"قلعة ظاهر العمر والزيادنة": تأريخ لدير حنا ومنطقة البطوف

يعمل الكاتب يحيى أحمد طه (75 عامًا)، حاليًا على إنهاء كتابه "قلعة ظاهر العمر والزيادنة"، الذي يتطرّق فيه إلى تفاصيل ومعلومات مرتبطة بظاهر العمر وشقيقه سعد، ليسلط الضوء على تاريخ الزيادنة بعد وصول الظاهر عمر إلى فلسطين.

"قلعة ظاهر العمر والزيادنة": تأريخ لدير حنا ومنطقة البطوف

الكاتب يحيى أحمد طه

يعمل الكاتب يحيى أحمد طه (75 عامًا)، حاليًا على إنهاء كتابه 'قلعة ظاهر العمر والزيادنة'، الذي يتطرّق فيه إلى تفاصيل ومعلومات مرتبطة بظاهر العمر وشقيقه سعد، ليسلط الضوء على تاريخ الزيادنة بعد وصول الظاهر عمر إلى فلسطين، وذلك استنادًا لنحو 30 مصدرًا.

دير حنا وعهد ظاهر العمر

تقع قرية دير حنا على مرتفع يصل إلى 350 مترًا فوق سطح البحر، وهو موقع إستراتيجي، إذ يكشف المنطقة من الشرق وحتى هضبة الجولان مرورا ببحيرة طبريا، ومن الشمال تكشف حتى حدود صفد وجبال الرامة وجبل حيدر، ومن الغرب جبال سخنين، ومن جنوبًا تكشف منطقة البطوف وجبل 'حزوة'، الموقع الذي اختاره ظاهر العمر، المكان الذي كان مخصصا للقوات العسكرية الصغيرة الناشطة في المنطقة.

وتُعتبر دير حنا بلدة كنعانية، وجاءت تسمية دير حنا في زمن البيزنطيين والرومان، وكان اسمها كفار حنانيا (اسم بيزنطي)، وفي زمن الصليبيين ذكروها باسم بير حنا، وكان الصليبيون قد سكنوا دير حنا، وبالتحديد فرقة القديس مار يوحنا، وهي مجموعة من المتدينين والمبشرين، الذين أشرفوا على معالجة الجرحى في زمن الحروب الصليبية، ثم تحولت فيما بعد إلى فرقة عسكرية مهمتها المشاركة في الحرب.

سكن الرهبان والمبشرون في دير حنا، وقاموا بتجهيز المكان ليكون أقرب إلى غرفة علاج، لتقديم المساعدات الطبية للقوات الصليبية، وبقوا حتى اندلاع معركة حطين الشهيرة التي خاضها صلاح الدين مع الصليبيين سنة 1187.

وبقيت دير حنا على هذا الوضع، وكان الصليبيون قد بنوا سورًا حول القرية يضم 20 برجا للمراقبة العسكرية، منها أربعة أبراج منفصلة، اثنين في المنطقة الشرقية الشمالية، واثنين في المنطقة الغربية الشمالية، والتي أزيلت لاحقا، إذ هدمها سكان المنطقة وبنوا بيوتا سكنية مكانها.

واستخدمت الأبراج لحماية البلدة من الحملات العسكرية، أما البرج فكان موجودًا في منطقة تدعى 'حكورة عيشة'، وهناك برجٌ آخر لا يزال حتى اليوم ماثلًا للعيان في منطقة القلعة، وكان الحراس يراقبون وصول الأعداء من المنطقة الشمالية، وهناك برجان شرقي دير حنا، تمّ إزالة أحدهما عام 1980، بينما أزيل الآخر عام 2000.

وفي عام 1516 سيطر السلطان سليم على المنطقة، وبقيت تحت السيطرة العثمانية أربعة قرون. ليقوم ظاهر العمر بفتح البلاد وتخليصها من قبضة العثمانيين في الجليل الأعلى والأسفل، وصولا إلى مرج ابن عامر وساحل البحر، وامتدت منطقة مملكة الظاهر عمر من غزة إلى الساحل، وصولا إلى عجلون في الأردن، وشمالًا حتى صيدا اللبنانية. وكان ظاهر العمر قد دخل دير حنا عام 1730، واحتل البلدة، ووضع شقيقه سعد العمر واليًا على البلدة، وأكمل فتوحاته إلى شفاعمرو، ثم عكا التي اتخذها مقرا له.

ويلخّص أحمد طه ما كتبه عن ظاهر العمر قائلاً، 'اخترتُ دير حنا لأنّ التاريخ الحديث لدير حنا يبدأ من دخول الظاهر عمر، ففي تلك الفترة ازدهرت التجارة والزراعة والبناء ورُمم السور، وبُنيت المساجد، وحل الأمان واستقر السكان في البلدة. وبنى سعد شقيق الظاهر عمر دير حنا، وأصبح حاكمًا في المنطقة، بالتنسيق مع ظاهر العمر'.

ويشدّد طه إلى صعوبة الحصول على معلومات دقيقة في فترة الظاهر عمر، إذ خلت معظم الكتب التاريخية من ذِكر عائلة الزيادنة الذين ساهموا في تطوير وبناء قلعة دير حنا، وأشار الكاتب إلى أنه دون بعض التفاصيل من كبار السن بينهم الآباء والأجداد، الذين تناقلوا شفهيا تفاصيل تاريخ بلدة دير حنا.

التعليقات