القطاع عام 2001، متوجها لمدينة رام الله، ومن ثم وفاته بعد مرور نحو 3 أعوام، وما تلاها من أحداث الانقسام الصعبة، فيما فقد منزله بعضًا من مقتنياته إبان أحداث الانقسام عام 2007، وتتواجد المقتنيات الأبرز في متحفه المُقام بمدينة رام الله، بالضفة الغربية، كما يتواجد جزء منها بالقاهرة، على حدّ قول الوزير.

مؤسسة لإحياء الذكرى

وأنشأت مؤسسة "ياسر عرفات"، بعد وفاة "أبو عمار" لإحياء ذكرى استشهاده، وأوضح الوزير أن مؤسسته تهدف لـ"الحفاظ على مقتنيات الإرث الوطني للرئيس الراحل"، وتدشّن المؤسسة جائزة سنوية تحت اسم "جائزة ياسر عرفات للإبداع والتميّز"، يتقدم إليها مؤسسات وجهات رسمية وغير رسمية، وأفراد القطاع الخاص.

كما تسعى المؤسسة، وفق الوزير، لبث الروح الثقافية والوطنية في الجيل الناشئ، من خلال تنظيم مسابقات مدرسية ثقافية، ويُذكر أنّ ملكيّة المنزل اليوم، تعود لصندوق الاستثمار الفلسطيني.

التعليقات