31/10/2010 - 11:02

سيناريو حزين \ أحمد فوزي أبو بكر (إلى محمود درويش)

سيناريو حزين  \  أحمد فوزي أبو بكر
		(إلى محمود درويش)
أخانا الّذي في السّماء
نحبّك كرْهَ الرّثاء
نحبّك أعتى من الموتِ
أقسى من النفيِ
أعلى من الصّوتِ
أحلى من المجدِ فوق الحشود وتحت الضّياء
ترفرفُ ما بين ليلٍ وسيلٍ وخيلٍ
وفوق السّيوفِ كتاباً يُلَفُّ حريراً عميقاً, وطيف سناء
نُحِبُّكْ
أيا حبرنا الأجمل اْلُمجْتَبى
نجيئكَ من عالمٍ موضوعْ
إلى عالمٍ مرفوعْ
ومن عالم المقموعْ
إلى عالم المشفوعْ
ومن عالم الممنوعْ
إلى عالم المشروعْ
لنرفعَ تحت عروشِ الكلامِ سلامًا يليقُ بملَكِ الكلامْ
فأعذر فتاكْ
إذا ما غواه الوقوف
على حاجبيكْ
هناكَ هناكْ
بقصر الحروفِ الّذي شيّدته يداك
فقد جئتُ أكْمِلَ عنكَ القصيدة
أيا سيّدي.. فهلاّ سمحت؟
-تفضّل
(يجيبُ وراءَ الحجاب)
...
-تحدّثت عن حفرةٍ حبستكَ وذاك العدو
وأنتَ أنا
والعدوُّ العدوُّ
وتلكَ الحُفْرَةُ ,داري, وناري
تَشُدُّّ اليها ضيوفي ,وتُشْحَذُ فيها سيوفي
وللدّار بيّارتان وسرب نخيلٍ وواحةْ
تطلّ على النّهر شرقاً
وكرمٌ, وقمرٌ, ينامُ ويصحو على بعض حلمي
وعِلِّيَّةٌ....
تقيني لبعض استراحةْ
تغبُّ من البحر خمراً
وعقدٌ عتيقٌ هُنَّ الصّبايا
كزهرٍ بداري
برميةِ نردٍ أُخِذْنَ سبايا
..
فيافا الجميلة كانت نؤوم الضّحى
وليلة يافا كانت سماءً تُزَفُّ إليها الأغاني
وكان الكتاب إذا لم يمرّغ على صدر يافا
كأنّه ما كانَ ذاك الكتابْ
وكانت ثمانٍ وعشرُ صحائفْ
بمحرابِ يافا
تروحُ, وتغدو, تَنَزَّهُ في حاضراتِ الأقاصي
تُخَبِّّرُها وتُخَبِّّر عنها
..
وكانت لعكا جديلةُ ليلٍ إذا ضفّرتها لسهرة وصلٍ
فصيّادُها يكتوي في هواها
وقد مانعته حجارة عكّا
جدائلها وجداولها وحبائلها
ليرمي سلامهْ
ويقضي حزيناًعلى رمل عكّا
..
وحيفا الأصيلة أخت الأصائل
وأخت الفدائيّّين الأوائل
وسيّدة العطر والبحر والسّحرِ مرعى الأيائل
وربّة أهل الغوى
وربّة أهل الكياسة
ودفّة فُلْكٍ ببحر السّياسة
ومكر العشيقةْ
وشيخ الطريقةْ
وفيها استراح رفات المقاتل
.....
وجاءَ العدو الّذي هو عاري
وفخّخَ بيّارتيَّ وداري
وأطفأ ناري
وكان البنون نيامْ
وكل الأنام نيامْ
فسقطت بناتي تباعاً تباعا
جزافاً جزافا
وراحت جدائل عكّا ,مراكب حيفا, صحائف يافا
وراحَ المجاهدُ
عن مذبح الحق يأبى انحرافا
وجاءَ النّشيدْ
"فلسطينُ داري
فلسطين ناري
فلسطين ثاري
وأرض الجدودْ"
فماذا ترى أنَّني فاعلٌ بحفرة بيتي المدمّرْ
وقد صِدْتُ فيها عدوّي
فإنّي أقولُ وربّي على ما أقولُ شهيدْ
إذا ما أعادَ ضفائر عكّا, مراكب حيفا, صحائف يافا
وسافر للبحر طوعاً غريباً ومرّاً كمثل مرار الغبار
ومرّاً كمثل مرارِ الكلام
فسوفَ أكون له شاكراً
وإلاّ فلا
....
عليك السّلام, شهيد الكلام


ahfabo@hotmail.com
سالم


.

التعليقات