12/07/2010 - 22:36

ما آذوك عفيفي \ د. فاروق مواسي

( بعد إطلاق سراح محمد عفيفي مطر وقراءة بيانه الجارح )

ما آذوك عفيفي \ د. فاروق مواسي
ولأنّي صاحبْتُكَ بضعةَ أيامٍ – كهُنيْهاتْ-
ولَمسْتُ الصدقَ حميمًا
وشميمًا مِن ماضٍ آتْ
أيْقَنْتُ بأن شَهادَهْ
منك - على مَسْرحِ تعذيبِك -
لم تُرْوَ خيالا وغُموضًا شِعريًّا ترويهِ
مِنْ نهرٍ يلبس أقنعَتَهْ
أو من دفترِ صَمْتٍ مرسومٍ
فوقَ قشورِ الليلْ
وبكاء / ضحكٍ وملامحَ من وجهٍ
أنباد وقليسي
ولذا، حقًّا، ولذا
خاطبتُ وجوهَ المِصريِّينْ
وأنا
أتصَّفَحُها
وَجهًا وَجهًا وَجهًا،
واحدُهُمْ أنتَ وأعضاؤكَ
ا
ن
ت
ث
ر
ت
مَنْ فيها يمكِنُ أن يُرْسِفَكَ القَيْدَ
على رُسْغَيك ؟
وعِصابًا فوق العَينين ؟!!
مَنْ فيها يمكنُ أن يُلقي بأصابِعَ لكْ
- اعتادتْ أن تعزِفَ للضوءِ-
في صَدْمهْ
تفقدُ فيها إحساس أنامِلِها ؟!!!
من فيها يشْبَحُ رأسَك
يصبو للأرض
يقرأ فاتحةً أخرى ؟!!!!
. . . . . يَمْنَعُ عنك الماءَ؟
الخبزَ؟
الدفَ ؟
الراحةَ
كي تَسْتَجْدِيَهُ ؟
. . . . فيها يعطيكَ حبوبًا للهلوسةِ المجنونهْ
( أصداء تَتَصادى )
إني أصدُقُكَ عَفيفي :
أن وجوهَ السواقين الباعةِ والشرطهْ
والصوفيين...
ووجوهَ الرواد وحتى وجهُ القوَّادِ المُرْشدِ للشُّقَّهْ
لا توحي أنَّ التعذيبَ أصابَك منهم
( وسألت البعض )،
أن الناسَ المحتشدين بمقهى الفيشاوي
أو في الأزهر
يمكنُ أن يؤْذوك عفيفي،
أن حجازي والكفراوي والعالِمْ
عيادًا أو حلمي سالِمْ
( كلٌّ مع أصحابهْ )
أنتَ الأسْمَرُ مِن طَمْي النيلْ
يعرفُكُ النيلُ ويُنْكِرُ أن تُشْتَمَ باسْمِهْ
أنت الشاعرُ في لُغَتِهْ
يعرفُكَ الْحَرْفُ عروبيًا يزهو باسْمِكْ
أنتَ الفلاحُ
تعرفُكَ الأرضُ بجُهْدٍ عَرَقٍ دَمْعٍ غُلْب
- والأهلُ بمصرَ غَلابا-
كيف إذن، كيف إذن؟
يمكن أن آذوْا غَلْبانًا من طينَتِهِمْ ؟
أيُّ شياطينِ الإنْسِ يرى خَيْرًا
في
تجويع الكلمهْ ؟
ظَمَأِ النّغْمهْ ؟
خنقِ النسمهْ
أوشِكُ أن أبكيك
أو أبكي عنك
لا أعرِفُ عنوانَ الدمع
لكني،
أو إنِّي
أتوقِّفُ في آخر لحظَهْ
عن ذرْفِ الدَّمْعَهْ
فشموخ الدمعةِ يأبى.......
31/7/1991
.

التعليقات