احتلال فحرق فاقتحام... الذكرى الـ47 لإحراق الأقصى

تحل اليوم، الأحد، ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969، والتي تصادف الحادي والعشرين من آب/ أغسطس من كل عام.

احتلال فحرق فاقتحام... الذكرى الـ47 لإحراق الأقصى

تحل اليوم، الأحد، الذكرى الـ47 على إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969، والتي تصادف الحادي والعشرين من آب/ أغسطس من كل عام.

في ذلك اليوم، أقدم الإرهابي الصهيوني المتطرف، دينيس مايكل، على إشعال النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، حيث أتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.

ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر ،الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول الخليفة عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

واستطاع أبناء شعبنا آنذاك إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.

وأثار إحراق المسجد الأقصى من قبل المتطرف مايكل، ردود فعل كبيرة، وأدى في اليوم التالي للحريق آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، واشتعلت المظاهرات بالمدينة المقدسة، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب، وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.

ومن بين ردود الفعل، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969، بتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر، والذي أدان إسرائيل لمسؤوليتها عن حرق المسجد الأقصى، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي "ينظم" الاحتلال العسكري.

إسرائيل وبعد إلقائها القبض على الجاني، وجدت له مبررا 'الجنون'، ليسافر إلى مسقط رأسه أستراليا، بعد أن مكث فترة قصيرة في مستشفى للأمراض النفسية قرب عكا.

وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق، وترميم المسجد، وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي، من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله مطلع 1970.

اقرأ/ي أيضًا | اعتقالات وإجراءات مشددة بالقدس في ذكرى إحراق الأقصى

ومنذ ذلك الوقت وقبله، تعمل إسرائيل جاهدة بشتى الوسائل والطرق لتهويد المدينة المقدسة، في محاولة بائسة منها لإقناع العالم أن القدس ليست عربية.

التعليقات