قالَ لي مَن حَاوَلَ أن يُعلّمَني
درساً من الطغيانِ :
رَدّدْ :
دالٌ وألِفٌ : دَا ، وَراءٌ : دَارٌ .
كرّرَتُ لا لِطاعَتِهِ
بَلْ لأرى دَاري
بَعدَما مَرَّ الزّمانُ
عَلى جَناحِ مَسافةٍ فرّقتنا .
واستمَرَّ :
دَالٌ وَواوٌ : دو ، وَراءٌ : دورٌ
قلتُ :
" دورٌ " كَيْ نعودَ إليها سَالِمينَ
وَكيْ أراني هُنا لَستُ وَحْدي ،
فالغربَة ُ
مَنْ دَعَتني لِشهْوَتِها كَيْ تكون ،
وَمَنْ أكونُ إن لبيْتُ دَعْوَتهَا
وَرُحتُ وَحْدي ؟؟
قَالَ :
دوريٌ على ما أظنُّ ، وَتجْهَلُ نفسَكْ
قلتُ :
رُبّما ،
وَرُبّما نَسرٌ حَلّقتُ فَوقَ عُشّي
كيْ أهْبِط َ فِي الطّمأنينةِ
وَاقِفاً ،
أو لأخلي لَكَ الجَوّ
فهذا العطاءُ وجدتهُ
يومَ إجتسَسْتُ نبْضَ القلبِ
لأكتشِفَ الحَيَاةَ تسْكُنُ بي .
وقالَ حينَ عَادَ حَامِلاً لي
مَا يُريدُ مِنَ الرّحيلِ :
عَلى الخِزْيِ وَالعَارِ
إِحمِلْ مَنفاكَ وَإرْحَلْ
الى حيثُ لا أراكْ .
قلْتُ :
لي غَدٌ سَلّمَ لِي رُتبَة الجُنديِّ
لأنّي حَمَلتُ سِلاحِي
مِنْ جِراحي التي نَزَفَ العُنفوانُ فِيها ،
هُوَ جُرْحي الذي انتظرتُهُ
لأكبُرَ فِي شكلِهِ الدّمَويِّ :
ناراً مِنْ رمادٍ
ضامرٍ لمن يستهينُ بي .
قالَ :
هكذا تجني عَلَى نفسِكَ ،
وَتردَ المَخاطِرَ شارِباً
مِن ينابيعَ جفّتْ
مُنذ ُمَاتَ المَاءْ ،
فماذا ، يا ترى ، دهاك ؟؟
قلتُ :
كانَ الخَيالُ بي وَاقِعِيُّ
لمّا رَفضّتُ المَجيءَ
إلى حَقلٍ زَرَعَهُ المَوتُ
لي بالمَوتِ ، خَاصّة ً
وإذ أدْرَكتُ أنَّ الصّدى
راعِي المَكانْ ! .
قَالَ :
مَا أسْمُك ؟
قلتُ : لا أعْرِفْ
- مَن كُنتَ فِي المَاضي إذاً ؟
- لا أذكرُ ،
ربّما غيّرتُ اسْمي
بَعدَما نَادَيْتَ بِِه ،
وَرُبّمَا أهْدَيّتهُ لِلحَدَائِقِ
كي يزدَهرَ الحُسنُ أكثر ،
فعلاً لا أذكرُ .
قَالَ :
ضَعْ كَلامَكَ عَلى مِحَكِّ الوُضوحِ ،
وَإلا ذَبَحتُك خِفيةً ،
فدَمُكَ وَإنَ سَالَ لَنْ يُرى
ما دامَ الليلُ داهمٌ
على ظلامِهِ
من بابِ الغياب ! .
قلْتُ :
أنا رَفضِي وَفوضَايَ \
سَيِّدُ الرّأيِ \
أنا اُفقي أرَاهُ يَشقُّ الطّريقَ إليَّ \
شَمْعَة ً أشعَلَها الليلُ
كي يّحنَّ الشراعُ
الى المرسى القديم .
قالَ :
كَيفَ عُدتَ عَلى قدَمَينِ
مِن خَطرٍ حَذّرْكَ مِنّي طَويلاً ،
ألَمْ تخَفْ وَأنتَ قادِمٌ
نحوَ الموت حياً ؟؟
قلتُ :
جِئتُ لأنَّ دُوني لَنْ تكونَ ،
ولَنْ يُجدي كلامُكَ
مَا دَامَ الفراغُ
يُمْلي عَليهِ الكَلامْ .
أكونُ " خلودٌ " إن لم أكن
وإن كنتُ فأنا أنا ، لا سواي ،
ألا ترى بي سنبلة ٌ
تنمو كي يرتاحَ الحَصَادُ
مِنَ الإنتِظارِ ،
أو ليَرسُمَ السّحابُ شَكلَهُ
في حَقلٍ قد تفرّغَ
مِنْ جَديدْ ؟؟
" دَارٌ وَسُنبُلةٌ " حُلُمي
يا أيّها البدائيُّ ،
والشّرُودُ عَاصِفةٌ تَمُرُّ ومَا تمرُّ
بالحَزانى إنْ يحْبَلنَ بِالأفراح ،
الأفراحُ من وُلِدُت معي
فآخيْتها
وأخذتُ منها رجولتي
حتى يكتَمِلَ البُلوغ ،
هيَ من علّمتني التقدّمَ
الى حَيثُ لا خَلفَ للخلفِ \
إلى جنّةٍ
في مُتناوَلِ الصّلواتْ ،
هكذا تصْبِِحُ مثلي ، إن تغيّرتَ ،
فهلا أتيتَ معي الى الفجرِ
قبلَ طلوعِ الندى ،
أم أنكَ في الليلِ
تنتظر النهار ؟؟
التعليقات