تـفـكـيـر ديـمـقـراطـيّ!/ حـنـّا نـور الـحـاجّ

* نحن لا نستحقّ سلطة محلّيّة!
- ماذا؟!
* أقصد أنّنا لا نستحقّ انتخابات للسلطة المحلّـيّة.
- سلطة بلا انتخابات؟! سلطة محلّـيّة بإدارة غير محلّـيّة؟!
* يا أخي نحن لا نستحقّ الديمقراطيّة.
- لِـمَ؟
* لأنّنا شعب غير ديمقراطيّ.
- هل أفهم من كلامك أنّ الديمقراطيّة للديمقراطيّين -للديمقراطيّين فقط دون سواهم؟
* الديمقراطيّة لمن يفهـمها؛ لمن يتـقنها؛ لمن يصـونها...
- بربّك، قل لي... هل ينبغي حرمان الأمّيّ أن يشرب الماء لأنّه يجهل أنّ الماء مكوَّن من هيدروجين وأوكسجين؟!
* وما دخل الماء في موضوعنا؟!
- هل ينبغي أن يُحْرَم مَن يجهل تركيبة الهواء الكيماويّة أن يتنفّس؟!
* وما علاقة الهواء...؟
- هل ينبغي أن يُمنع مَن بلغ مِن العمر تسعة أشهر من محاولة المشي، لأنّه لا يتقن المشي؟!
* يمكن الانتظار. لِمَ الاستعجال؟!
- هل ينبغي عدم إصلاح السيّارة، لأنّ فيها عطلاً؟!
* أحيانًا يفضَّل إهمالها أو رميها.
- هل ينبغي الامتناع عن مداواة المريض، لأنّه مريض؟!
* أنت تفكيرك غريب!
- وأنت تفكيرك آية في الديمقراطيّة! تفكيرك ديمقراطيّ انتقائيّ بامتياز!
* من الواضح أنّك تسخر!
- أسخر كي لا أنتحب! يا أخي، لأنّنا لسنا ديمقراطيّين، ربّما نحن أحوج مِن سوانا إلى الديمقراطيّة. لأنّنا في جهل وتخلُّف وتَرَدٍّ، بحاجة نحن إلى المعرفة والعلم والثقافة. لأنّنا في اختناق، بحاجة نحن إلى الهواء. لأنّنا عِطاش، بحاجة نحن إلى الماء. لأنّنا في داء، بحاجة نحن إلى الدواء. لأنّنا أشباه موتى، بحاجة نحن إلى الحياة...

عـبلّيـن
hajhanna@gmail.com